عممت وكالة المغرب العربي للأنباء، مساء أمس، قصاصة تقول فيها إن الحكومة المغربية "قررت سحب اعتماد صحافي بوكالة الأنباء الفرنسية لبثه قصاصة لا مهنية حول الانتخابات الجزئية بدائرة طنجة التي جرت اليوم الخميس". وأضافت القصاصة أن الحكومة أصدرت بلاغا تتهم فيه وكالة الإنباء الفرنسية بالترويح "لمزاعم تقحم المؤسسة الملكية في هذا التنافس الانتخابي الذي مر في أجواء شفافة٬ وتمس بموقعها الحيادي وبالدور المنوط بها كحكم فوق كل تدافع انتخابي بين الأطراف الحزبية٬ كما تضرب في مكانتها الدستورية٬ وتناقض ما هو معروف من الابتعاد الكلي لجلالة الملك وللعائلة الملكية عن المشاركة في الاستحقاقات الانتخابية". وأضاف البلاغ أن الحكومة المغربية "إذ تعبر عن إدانتها الشديدة لهذا السلوك المناقض للأعراف المهنية في العمل الصحفي، والمروج لادعاءات باطلة ولامسؤولة والمضادة للتقاليد المهنية لمؤسسة صحفية عريقة، فإنها تقرر سحب اعتماد الصحفي محرر القصاصة". عمر بروكسي، الصحافي بوكالة الأنباء الفرنسية، وضمن اتصال هاتفي مع هسبريس،أكد أنه هو من أنجز ريبورتاجا عن الانتخابات الجزئية بطنجة لصالح وكالته تم بثه صبيحة الخميس 4 أكتوبر. الريبورتاج المنجز باللغة الفرنسية من طرف الصحفي بروكسي نقل وجهات نظر فاعلين من حزب العدالة والتنمية وحزب الأصالة والمعاصرة، إلى جانب أراء مواطنين من مدينة طنجة، حول الانتخابات الجزئية وما تعنيه لكل طرف على حدة.. في حين تمثلت الإشارة الوحيدة للملك في فقرة دون غيرها من فقرات الربورتاج المذكور وهي تقول "في طنجة، عاصمة الشمال، حزب العدالة والتنمية، الذي يقوده الوزير الأول عبد الإله بنكيران، يواجه أيضا مرشحين تقدموا بإسم حزب الاصالة والمعاصرة (البّامْ)، الذي أسسه سنة 2008 فؤاد علي الهمة، أحد المقربين من الملك محمد السادس". ذات المادة الصحفية لصحفي وكالة الأنباء الفرنسية أشار أيضا الى أن سجال الحملة الانتخابية كان تصدر واجهة الإعلام على إثر منع الحفل الختامي لمؤتمر شبيبة العدالة والتنمية، موضحا أن قرار المنع تمّت قراءته كفصل جديد من "فصول الصراع حول السلطة بين الحكومة والقصر الملكي". يشار إلى أن عمر بروكسي، وهو الذي سبق له أن اشتغل رئيس تحرير لLe journal Hebdomadaire، كان قد تعرض للتعنيف خلال وقفة "الولاء للكرامة والحرية " التي نظمت يوم الأربعاء 22 غشت الماضي بالرباط.. تعنيف عزته وزارة الداخلية، من خلال بيان لها نشر في حينه، إلى وصول صحفي ال "أ.ف.ب" إلى مكان الاحتجاج "في نفس الوقت الذي وصل فيه المحتجون، دون حمله لشيء يميزه عنهم، وحاملا محفظة ظهر شبيهة بالتي كان يحملها المعتصمون غير المرخص لهم"، ودائما حسب تعبير بلاغ الوزارة التي تعدّ حقيبتها محسوبة على حزب الحركة الشعبية وأمينها العام امحند العنصر. قرار سحب اعتماد بروكسي يُنتظر أن يخلف ردود أفعال متباينة، خاصة وأنه تزامن مع تقديم اللجنة العلمية لإعداد مشروع مدونة الصحافة والنشر.. مشروع قال عنه مصطفى الخلفي، وزير الاتصال الناطق الرسمي باسم الحكومة، حين تقديم لجنته، إنه "يستند على توجهات كبرى، تتمثل بالخصوص في تعزيز ضمانات حرية الصحافة، والحق في التعبير، انسجاما مع الدستور المغربي، ووفق الالتزامات الدولية للمغرب.. وإدماج الاجتهاد القضائي الدولي والوطني في قضايا الصحافة والنشر، وإصلاح منظومة التجريم والزجر في المجال الصحفي".