نددت منظمة مراسلون بلا حدود بقرار الحكومة المغربية الصادر أمس الخميس، والقاضي بسحب اعتماد عمر بروكسي الصحفي وكالة الأنباء الفرنسية (أ ف ب)، كما وصفت المنظمة الدولية القرار "الإداري" ب"السياسي"، معتبرة الموضوع "مسا واضحا" بالممارسة المستقلة لمهنة الصحافة. "مراسلون بلا حدود" اتهمت وزارة الاتصال بتوظيف الاعتماد، "منحا وسحبا"، ك"سلاح" ضد المهنيين قصد دفعهم لممارسة ما أسمته المنظمة ب"الرقابة الذاتية"، في الوقت الذي طالب فيه كريستوف دولواغ مدير عام المنظمة السلطات المغربية بالتراجع عن القرار الذي نعته بالتعسفي. من جهته، وصف مصطفى الخلفي، وزير الاتصال الناطق الرسمي باسم الحكومة، قرار سحب الاعتماد ب"المنطقي"، مشيرا إلى أن تغطية وكالة الأنباء الفرنسية ارتكب فيها خطأ مهني جسيم حين تناولها للانتخابات الجزئية بطنجة. ذات المسؤول، قال في اتصاله مع هسبريس إن صيغة "مرشحين مقربين من القصر الملكي" الواردة في قصاصة الوكالة، صباح يوم الخميس على الساعة 9:40، و قبل تعديلها مساء، مست بمبدأ المهنية وهو ما دفع الحكومة إلى اتخاذ قرار السحب المرتكز على احترام القانون. الخلفي، وفي رد على سؤال لهسبريس حول بعض القراءات التي تربط بين تغطية عمر بروكسي للتظاهرة المعروفة ب"حفل الولاء للكرامة والحرية" وبين قرار سحب الاعتماد، نفى أية علاقة بين الموضوعين، موضحا أنه كان أول المتصلين بوزيري العدل و الداخلية من أجل فتح تحقيق في الموضوع و كذا بمدير وكالة الأنباء الفرنسية من أجل التعبير عن أسف وزارته على حادث تعنيف عمر بروكسي إبان ممارسته لمهامه. صيغة "مرشحين مقربين من القصر" ليست قدحية حسب عمر بروكسي، صحفي (أ ف ب) الذي شرح في اتصال مع هسبريس أنه يشتغل مع وكالة دولية تستعمل عبارات موجهة للقارئ الأجنبي قصد تعريفه بمنظمات حزبية داخل بلدان لا يعرفها بالضرورة. الصحفي أضاف، ضمن ذات التصريح، أن "حزب الأصالة والمعاصرة تم تأسيسه من طرف فؤاد عالي الهمة صديق الملك.. وأن الحزب يقول أن برنامجه هو برنامج الملك"، قبل أن يتساءل بروكسي "لماذا لا يحاسبوننا على صيغة حزب إسلامي عندما نشير إلى العدالة والتنمية، مع العلم أن الإسلام دين رسمي للدولة..". عضو فريق تحرير وكالة الأنباء الفرنسية بالمغرب وصف قرار سحب اعتماده بالقرار السياسي الذي يتجاوز الحكومة، مؤكدا في آخر كلامه أنه لن يغير من طريقة اشتغاله لأنه أحرص الناس على احترام الضوابط المهنية حسب تعبيره.