استأثرت قضية سحب الاعتماد من الصحافي عمر بروكسي، مراسل وكالة الأنباء الفرنسية في المغرب، باهتمام الصحافة والرأي العام بحيث دخلت على الخط مجموعة من الاطراف في الداخل كما في الخارج. ففي الوقت الذي وصف فيه مصطفى الخلفي، وزير الاتصال الناطق الرسمي باسم الحكومة، قرار سحب الاعتماد ب"المنطقي"، مشيرا إلى أن تغطية وكالة الأنباء الفرنسية ارتكب فيها خطأ مهني جسيم حين تناولها للانتخابات الجزئية بطنجة، نددت منظمة مراسلون بلا حدود بقرار الحكومة ووصفته بالقرار "الإداري" و"السياسي"، وهو ما يعتبر "مسا واضحا" بالممارسة المستقلة لمهنة الصحافة حسب بيان المنظمة.
وبالعودة إلى دليل الصحافة الشهير، الذي اعتمدته نقابة الصحافيين الفرنسيين منذ عقود من الزمن، والذي من المفروض في المراسل الصحافي المعتمد لدى وكالة الأنباء الفرنسية في المغرب أن يلتزم به، جاء في الفصل الأول من هذا الدليل، أن أكبر أخطاء المهنة الصحافية، التي لا تبرر ولا تغتفر، هي نشر خبر بدون دليل.
ولنتساءل معه بروكسي هل كان لديه دليل حتى يربط ما بين حزب الأصالة والمعاصرة والمؤسسة الملكية، ويقحم هذه الاخيرة في الصراع الانتخابي بين حزب البام وحزب العدالة والتنمية، خلال الانتخابات الجزئية التي انتهت أول أمس الخميس، بمدينتي طنجة ومراكش؟
لا نظن ان بروكسي تجشم عناء البحث على الدليل، كما ان عليه أن يقرأ جيدا نتيجة هذه الانتخابات، التي استرجع فيها حزب العدالة والتنمية مقعد الوحيد بمراكش، ومقعدين بطنجة التي فقد فيها مقعدا واحدا لصالح حزب الاتحاد الدستوري. في حين لم ينجح حزب الاصالة والمعاصرة في الحصول على أي مقعد، فهل يعقل أن يفشل حزب تدعمه المؤسسة الملكية، كما زعم بروسكي؟ ثم ما علاقة المؤسسة الملكية بمنع تنظيم الحفل الختامي لملتقى شبيبة العدالة والتنمية في ساحة الأمم بمدينة طنجة؟ اسئلة وجب على بروكسي طرحها على نفسه قبل ان يدبج مراسلاته لإرسالها للخارج إرضاء لأسياده و..
يجب ان يعلم بروكسي ان الصحافة لم توصف بمهنة المتاعب هكذا، بل إن الاشتغال فيها يقتضي الالتزام بالمهنية وإلا فعلى من لا يريد إرهاق نفسه في البحث عن الادلة أن يرحل عن المهنة ويتركها للقيام بشيء آخر غير الصحافة، وهو ما يتقنه عمر بروكسي خاصة مهنة رشق المغرب بالحجارة بسبب او بدون سبب..