تشكل الأيام المفتوحة للمديرية العامة للأمن الوطني، المنظمة من 14 إلى 16 شتنبر الجاري بالمعرض الدولي للدار البيضاء، مناسبة لتقريب المواطنين وتعريفهم على مختلف مهن وتخصصات رجال الأمن. ويعتبر رواق "شرطة الكلاب البوليسية" من بين الأروقة التي تستأثر باهتمام خاص من طرف الزوار الذين توافدوا عليه بكثافة للتعرف على مهام هذه الفرقة ودورها في الحفاظ على الأمن ومحاربة الجريمة. ويضم رواق "شرطة الكلاب البوليسية" بالمعرض معلومات وتوضيحات تلقي الضوء على أهمية دور الكلاب البوليسية في استتباب الأمن ومكافحة الجريمة، وتستحضر محطات تاريخية رئيسية منذ تأسيس أول مركز وطني لترويض كلاب الشرطة وتكوين المروضين سنة 1992 والذي تطور ليصبح قسما مركزيا تابعا لمديرية الشرطة القضائية، مع تعزيز مهامه لتشمل مراقبة وتقييم أنشطة الفرق الجهوية للكلاب البوليسية. ويتوفر قسم المركز الوطني لترويض كلاب الشرطة على موارد بشرية وكفاءات مؤهلة، منها طاقم طبي بيطري ومكونون في مختلف التخصصات المرتبطة بترويض الكلاب البوليسية ومروضون وأطر إدارية. وبمجرد انتقائهم من بين حراس الأمن حديثي التخرج، يخضع مروضو الكلاب الجدد لتدريب تخصصي شامل ويشترط فيهم مبدأ التطوع وحب الحيوانات عموما والكلاب على وجه الخصوص. ويعتبر هذا التدريب محطة أساسية يتلقى فيها التقني قواعد ترويض الكلاب على الطاعة والانضباط والتي من شأنها تقوية الروابط وتعزيز الثقة والانسجام بين الطرفين، ليصبح بعدها المروض وكلبه البوليسي مهيأين لولوج إحدى التخصصات التقنية المعمقة. ويهدف التكوين التخصصي المعمق إلى إكساب المروضين وكلابهم مهارات خاصة ومعينة تهم إحدى التخصصات المرتبطة بترويض واستعمال كلاب الشرطة، من ضمنها الكشف عن المتفجرات والكشف عن المخدرات. كما نسجت المديرية العامة للأمن الوطني علاقات شراكة وتبادل مع نظيراتها في الدول الشقيقة والصديقة في مجال عمل فرق الكلاب البوليسية. وتتلخص تخصصات فرق الكلاب البوليسية في المحافظة على الأمن بالشارع العام والكشف عن المواد المتفجرة سواء كانت ذات استعمال صناعي أو عسكري والبحث عن المواد المخدرة بكل أصنافها سواء خلال عمليات المراقبة بالمراكز الحدودية أو في إطار الأبحاث الجنائية، بالإضافة إلى البحث عن الجثث وآثار الدم وتقفي آثار الأشخاص الخطيرين أو الفارين من العدالة أو الأشخاص التائهين، خصوصا الأطفال. وفي ما يخص البنيات التحتية، يضم قسم المركز الوطني لترويض كلاب الشرطة المرافق الضرورية لضمان تكوين حديث يستجيب للمعايير الدولية المعمول بها، ويتوفر على الخصوص على مأوى للكلاب البوليسية، ومقر للسكن وملحقاته لاستقبال المتدربين وقاعات للدروس النظرية، علاوة على ثلاث حلبات لترويض الكلاب البوليسية ومصحة بيطرية. وتتلقى الكلاب البوليسية الرعاية المناسبة لتعزيز قدراتها البدنية ومردودها التقني سواء في ما يتعلق بالتغذية المتوازنة والمتابعة البيطرية في شقيها الوقائي والعلاجي. ودأبت المديرية العامة للأمن الوطني على انتقاء أجود سلالات الكلاب البوليسية والتي تضم سلالة الراعي الألماني والراعي البلجيكي مالينو واللبرادور والروتفيلر.