كتبت جرائد الكترونية ان وزير الاتصال السيد مصطفى الخلفي قد اعتذر للوكالة الفرنسية للأنباء على خلفية "تعنيف" الصحفي عمر بروكسي من طرف قوات الامن التي كانت تفرق احتجاجات بشارع محمد الخامس بالرباط. لكن السؤال الذي سيطرحه كل من شاهد مقطع الفيديو لهذا الصحفي، من سيعتذر للمغاربة على القذف الذي قام به السيد بروكسي؟ "دولة ديال الشفارة " جملة قالها الصحفي تختزن في طياتها اهانة لبلد بأكمله بمن فيهم الحكومة التي يمثلها السيد وزير الاتصال و الناطق الرسمي باسمها. من شاهد مقطع الفيديو سوف يلاحظ ان الصحفي قام بمجموعة من التجاوزات تضعف من موقعه كصحفي مهني يبحث عن الحقيقة: اولها هو عدم وضعه ل "البادج " الذي سيميزه كصحفي عن باقي المحتجين و يجنبه كل سوء تفاهم مع رجال الامن، والمؤسف هو ترديده عبارة "انا ما كانديرش البطاقة " مما يدل على انه كان يستقصد وقوع سوء الفهم مع رجال الامن. عبارة اخرى بصمت سلبا مقطع الفيديو هي تطاول الصحفي على نقيب الصحفيين حين قال: " فينا هو داك النقيب ديال الصحفيين ديال 4 دريال ؟" صحيح ان مهنة الصحافة ترتكز على حرية التعبير و الصراحة في ايصال الخبر، لكن الصراحة لا تعني الوقاحة و اهانة زملاء المهنة. قد يكون السيد بروكسي قد تعرض فعلا للتعنيف لكنه قد رد على فعل غير قانوني بردة فعل غير قانونية وغير مهنية اكثر . فالقانون و الاخلاق المهنية يقضيان بان يتقدم بكل لباقة بشكاية لتعرضه للتعنيف في اقرب مخفر للشرطة، لا ان يطلق العنان للسانه بالشتم هنا وهناك . مما يجعل موقف السيد وزير الاتصال ، الذي اعتذر للوكالة التي يعمل بها السيد بروكسي، قرارا متسرعا و لا مسؤولا . فهذا الاعتذار يعني تجريم فعل رجال الامن و تبرئة موقف الصحفي .في حين ان هذا الاخير هو المسؤول عن سوء الفهم الذي وقع بتعمده عدم ارتدائه شارته المهنية . اما عن رجال الامن فلم يقوموا إلا بواجبهم ، لأنهم لو تركوا العنان لكل من يحمل الة التصوير ان يلتقط صورا للمواطنين و المواطنات بشكل غير قانوني فسوف يتهمون بالتقصير في اداء واجبهم . فاذا كان رشيد نيني قد سجن بتهمة تحقير موظف حكومي، فما هي عقوبة من قام بتحقير بلد بأكمله؟ ننتظر، سيدي الوزير، اعتذارا للمغرب من طرف وزير الاتصال الفرنسي الذي يعمل الصحفي بوكالة انباء فرنسية تحت مجال نفوذه. *استاذة اللغة الفرنسية - الرشيدية