تعتبر اضطرابات "ديسليكسيا" التي تصيب الأطفال في سن مبكر من الأمور التي تؤثر على مسارهم التعليمي و تؤرق بال أسرهم التي تجد نفسها في دوامة هذه الحالة التي لا يعرف عنها الكثير عند البعض. وتعمل جمعية البشرى لاضطرابات وصعوبات التعلم "ديسليكسيا" بالرباط على احتضان أطفال يعانون من هذا الاضطراب وتقدم لهم مساعدات على تجاوز هذه الوضعية. الجمعية نظمت يوم الأحد الماضي بالفضاء الجمعوي الأمل بالرباط لقاء توصليا مع عائلات هؤلاء الأطفال وسلطت الضوء ما يعانونه في صمت، وقدمت نصائح من أجل التعامل الصحيح مع هذه الحالات. وقالت "خديجة قريش" أم الطفل محمد حيحي، الذي يعاني من عسر في القراءة والفهم، في تصريح لجريدة "العمق" إن إبنها يعيش معاناة بسبب هذا الاضطراب. وأضافت أن الأسرة اكتشفت حالة محمد عندما كان يدرس بالمستوى الثالث ابتدائي، مشيرة إلى أن حالة ابنها شهدت تحسنا ملحوظا بفضل مجهودات جمعية "البشرى". وتابعت قائلة " إن محمد يتابع دراسته حاليا بالفصل الخامس ابتدائي ومستواه الدراسي في تحسن مستمر، مضيفة أيضا "أن مشكل إفراطه في الحركة بدأ يقل تدريجيا." وعرفت اخصائية إعادة التأهيل النفسي والحركي بجمعية البشرى فدوى سبابو، "الديسليكسيا" بأنه صعوبة في التعلم والفهم. وأضافت أن الطفل الذي يعاني من هذا الاضطراب يجد صعوبة في الكتابة بشكل صحيح، وفي العمليات الحسابية، مشيرة إلى تلميذ الديسليكسيا يكون دائما مشرد الدهن رغم المجهودات الكبيرة التي تقوم بها الأطر التربوية، وأن استيعاب الطفل يكون بطيئا أو شبه منعدم. وبخصوص الجانب النفسي، فقد ميز أخصائي علم النفس بالجمعية "كرم الفطواكي" بين مستويين في "الديسليكسيا"، فأول إجراء يتم اتباعه مع الطفل، إختبار قياس درجة الذكاء لديه، مشيرا إلى أنه عندما تسجل نتيجة المتوسط فما فوق فالطفل يعاني اضطرابات التعلم، فحين عندما تكون من المتوسط فما تحت فهو يعاني صعوبات في التعلم. وأشار إلى أن الأخصائي يتبع الطريقة الأمثل في العلاج من خلال نتائج الاختبار التي يحصل عليها. و قال الطالب الجامعي بشعبة علم النفس، يوسف باجة إنه مر من معانات طويلة مع "الديسليكسيا"، مضيفا أن أكثر ما يجرحه ويحبط نفسيته هو مصطح "كسول" الذي يطلق عليه في القسم. وطالب باجة السلطات المعنية بتحسين وضعية التلاميذ والطلبة الذين يعانون من اضطرابات في التعلم، خصوصا بالعمل على تخصيص وقت إضافي لهم أثناء الدراسة وتكييف أسئلة الإمتحانات مع وضعيتهم.