قال الصحافي الممنوع من العمل الآن في المغرب عمر بروكسي إن القضية حاليا بين يدي وكالة الصحافة الفرنسية التي تباشر "التفاوض" مع السلطات المغربية حول قرار سحب اعتماده كمراسل للوكالة، وأضاف أن خطه التحريري هو "الصحافة المستقلة ولن أبتعد عن هذا مهما حدث، وأنا لن أغير طريقتي في العمل"، جاء ذلك في تصريح خص به إذاعة هولندا العالمية. سلاح وصفت منظمة 'مراسلون بلا حدود‘ سحب الاعتماد من عمر بروكسي الذي يعمل مراسلا لوكالة الصحافة الفرنسية بكونه قرارا "تعسفيا" و "سلاحا ضد الإعلاميين المحترفين لإجبارهم على ممارسة الرقابة الذاتية". وأضافت المنظمة الدولية أن قرار السلطات المغربية الصادر في حق الصحافي عمر بروكسي يوم 4 أكتوبر الجاري هو "قرار سياسي وانتهاك فاضح للممارسة المستقلة لمهنة الصحافة". في حين بررت وزارة الاتصال المغربية في تعليق لها أن بروكسي ابتعد عن المهنية أثناء تغطيته لنتائج الانتخابات الجزئية في طنجة ومراكش. وتجدر الإشارة إلى أن هذه الحادثة ليست هي الأولى من نوعها، ولعل ما جرى لمكتب قناة الجزيرة القطرية في المغرب قبل سنتين بإغلاقه نهائيا وسحب رخص العمل من صحافييه لخير مثال على ذلك. ويحصل بين فترة وأخرى أن تسحب الاعتماد أو توقف تمديده لصحافيين أجانب يتناولون بعض القضايا أحيانا بأسلوب يزعج السلطات المغربية وخاصة حينما يتعلق الأمر بقضية النزاع في الصحراء الغربية أو بملفات حقوق الإنسان وحرية التعبير. صحافي مستقل يتلقى عمر بروكسي رسائل دعم وتضامن بالعشرات من عدد كبير من زملائه الصحافيين من الداخل والخارج وكذلك من أصدقائه والمتعاطفين معه، و "هذا ما يساعدني في هذه المحنة"، يقول بروكسي الأمر الذي يثمنه كثيرا ويجعل "قضيتي قضية عادلة". وحول ما إذا كان مستعدا لتغيير "خطه التحريري" مقابل استعادة رخصة العمل، استبعد بروكسي استبعادا كليا هذه الفكرة قائلا: "أنا ليس لدي خط تحرير، أنا صحافي مستقل وخطي التحريري هو الصحافة المستقلة ولن أبتعد عن هذا مهما حدث. أنا لن أغير طريقتي في العمل سواء أعطوني الاعتماد أم لم يعطوه لي. لن أغير طريقتي في العمل". وبخصوص "لا مهنية" العمل الذي قام به بروكسي بحسب وزارة الاتصال المغربية، أكد الأخير أن عمله كان "متوازنا ومهنيا ولا يشوبه أي خلل مهني". وأوضح أن وكالة الصحافة الفرنسية التي يعمل معها منذ ديسمبر 2009؛ أي منذ توقيف أسبوعية 'لوجورنال‘ (الصحيفة) التي كان يتولى رئاسة تحريرها، تتولى الآن مخاطبة الجهات المغربية وترى أن عمله التزم قواعد العمل المهني. تحامل سبق لعمر بروكسي أن تعرض للتعنيف والاعتداء من قبل عناصر من الشرطة المغربية حينما كان يغطي قبل أسابيع وقفة احتجاجية لما سمي ب "حفل الولاء للحرية والكرامة" ردا على بروتوكول تقديم الولاء والبيعة للملك محمد السادس. ومع أن وزارة الاتصال قدمت آنذاك ما يشبه الاعتذار لوكالة الصحافة الفرنسية، إلا أن هناك من يعتقد أن المضايقات التي يتعرض لها بروكسي في عمله ناتجة عن نوع العمل الذي ينجزه لصالح الوكالة الأجنبية، والذي ترى فيه السلطات المغربية جرعة زائدة من النقد. أما بروكسي نفسه، وإن كان لا يستبعد الأمر، فإنه لا يملك دليلا على ذلك: "ليس لدي دليل قاطع أو معطيات دقيقة، ولكنني أظن أن هذه المسألة موجودة فعلا. فعندما بدأت العمل مع وكالة الصحافة الفرنسية لم ترد السلطات المغربية في البداية منحي ترخيص العمل، وبقيت دون اعتماد مدة سنة ونصف إلى أن أتى الربيع العربي وحصلت على ذلك الاعتماد الذي تراجعوا عنه الآن". لكن وزير الاتصال مصطفى الخلفي نفى لصحيفة هسبريس الإلكترونية أن يكون سحب اعتماد عمر بروكسي ناتج عن تغطية هذا الأخير لمسيرة 'حفل الولاء للكرامة والحرية". ويذكر أن العبارات التي رأت فيها وزارة الاتصال خروجا عن المهنية هي استخدام بروكسي لوصف "مقرب من القصر" في تناوله لحزب الأصالة والمعاصرة الذي شارك وخسر الانتخابات الجزئية في طنجة ومراكش، وإيراده لاسم مؤسس الحزب فؤاد عالي الهمة الذي يشغل الآن منصب مستشار الملك محمد السادس ويعد واحدا من أقرب المقربين له ومن أصدقائه الشخصيين وزميل سابق له المدرسة المولوية (الإعدادية الملكية) بالرباط. ربيع الصحافة أوردت صحف رقمية مغربية أنباء متضاربة عن تدخل النقابة الوطنية للصحافة في قضية بروكسي ووزارة الاتصال، بيد أن بروكسي نفسه نفى أن يكون قد طلب من هذه النقابة التي dرأسها الصحافي يونس مجاهد منذ أكثر من 15 سنة التدخل والمساندة: "عندما تحقق النقابة ربيعها العربي وتنجح فيه، آنذاك سأطلب من النقابة الوطنية أن تساندني".