توصلنا في شعب بريس ببلاغ من النقابة الوطنية للصحافة المغربية ترد فيه على مراسل وكالة الانباء الفرنسية عمر بروكسي على إثر تصريحاته الماسّة بالجسم الصحافي والتي ادلى بها للجريدة الالكترونية كود، وفي ما يلي نص البلاغ:
أدلى عمر بروكسي، مراسل وكالة الأنباء الفرنسية بالرباط، بتصريح لموقع كود يواصل فيه السب و الشتم في حق مسؤولي النقابة الوطنية للصحافة المغربية، حيث وصف رئيسها، الزميل يونس مجاهد، ب "بن علي صغير"، نسبة الى الرئيس التونسي المطاح به.
وهذه ليست هي المرة الأولى التي يسب فيها بروكسي مسؤولي النقابة، فقد سبق له أن أرسل لنائب رئيسها، الزميل عبد الله البقالي، رسالة لهاتفه المحمول، سبه فيها عندما انتقد هذا الأخير قناة الجزيرة ونعته باقبح النعوت.
كذلك عندما أعتدى رجال الأمن يوم 22 غشت 2012، على عدد من الصحافيين، من بينهم بروكسي، قام بسب رئيس النقابة أمام الملأ، في غيابه، واصفا إياه ب "نقيب الصحافيين ديال أربعة ريال"، وروج هذا عبر اليوتوب.
ولم يبق له إلا زوجة رئيس النقابة، الزميلة منية بلعافية، التي هاجمها، بشكل مجاني، مروجا الإشاعات الكاذبة في حقها.
وللتذكير، فقد كان بروكسي يلجأ باستمرار إلى النقابة لطلب الدعم، وكان يجد الأبواب مفتوحة، كما هو الأمر باستمرار، لجميع الصحافيين والمواطنين، وقد ساندته النقابة في عدد من الأحداث والقضايا، لأن هذا واجبها، وقد كان آخرها، عندما رفضت إدارة وزارة الإتصال، في عهد الوزير السابق، السيد خالد الناصري، منحه بطاقة الاعتماد.
فاتصل رئيس النقابة بالوزير آنذاك، وبمدير الإعلام السيد عبد الإلاه التهاني، الذي أبدى تخوفه في أن يستغل بروكسي وكالة الأنباء الفرنسية لتمرير مواقفه السياسية الشخصية، بدل العمل بمهنية، كما يتطلب ذلك عمل الوكالات، وأبلغت النقابة بروكسي بهذا الرد وأكدت أنها تسانده في الحصول على اعتماده، ونظمت له لقاءا مع مدير الإعلام واستمرت المحاولات إلى أن حصل على هذه البطاقة.
وعندما تم سحب بطاقة اعتماده، في الأسبوع الأخير، عبر الرئيس أيضا لوسائل الإعلام، عن رفضه لهذا القرار، مؤكدا أن اللجوء الى القضاء في مثل هذه الحالات، هو الحل الأمثل، حيث تتاح للصحافي فرصة الدفاع عن نفسه.
وفي نفس الوقت، وجه اللوم لبروكسي، منبها إياه، إلى ضرورة احترام زملائه، والكف عن السب والشتم في حقهم، لأن هذا السلوك لا ينبغي أن يصدر عن أي إنسان، فما بالك إذا تعلق الأمر بصحافي، من المفترض أن يكون نموذجا في الأستقامة والنزاهة، ويقدم المثل للمجتمع.
ويعتبر المكتب التنفيذي للنقابة، أن وصف الرئيس بديكتاتوري مثل بن علي، بالإضافة إلى ما تضمنه تصريحه من كلام غير لائق، فإنه يسيئ إلى كل الزميلات والزملاء المنضوين تحت لواء نقابتنا، وهم من خيرة الصحافيين والإعلاميين، وتجدهم دائما في المواقع المتقدمة للنضال من أجل حرية الصحافة والتضامن مع ضحايا الإعتداءات على هذه الحرية، والكفاح اليومي لصيانة كرامة الصحافيين والعاملين.
إن هذا الشرف الذي ينالونه في الميدان، لا يمكن أن يلطخه شخص يعتبرهم "كالقطيع"، يقوده "ديكتاتوري"، وكأنهم "خانعون"، في الوقت الذي يثبتون عبر نضالهم اليومي والتزامهم النقابي، الذي يؤدون عليه الثمن، أنهم رمز النبل والعطاء.
إننا لسنا في حاجة إلى إثبات ديمقراطية هياكالنا، فهذه حياة داخلية للنقابة، نمارسها يوميا، ونتعلم من انتقادات اعضائنا المخلصين، ولكننا لا يمكن أن نقبل احتقار منخرطينا، بهذه الطريقة، وسب مسؤولي النقابة، الذين نالوا الثقة في مؤتمرات شفافة وشرعية، من طرف شخص، لأنه يشتغل مع وكالة أجنبية.
إن ترويج الإشاعات والأكاذيب، لا يستقيم مع العمل الصحافي الرصين، خاصة من طرف شخص يعمل مع وكالة دولية، معروفة بالرصانة والمهنية، وننتظر من صحافييها تقديم نموذج إيجابي، وليس الصحافة السيئة.
لكل هذه الأسباب، فإن المكتب التنفيذي، علما منه أن بروكسي لا يحترم المؤسسات الوطنية المهنية، يعلن أنه سيراسل المندوبين النقابيين والتنظيمات الداخلية المكلفة بأخلاقيات المهنة في وكالة الأنباء الفرنسية، لطرح المشكلة على هؤلاء الزملاء، بهدف إنصاف نقابتنا.