أكد وزير الخارجية الفرنسي الأسبق هوبر فيدرين، اليوم الخميس بمراكش، أن المملكة المغربية استطاعت أن تبهر شركائها بسياساتها الطموحة خلال العقدين الماضيين، خاصة تلك المرتبطة بالقارة الإفريقية، من خلال مجموعة المكتب الشريف للفوسفاط والخطوط الملكية المغربية وكبريات المؤسسات البنكية. وأضاف خلال جلسة حول موضوع "دور السياسة الخارجية في التنمية" في إطار منتدى"حوارات أطلسية" المنظم ما بين 13 و15 دجنبر الجاري بمبادرة من مركز التفكير"بوليسي سانتر" تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، أن المغرب أصبح بالنسبة لمجموع إفريقيا وليس فقط البلدان المجاورة، شريكا من الدرجة الأولى، موضحا، أن المملكة المغربية، التي انخرطت بشكل فعلي في جهود حماية البيئة، تمكنت من إرساء سياسات طموحة خاصة في مجال الطاقات المتجددة والبنيات التحتية. وأشار فيدرين، إلى أن لكل بلد رؤيته الخاصة وسياسته الخارجية واستراتيجيتة التنموية، كما أن السياسات الخارجية أضحت متأثرة، أكثر فأكثر، بالرأي العام. وقال المتحدث إن إفريقيا اليوم ليست محتاجة إلى مساعدات البلدان الغربية أو الآسوية الكبرى، بل تسعى إلى التنمية والمعرفة والاستفادة من التكنولوجيا الحديثة، والتصنيع وولوج الأسواق، وابتكار آليات ناجعة تمكنها من إرساء حكامة جيدة ومحاربة الفساد وتحقيق نموذج اقتصادي وتكوين الشباب. وأكد، من جهة أخرى، أنه يتعين على أوروبا وإفريقيا أن تركزا في إطار علاقتهما، على التدبير المشترك للقضايا المطروحة، خاصة المتعلقة بمجال تدفق الهجرة. من جهته، أوضح مؤسس ورئيس مؤسسة "مانديلا للدراسات والتنمية" نكوسانا دونالد مويو، أن السياسة الخارجية تتجلى في إرساء إطارات وقوانين من شأنها تحديد طبيعة اشتغال كل دولة مع نظيرتها، داعيا إلى ضرورة خلق مناخ حقيقي يتيح معرفة نقط قوة وضعف كل بلد. وأبرز في السياق، أنه لا يمكن الانعزال في هذا العالم الشمولي بل يتعين التحلي بالواقعية وتقدير موازين القوى ومعرفة نقاط الضعف والقوة التي تتوفر عليها البلدان لرسم سياساتها الخارجية. ويهدف هذا المنتدى السنوي، الذي تم إطلاقه سنة 2012، إلى فتح نقاش عالمي حول الرهانات الأطلسية وإسماع صوت ووجهات نظر دول الجنوب، بحضور شخصيات سياسية وموظفين سامين وباحثين وأصحاب القرار السياسي أتوا من المنطقة الإفريقية المطلة على المحيط الأطلسي وأمريكا ليتبادلوا الرؤى على قدم المساواة من أجل إرساء حوار متوازن بين الشمال والجنوب. ويشارك في نسخة هذه السنة 340 مشاركا ينحدرون من إفريقيا جنوب الصحراء وأوربا و المغرب وأمريكا الشمالية وأمريكا اللاتينية، إلى جانب ممثلي المؤسسات الدولية والقطاع الخاص ومجموعات التفكير والجامعة، إلى جانب حوالي 50 شابا رائدا سيتم تكريمهم خلال هذا الحدث المتميز. ويتطرق المنتدى لمواضيع محددة من قبيل الهجرة وسلسلة القيم العالمية والاندماج الإفريقي والطاقات، إلى جانب طرح قضايا مركزية للنقاش من قبيل اللامساواة الاجتماعية بين الجنسين، وتعزيز الديمقراطية، ونجاعة المساعدة على التنمية ، والآفاق الآسيوية الجديدة، ودور الجاليات، والجرائم العابرة للحدود والعنف والتطرف.