قالت امباركة بوعيدة، الوزيرة المنتدبة لدى وزير الشؤون الخارجية والتعاون، يوم الجمعة المنصرم، بالرباط، إن المغرب، من خلال موقعه الاستراتيجي، يضطلع بدور الجسر بين العالم والقارة الإفريقية، بالخصوص، وذلك بتنفيذ برامج في مختلف المجالات لفائدة "عهد جديد من الازدهار المشترك في إفريقيا". أوضحت بوعيدة، خلال افتتاح الدورة الثالثة لمنتدى "حوارات الأطلسي" السنوي، المنظم تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، أن "المغرب يعد بحق جسرا بين العالم والقارة الإفريقية، ويضطلع بدور يزداد أهمية، يوما عن يوم، في التنمية الفلاحية، ليس فقط بالنسبة للقارة الإفريقية بل، أيضا، بالنسبة للعالم برمته، ويواصل تطوير برامجه ومساهماته لفائدة عهد جديد من الازدهار المشترك في إفريقيا". وأشارت إلى أن المناطق الأطلسية تشهده ظهور اقتصادات واعدة، ما يساهم في تكوين سوق أطلسي قوي يتميز بتغيرات واسعة النطاق بالنسبة للقارة الإفريقية. وقالت بوعيدة "ينبغي أن نقوم بتفكير استراتيجي حول هذه المنطقة من أجل تعزيز الصلة بين بلدان الأطلسي، وبالتالي رفع التحديات (...) نحن في حاجة لمد اليد إلى شركائنا الأطلسيين من أجل العمل جميعا". وأكدت، في هذا السياق، أن تقييم الوضع في منطقة الساحل يعكس حاجة ملحة لمنطقة أكثر اندماجا ونموذجا سياسيا جديدا، مضيفة أن الأمن يمر بالتأكيد من خلال تحسين الظروف الاجتماعية والاقتصادية المسجلة، في إطار رؤية أطلسية من الاستقرار والفرص المشتركة. وتنظم هذا المنتدى مؤسسة المكتب الشريف للفوسفاط، ومركز المكتب الشريف للفوسفاط للبحث والتفكير والحكامة، بشراكة مع صندوق مارشال الألماني للولايات المتحدةالأمريكية، خلال الفترة الممتدة من 25 إلى 27 أكتوبر 2013 بالرباط. وتشهد هذه التظاهرة الدولية، التي تطمح إلى تعزيز الحوار والتنمية المشتركة بين دول حوض الأطلسي، مشاركة ما يقرب عن 400 من كبار المسؤولين بالقطاعات العمومية والخاصة، وممثلي 52 دولة من أوروبا وأمريكا الجنوبية والكارايبي وإفريقيا، إضافة إلى الولاياتالمتحدة وكندا والصين والهند. وتتميز أشغال هذه الدورة، التي تنظم على شاكلة جلسات عامة واجتماعات موضوعاتية ومجموعات خبراء، بمشاركة كبار المحاضرين المرموقين على الصعيد العالمي، حيث يتم التطرق لمجموعة من المواضيع الآنية والقضايا الاستراتيجية من قبيل التحديات التنموية الإقليمية المشتركة، والتحديات الاقتصادية والبيئية والطاقية في منطقة المحيط الأطلسي، وكذا إلى مواضيع إقليمية كصعود دول مثل البرازيل، والدور المتنامي للصين، إلى جانب البروز الملحوظ لكل من إفريقيا وأمريكا اللاتينية على الساحة الدولية. كما يعكس هذا المنتدى طموحات صندوق مارشال الألماني للولايات المتحدةالأمريكية كمحفز للتعاون العابر لمنطقة الأطلسي المعنية بالقضايا والتحديات المستقبلية العالمية. ويعتبر المنتدى موعدا لا محيد عنه في قائمة الملتقيات الدولية، الذي يؤكد مرة أخرى التوجه الأطلسي للمغرب، ويضع كلا من المجمع الشريف للفوسفاط ومؤسسة المكتب الشريف للفوسفاط ومركز المكتب للبحث والتفكير والحكامة، في قلب القضايا المتعلقة بالتعاون الأطلسي جنوب - جنوب.