أكد ممثلو السلطات الجهوية بجهة إيستريمادورا ( جنوب غرب إسبانيا ) خلال اللقاء الذي عقدوه مؤخرا مع القنصل العام للمملكة المغربية بجهتي الأندلس وإيستريمادورا فريد أولحاج أن المغرب " يظل سوقا واعدة ووجهة مضمونة " للاستثمارات الإسبانية بصفة عامة وللفاعلين الاقتصاديين والمستثمرين بجهتي الأندلس وإسيتريمادورا على وجه الخصوص . وجدد المسؤولون عن مختلف الهيئات والمؤسسات الجهوية بهذه المنطقة خلال هذه اللقاءات والمباحثات استعدادهم والتزامهم للعمل من اجل تعميق علاقات الشراكة والتعاون مع المغرب في مختلف المجالات الاقتصادية والتجارية والسياحية والثقافية . ودعا فريد أولحاج القنصل العام للمملكة خلال هذه اللقاءات التي تندرج في إطار الجهود التي تبذلها القنصلية من أجل النهوض بالعلاقات الاقتصادية والثقافية بين المغرب وهذه المنطقة مع بهذه المناسبة الفاعلين الاقتصاديين والمستثمرين بهذه الجهة إلى استكشاف الفرص الاستثمارية الهائلة التي يتيحها المغرب وكذا التحفيزات التي يقدمها من أجل استقطاب رجال الأعمال والاستثمارات الأجنبية . واستعرض خلال محاورته لمختلف المسؤولين بهذه الجهة الإطار القانوني والتشريعي المتقدم الذي اعتمدته السلطات المغربية لتشجيع رأس المال الأجنبي والفاعلين والمستثمرين وتحفيزهم على إنجاز مشاريعهم بالمملكة مشيرا إلى العديد من القطاعات الواعدة وذات القيمة المضافة التي يمكنها أن تساهم عبر الاستثمار فيها في تفعيل حركية الاقتصاد المغربي وكذا اقتصاد جهة إيستريمادورا كالطاقات المتجددة والصناعات الغذائية الفلاحية إلى جانب قطاع السياحة . ومن جهته أشاد ميغيل بيرنال رئيس مؤسسة " إستريمادورا أفانتي " التي هي هيئة عمومية مكلفة بتنمية وتطوير المقاولات بهذه الجهة بمستوى التبادل التجاري والاقتصادي بين المغرب وإسبانيا مشيرا إلى أن السوق المغربي يعتبر سابع وجهة للصادرات التي تنتجها هذه الجهة المستقلة مشيرا إلى التزام مؤسسته وكذا الفاعلين الاقتصاديين ورجال الأعمال بمضاعفة الجهود والعمل على إعطاء دفعة جديدة للعلاقات الاقتصادية والتجارية الثنائية . كما أعلن عن تنظيم مؤسسة " إيستريمادورا أفانتي " لبعثة ستتوجه إلى المغرب وتضم مجموعة من الفاعلين ورجال الأعمال والمستثمرين في مختلف القطاعات وذلك خلال الفترة ما بين 25 و 29 يونيو المقبل من أجل استكشاف آفاق وفرص الاستثمار المتاحة وبحث ومناقشة أنجع التصورات لتنمية وتطوير علاقات الشراكة والتعاون . وضمن نفس التصور الذي يروم تفعيل علاقات الشراكة والتعاون بين جهة إستريمادورا والمغرب أجرى القنصل العام للمملكة مباحثات مع غيليرمو فيرنانديز فارا رئيس الجهة تمحورت حول دراسة الآليات والمرتكزات التي يمكنها أن تساهم في دعم وتقوية علاقات الشراكة الاقتصادية والتجارية . وتم التركيز خلال هذا اللقاء على ضرورة استغلال الفرص الجديدة للاستثمار التي يمنحها المغرب خاصة في القطاعات الواعدة التي تساهم في خلق الثروة وتوفير فرص الشغل لفائدة الجانبين . وجدد فريد أولحاج خلال هذا اللقاء التزام المغرب واستعداده لترسيخ علاقات التعاون مع هذه الجهة المستقلة من خلال الرفع من مستوى التبادل في إطار شراكة نموذجية تؤطر علاقات المغرب بإسبانيا . وبدورها أشادت بلانكا مارتين ديلغادو رئيسة البرلمان الجهوي لإيستريمادورا بعمق العلاقات التاريخية وروابط الصداقة والتعاون التي تجمع بين المملكتين الإسبانية والمغربية بصفة عامة ومع جهة إيستريمادورا على وجه الخصوص منوهة بانفتاح المغرب والتزامه في مجال التحديث والإصلاح وكذا بالاستقرار الذي ينعم به في ظل محيط متقلب . كما نوهت باندماج أفراد الجالية المغربية المقيمين بهذه الجهة الذين يقدر عددهم بحوالي 150 ألف نسمة وانخراطهم في المجتمع ومساهماتهم في التنمية الاقتصادية للمنطقة وكذا للأدوار التي يقومون بها في مجال التقريب بين الشعبين والثقافتين . وفي إطار نفس السياق عقد القنصل العام للمملكة جلسة عمل مع أنطونيو رودريغيز أوسونا عمدة مدينة ميريدا ركزت على بحث ومناقشة السبل الكفيلة بالمحافظة على الموروث الثقافي والحضاري وصيانته مع ضمان استمراريته . وتطرق الجانبان إلى القواسم المشتركة التي تجمع بين الموروث التاريخي والحضاري لمدينتي فاس ومدينة ميريدا عاصمة جهة إيستريمادورا المصنفة بدورها كما فاس من طرف منظمة ( اليونسكو ) ضمن التراث الإنساني العالمي والتي تعد وجهة سياحية مهمة بالجنوب الإسباني .