نظمت جمعية البشرى لاضطرابات وصعوبات التعلم بشراكة مع الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين لجهة الرباطسلاالقنيطرة، يوماً دراسياً تحت شعار "اضطرابات التعلم في المدرسة المغربية : واقع التشخيص وآليات المواكبة"، وذلك يوم السبت 10 فبراير 2018 بمقر الأكاديمية بحي الرياض، الرباط. هذا اللقاء هو بمثابة إفتتاح حملة للتحسيس، والتوعية، والتشخيص، والمواكبة لأطفال الديسلكسيا، لفائدة الأطر التربوية للمؤسسات الابتدائية التي شملتها الحملة في مرحلتها الأولى. وقد افتتح برنامج اليوم الدراسي بكلمة محمد السامي، ممثل الأكاديمية الجهوية لجهة الرباطسلاالقنيطرة، نيابةً عن المدير الذي تعذر عليه المجيء. وأكد محمد السامي على أن يكون حق التمدرس هاجساً أولياً وإنشغالاً للجميع. وأشار أيضاً إلى الجهود المبذولة من طرف الأكاديمية من أجل توفير الفضاء الملائم لفائدة الأطر التربوية. من جهتها، أبرزت بشرى لمير، رئيسة جمعية البشرى لاضطرابات وصعوبات التعلم، أن الهدف الرئيسي من هذا اللقاء التربوي هو جعل أصوات هذه الشريحة من التلاميذ مسموعة، لأن إعاقة الديسليكسيا غير معروفة على النطاق العام. وأضافت رئيسة الجمعية أن من بين المطالب الأساسية التي ينبغي أخذها بعين الاعتبار، تكييف الإمتحانات المحلية والمراقبة المستمرة لفائدة التلاميذ في وضعية إعاقة وجعلها مناسبة لهذه الفئة من التلاميذ الذي يزداد عددهم بشكل ملحوظ. وأكدت رئيسة جمعية البشرى على ضرورة تفعيل المذكرة الوزارية الصادرة بتاريخ 30 ابريل 2015، التي تحمل رقم 04-15، والتي تقر بحق التلميذ في وضعية إعاقة في الاستفادة من تكييف المراقبة المستمرة والإمتحانات المحلية. وللتعريف بالإطار الحقوقي والمفاهيمي لاضطراب التعلم، قام ا عبد الكريم بيكورن، مستشار في التوجيه وباحث في مجال اضطراب التعلم، بمداخلة أكد فيها أن منظمة الصحة العالمية صنفت الديسليكسيا كإعاقة خفية وليست بمرض كما يظن البعض، وهي تمسّ من 6 إلى 8 فالمائة من ساكنة أي بلد. وأضاف المتحدث أن هذه الاضطرابات تشمل عسر القراءة، وعسر الإملاء، وعسر الكتابة، والحبسة الكلامية وصعوبات الانتباه مع أو بدون فرط الحركة. و وأكد بيكورن على ضرورة تكييف المنهاج الدراسي وتكوين المدرسين في إطار ما يسمى بالتربية الدامجة، معززاً مداخلته بمجموعة من الوثائق، وذلك استنادا إلى مقتضيات الدستور المغربي والإتفاقية الدولية لحقوق الطفل 1989 (المادة 23) والإتفاقية الدولية لحقوق الأشخاص ذوي الإعاقة (المادة 7) والرؤية الاستراتيجية 2015- 2030 (المشروع المندمج رقم 3) والاطار المرجعي للهندسة المنهاجية لفائدة الأطفال في وضعية إعاقة (مديرية المناهج)، إلخ... وبهذه المناسبة، قام اختصاصيون في المجال بتوضيح شامل ومعمق للديسليكسيا، حيث تحدث كرم الفطواكي، مختص في علم النفس، عن المقاربة النفسية لاضطرابات وصعوبات التعلم، فيما تطرقت مريم المدكوري، اخصائية فالعلاج النفسي الحركي، إلى المقاربة النفسية الحركية في اضطرابات وصعوبات التعلم، كما قدمت كل من صفاء لمليتي ورشيدة جغير، أخصائيتا النطق، توضيحات حول اضطرابات التعلم من التعريف إلى التشخيص والتكييفات البيداغوجية الخاصة بها. وعبرت الجمعية والمشاركون في هذا اليوم الدراسي عن شكرهم وتقديرهم لمدير الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين بجهة الرباط- سلا-القنيطرة لدعمه المتواصل لجمعية البشرى لاضطرابات وصعوبات التعلم ديسلكسيا.