يشير أندريه سيدورتشيك، في مقال نشرته "أرغومينتي إي فاكتي"، ونقله موقع روسيا اليوم بالعربية، إلى أن بعض المناطق تتمكن من إجراء الاستفتاء على الاستقلال، وأخرى تُمنع قطعيا من إجرائه. وكتب سيدورتشيك في مقاله أن مقاطعة كاتالونيا الإسبانية ذاتية الحكم تنوي إجراء استفتاء عام على الانفصال عن إسبانيا، على الرغم من معارضة حكومة مدريد المصرة على أن إسبانيا دولة موحدة. وهذا الموضوع يجعلنا نتذكر، يقول الكاتب، تلك المناطق في أوروبا، التي تحلم أيضا بإقامة دولتها المستقلة. كاتالونيا: يكفي إطعام مدريد! وتعدُّ الحركة من أجل استقلال كاتالونيا إحدى الحركات القوية في أوروبا وربما في العالم. ويعتقد الكاتالونيون أن دولتهم أُسست في القرن العاشر وحرموا منها بالقوة. ومنذ بداية مرحلة الثورة الصناعية في إسبانيا في القرن التاسع عشر، أصبحت كاتالونيا أكثر مناطق إسبانيا تطورا من الناحية الاقتصادية. وقد عادت مع النجاح الاقتصادي الرغبة في الانفصال. وخلال فترة الحرب الأهلية في إسبانيا، كانت برشلونة الموئل الرئيس للحكومة الجمهورية، التي كانت مستعدة لجعل إسبانيا دولة فيدرالية، وهذا كان يرضي الكاتالونيين. ولكن انتصار فرانكو وأنصاره في الحرب الأهلية عاق هذا الأمر. ومع ذلك، وبعد فوز الأحزاب المناصرة للاستقلال في الانتخابات المحلية عام 2012، بدأ التحضير للاستفتاء على الاستقلال، الذي كان مقررا إجراؤه عام 2014. لكن المحكمة عدته غير قانوني، لذلك تحول إلى استطلاع للرأي، شارك فيه 37.1 في المئة من السكان، صوت 80 في المئة منهم لمصلحة الاستقلال. وبعد فوز هذه الأحزاب في انتخابات 2015، أكدت من جديد إجراء الاستفتاء، الذي تقرر أن يكون في الأول من أكتوبر المقبل. فما الذي سيحدث إذا صوتت الغالبية لمصلحة الاستقلال، حيث يعد البرلمانيون بأن عملية الانفصال في هذه الحالة ستبدأ خلال 48 ساعة، في حين أن سلطات مدريد تعد بأنها لن تسمح بذلك. إسكتلندا: الفرصة الضائعة عام 2014 تمكن أنصار الاستقلال من إجبار حكومة لندن عام 2012 على منحهم الموافقة على إجراء الاستفتاء بشأن استقلالهم عن بريطانيا. وقد كان ديفيد كاميرون رئيس الحكومة البريطانية حينها واثقا من أن نتائج الاستفتاء لن تكون في مصلحة أنصار الاستقلال، الذي جرى يوم 18 سبتمبر 2014. وقبل بضعة أشهر من موعد إجراء الاستفتاء، ازداد بشكل ملحوظ أنصار الاستقلال، ما أثار قلق حكومة لندن. حتى أن كاميرون كان على استعداد لمنح إسكتلندا صلاحيات إضافية مقابل تخليهم عن الاستقلال. وشارك في الاستفتاء 55 في المئة ممن يحق لهم التصويت، وصوت 44.7 في المئة منهم فقط لمصلحة الاستقلال. ومع ذلك، لم تكن هذه نهاية لمسألة الاستقلال، فبعد خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، عادت هذه المسألة من جديد. وفي مارس الماضي صوت برلمان اسكتلندا لمصلحة إجراء استفتاء جديد قبل عام 2019. بلاد الباسك: هل ستخرجون؟ إذن، نحن بعدكم تمثل منطقة إقليم الباسك ذاتية الحكم في إسبانيا صداعا دائما لمدريد. فخلال سنوات طويلة حتى عام 2011 كانت منظمة إيتا المتطرفة تنظم عمليات إرهابية ضد الحكومة الإسبانية من أجل الحصول على الاستقلال، من دون أن تنجح مساعيها، بل إنها على العكس من ذلك ابتعدت عن فكرة الاستقلال. وخلافا لكاتالونيا، ليست هذه المنطقة متطورة اقتصاديا. وهذا عامل مهم في كبح الرغبة بالاستقلال. لذلك لا تطرح الحكومة المحلية مسألة الانفصال عن إسبانيا حاليا. ولكن، إذا ما استقلت كاتالونيا، فسيكون هذا دافعا للباسك إلى السير خلفها. كورسيكا: المطلوب حكم ذاتي، والاستقلال يمكنه الانتظار تحتل جزيرة كورسيكا مسقط رأس نابليون بونابرت المرتبة الرابعة من حيث المساحة بين جزر البحر الأبيض المتوسط. وقد بدأ سكانها في النصف الثاني من القرن العشرين نزاعا مسلحا مع السلطات الفرنسية، انتهى في مطلع القرن الحالي إثر إعلان مجموعات الانفصاليين الرئيسة عن وقف نشاطها. ويقف حاليا معظم سكان الجزيرة إلى جانب توسيع صلاحيات الجزيرة ضمن الدولة الفرنسية، وهم ليسوا إلى جانب الاستقلال التام. جمهورية صربيا: بغير حق في الحرية هذه الجمهورية الفريدة (جمهورية صرب البوسنة) هي كيان ضمن فدرالية البوسنة والهرسك. وقد ظهرت إلى الوجود بعد انهيار يوغوسلافيا على أساس اتفاقية دايتون. ورغم مرور 20 عاما على هذه الاتفاقية، فإن صرب البوسنة، وهم معظم سكان الجمهورية، لا يملكون الحق في الاستقلال وإنشاء دولتهم المستقلة.