نجاة 32 شخصا في تحطم طائرة أذربيجانية في كازاخستان    حافلة "ألزا" تدهس شابًا وتُنهي حياته بطنجة    الداخلية الإسبانية تكشف عدد المهاجرين الذين تسللوا إلى سبتة منذ بداية 2024    "حماس": شروط إسرائيلية جديدة تؤجل التوصل لاتفاق بغزة    المغرب التطواني يكشف حقائق مغيبة عن الجمهور    التنسيق النقابي بقطاع الصحة يعلن استئناف برنامجه النضالي مع بداية 2025    تأجيل أولى جلسات النظر في قضية "حلّ" الجمعية المغربية لحقوق الإنسان    الريسوني: مقترحات مراجعة مدونة الأسرة ستضيق على الرجل وقد تدفع المرأة مهرا للرجل كي يقبل الزواج    الحصيلة السنوية للأمن الوطني: أرقام حول الرعاية الاجتماعية والصحية لأسرة الأمن الوطني            بعد 40 ساعة من المداولات.. 71 سنة سجنا نافذا للمتهمين في قضية "مجموعة الخير"    بعد تتويجه بطلا للشتاء.. نهضة بركان بالمحمدية لإنهاء الشطر الأول بطريقة مثالية    الوداد يطرح تذاكر مباراته أمام المغرب الفاسي        التوحيد والإصلاح: نثمن تعديل المدونة    بورصة الدار البيضاء تستهل تداولاتها بأداء إيجابي        الرباط: المنظمة العربية للطيران المدني تعقد اجتماعات مكتبها التنفيذي    توقعات أحوال الطقس ليوم غد الخميس    ابتدائية الناظور تلزم بنكا بتسليم أموال زبون مسن مع فرض غرامة يومية    مصرع لاعبة التزلج السويسرية صوفي هيديغر جرّاء انهيار ثلجي    برنامج يحتفي بكنوز الحرف المغربية    نسخ معدلة من فطائر "مينس باي" الميلادية تخسر الرهان    لجنة: القطاع البنكي في المغرب يواصل إظهار صلابته    مجلس النواب يصادق بالأغلبية على مشروع القانون التنظيمي المتعلق بالإضراب    ماكرون يخطط للترشح لرئاسة الفيفا    بطولة إنكلترا.. ليفربول للابتعاد بالصدارة وسيتي ويونايتد لتخطي الأزمة    نزار بركة: 35 مدينة ستستفيد من مشاريع تنموية استعدادا لتنظيم مونديال 2030    تقرير بريطاني: المغرب عزز مكانته كدولة محورية في الاقتصاد العالمي وأصبح الجسر بين الشرق والغرب؟    مجلس النواب بباراغواي يصادق على قرار جديد يدعم بموجبه سيادة المغرب على أقاليمه الجنوبية    باستثناء "قسد".. السلطات السورية تعلن الاتفاق على حل "جميع الفصائل المسلحة"    تزايد أعداد الأقمار الاصطناعية يسائل تجنب الاصطدامات    قياس استهلاك الأجهزة المنزلية يتيح خفض فاتورة الكهرباء    مجلس النواب بباراغواي يجدد دعمه لسيادة المغرب على صحرائه    ضربات روسية تعطب طاقة أوكرانيا    ونجح الاتحاد في جمع كل الاشتراكيين! .. اِشهدْ يا وطن، اِشهدْ يا عالم    وزير الخارجية السوري الجديد يدعو إيران لاحترام سيادة بلاده ويحذر من الفوضى    ارتفاع معدل البطالة في المغرب.. لغز محير!    السعدي : التعاونيات ركيزة أساسية لقطاع الاقتصاد الاجتماعي والتضامني    إمزورن..لقاء تشاركي مع جمعيات المجتمع المدني نحو إعداد برنامج عمل جماعة    ‬برادة يدافع عن نتائج "مدارس الريادة"    "ما قدهم الفيل زيدهوم الفيلة".. هارون الرشيد والسلطان الحسن الأول    الاعلان عن الدورة الثانية لمهرجان AZEMM'ART للفنون التشكيلية والموسيقى    العلوم الاجتماعية والفن المعاصر في ندوة بمعهد الفنون الجميلة بتطوان    الدورة العاشرة لمهرجان "بويا" النسائي الدولي للموسيقى في الحسيمة    طبيب يبرز عوامل تفشي "بوحمرون" وينبه لمخاطر الإصابة به    اليوم في برنامج "مدارات" بالإذاعة الوطنية : البحاثة محمد الفاسي : مؤرخ الأدب والفنون ومحقق التراث        ما أسباب ارتفاع معدل ضربات القلب في فترات الراحة؟    الإصابة بالسرطان في أنسجة الكلى .. الأسباب والأعراض    "بيت الشعر" يقدم "أنطولوجيا الزجل"    خبير أمريكي يحذر من خطورة سماع دقات القلب أثناء وضع الأذن على الوسادة    للطغيان وجه واحد بين الدولة و المدينة و الإدارة …فهل من معتبر …؟!!! (الجزء الأول)    حماية الحياة في الإسلام تحريم الوأد والإجهاض والقتل بجميع أشكاله    عبادي: المغرب ليس بمنأى عن الكوارث التي تعصف بالأمة    توفيق بوعشرين يكتب.. "رواية جديدة لأحمد التوفيق: المغرب بلد علماني"    توفيق بوعشرين يكتب: "رواية" جديدة لأحمد التوفيق.. المغرب بلد علماني    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



أسرار صناعة «كلاب الدولة» البوليسية
تحمل رتبا أمنية ورقائق إلكترونية وتترصد المتفجّرات والمخدّرات وتكلف الدولة ملايين من الدراهم سنويا
نشر في المساء يوم 11 - 01 - 2013

كلاب من نوع خاص، تتوفر على بطائق تعريف إلكترونية، تثبت في أعناقها رقائق متطورة يجري إدخالها بواسطة حُقن خاصة.
كلاب تكلف
«البوليس» الشيء الكثير لانتقائها، منها ما يُستورَد من ألمانيا والنمسا، ك«البيرجي» الألماني، أو ما يعرف ب»الرّاعي»، ومنها ما يكلف عناء السفر إلى الولايات المتحدة الأمريكية أو بلجيكا، مثل «البيرجي بيلجْ مالينوا» أو «لابْرادور».. هي كلاب برتبة عميد شرطة، وأخرى متخصصة في البحث عن المتفجّرات والطرود الملغومة والتدخلات المباشرة لتفريق المشاغبين وكشف الجثث في مناطق الزّلازل والفياضانات والكوارث الطبيعية. فكيف ينتقي «البوليس» كلابهم المدربة؟ وما هي المواصفات المطلوبة في «كلب الدولة»؟ وكم يكلف كل كلب المركزَ الوطنيّ لترويض كلاب الشرطة؟
وما هي العلاقات التي يربطها المدبرون والمكلفون مع هذه الكلاب، ذات الحساسية العالية؟ وكيف يجري التعامل معها يوميا؟..
«المساء» تتقصى حول حياة كلاب بوليس الدولة وتكشف كل ما لا يعرفه المغاربة عنها.
على بعد كيلومترات قليلة من الحديقة الوطنية للحيوانات في تمارة، يقبع المركز الوطني لترويض كلاب الشرطة، الذي رأى النور قبل 10 سنوات، بعد أن قررت المديرية العامة للأمن الوطني تعزيز ترسانتها بمركز بخصوصيات دولية وبمساحة تقدر ب4 هكتارات. وقد اختار المسؤولون عن الشأن الأمنيّ في المغرب أن يكون المركز مؤسسة أمنية تكوينية تعنى بتكوين المروضين وتدريب كلابهم وتوجيههم للتخصصات المتوفرة لدى المركز الوطني لترويض الكلاب وتوزيعهم على أهمّ الوحدات الأمنية المنتشرة في مختلف مناطق المغرب.
للعاملين في مركز ترويض كلاب الشرطة مواصفات خاصة، يجري انتقاؤهم من المعهد الملكي للشرطة في القنيطرة، وتختلف رتبهم وأزياؤهم الرسمية من حارس أمن إلى عميد ممتاز، فهناك من يرتدون البزة الخاصة بمروضي كلاب الشرطة، والتي تساعد المروّض على تلقين دروس تقنيات العمل الهجومي، وهناك من يرتدون زي رجال الأمن المتدربين، الذي يشبه زي القوات المسلحة الملكية، وفئة أخرى تكتفي بالوزرة البيضاء لعملها في المصلحة البيطرية الخاصة بالكلاب بمختلف أنواعها.
تُعامَل «كلاب الدولة» معاملة خاصة واستثنائية، فهي «مُدلَّلة» من طرف مروضيها إلى أقصى الحدود. وإضافة إلى المعاملة الخاصة، تحاول الإدارة العامة للأمن الوطني أن توفر الوسائل اللوجستيكية لها، إذ تم اقتناء عربات خاصة، مكيفة، تُنقل فيها الكلاب إلى المناطق البعيدة التي تكون حرارتها مرتفعة، إضافة إلى اقتناء سيارات للتنقل القريب، تحمل شعار المركز، تعمل على نقل المروضين والكلاب في ظروف ملائمة ومريحة، حتى يسهل عليهم التدخل بطريقة سريعة.
هكذا تنتقى كلاب البوليس
«ليس كل كلب يصلح أن يكون كلبا بوليسيا».. هكذا تكلم أحد أطر المركز الوطني لترويض الكلاب البوليسية إلى «المساء»، موضحا أن الانتقاء يكون إما على الصعيد الوطني أو الدولي، فإضافة إلى مواصفات خاصة ومؤهلات مطلوبة، تخضع الكلاب المرشحة للدخول إلى مركز تمارة لمجموعة من الاختبارات للكشف عن بعض مزايا الكلب البوليسي، وأولها النباهة والشجاعة والجرأة والنشاط، وألا تعاني من اضطرابات نفسية، كالخوف، وأمور أخرى، فالمطلوب في الكلب «البوليسي» أن يكون مفعما بالحياة ليتمكن من أداء بعض المهام البوليسية.
بعد الاختبارات الأولية العادية، تأتي مرحلة الكشوفات الطبية، حيث يُفحَص الكلب للتأكد من خلوه من أمراض وراثية وأخرى تصيب الكلاب عادة، ويُمنَع على الأطباء البيطريين في المركز قبول كلب مريض حتى لو توفرت فيه أهمّ الشروط، والتي يلخصها المختصون في النباهة، الجرأة والامتثال للأوامر..
تختلف أنواع الكلاب الموجودة في المركز الوطني في تمارة، فهناك كلاب «البيرجي الألماني» و»البيرجي بيلج مالينوا»، أي «الراعي البلجيكي مالينوا»، وكلب «لابْرادورْ»، الذي ينتمي إلى فصيلة مهمة توصف بالهادئة وتتخصص في البحث عن المتفجّرات، ولها إمكانية التدخلات في الأماكن المُلغَّمة أو التحرك قرب الطرود الملغومة دون أن تمسّ الطرد أو الحقيبة التي تشمّها، تفاديا لأي تفجير محتمَل.
إضافة إلى الأنواع السابقة، تعتمد عناصر الأمن في المركز الوطني على كلاب «لابرادور»، وهناك أيضا «الرّوتْ وايلرْ»، الذي أبان على قدراته في العمل، وكذا «الكنيش»، أحد الكلاب صغيرة الحجم، التي يمكن استغلالها في بعض الأماكن، مثل بهو المطارات والحافلات، أي في المناطق الضيقة التي يصعب على الكلب الكبير الوصول إليها، حيث يمكن أن يخلق الأخير قلقا وإزعاجا لبعض الناس، ولدى «الكنيش» قابلية للعمل داخل المطار، حيث يشتغل في مجال الكشف عن المخدرات، وفق ما قال مصدر أمنيّ.
مواصفات الكلاب البوليسية
«عندما تكون الكلاب صغيرة جدا، ضعْها خارج بيت الأم لمدة ثلاثين ثانية، ثم اترك الأم لتشمها وتختار الأفضلَ لنقله أولا إلى داخل البيت».. هكذا لخّص أحد المروضين المعروفين للكلاب طريقة اختيار كلب صالح لمباشرة مهامه الأمنية، مضيفا: «إذا كانت الكلاب في عمرٍ يسمح لها بالمشي واختبار المحيط، يُترَك للكلب الجيد أن يدل على نفسه.. إذ إن الكلب الذي يتقدم من الغريب دون خوف لكي يتعرف عليه ويكون ذا حركة نشيطة هو الكلب المطلوب. أما الكلب الذي يختبئ في الزاوية ويهرب عند قدوم أول شخص، فهذا غير مرغوب فيه»..
من الشروط الأساسية التي يجب توفرها في الكلب البوليسي أن يكون ذا مشية خفيفة وحركة سريعة ونشاط غير متوقف، وأن يكون منخره رطبا وغير جاف، وجلده متينا، ووبره لماعا، ونظرته نبيهة، وأن تكون حرارته في معدل 38.3 درجة مئوية، ولا تتعدى 38.8 درجة، وأن يكون داخلُ أذنيه زهريَّ اللون وأسنانه بيضاء ولثته زهرية، كما يشترط أن يكون جسمه منتصبا بشكل قويّ ومستقيم، وإلا فإن سوء التغذية أو المرض أو التشوه الخلقي هي من نصيب هذا الكلب.. «فالمعروف أن جميع الأمراض تقريبا يمكن معالجتها، أما التشوه الخلقيّ فلا مجال لتداركه، خصوصا تشوه الهيكل العظمي و فقرات الظهر وتقوّس الرجلين»، يضيف المروض الذي التقته «المساء».
«يتمتع الكلب «البوليسي بأرقى حاسة شمّ، ويستطيع تتبع رائحة معينة خلال عدة أيام ويتمتع، أيضا، بسمع مرهف، ويختلف إبصاره عن الإنسان في أنه لا يميز الألوان، وإنما يراها كدرجات متباينة من اللون الرمادي.. وقد يظن البعض أن تدريب الكلاب أمر يكاد يكون مستحيلا إلا من قِبل مدرب محترف، إلا أن الأسس العامة لتدريب الكلاب بسيطة للغاية، وأهم بند في قواعدها هو «الصبر» وعدم الشعور باليأس»، يقول مروض كلاب قضى في المركز الوطني لترويض كلاب الشرطة 15 سنة، مشيرا إلى أن هناك بعض العمليات «الفدائية» للكلاب التي تقتحم المكان المستهدَف وهي تحمل ألغاما ملفوفة على بطنها.. وحتى نفهم كيف يصل الكلب إلى هذه المرحلة، تجب الإشارة إلى أن أنواع التدريب تنقسم إلى نوعين، تدريب على السلوك، وتدريب على الطاعة، فالتدريب على السلوك يصحح عادات سيئة قد يكون الكلب تعوّدَ عليها في فترة حياته الأولى، مثل القفز دون هدف، والنباح المتواصل وغير ذلك، وهذا النوع من الكلاب لن يصبح كلبا «بوليسيا» لأنه لم يتلقّ التدريب منذ الأسابيع الأولى من ولادته، أما «التدريب على الطاعة» فهو ما يحتاجه صاحب الكلب، حتى يؤديَّ كلبه مهمته على أكمل وجه، بدءا من الجلوس إلى الجري..
ولا بد أن تكون حصة التدريب على الطاعة، حسب المروضين المحترفين، الذين تختلف رتبهم بين حارس أمن ومفتش شرطة، قصيرة ولكنْ متتابعة، فقد تكون 10 إلى 15 دقيقة للحصة، بمعدّل مرتين أو ثلاث مرات يوميا، كافية حتى لا يشعر الكلب بالملل..
ومن الأبجديات التي يتعلمها المروضون خلال فترة تكوينهم ضرورة أن يكون المروض محددا مع الكلب منذ البداية، وألا يعطيّه معلومات أو أوامر متناقضة، حتى لا يسبب له ذلك حيرة في الاختيار والتعود، وأن يبدأ المروض بالأسهل دائما، فمثلا لا يجوز أن يدرب الكلب على الجري في بادئ الأمر، بل يبدأ المدرب بالجلوس والوقوف، ثم الجري، ثم بعد ذلك الجري بحمل أثقال.. وقبل إعطاء الأمر ينادي المروض الكلب باسمه بوضوح، ليجذب انتباهه، ثم يلخّص أمره في كلمة واحدة، كأن يقول «اجلس» -ينطق بالكلمة بصوت واضح وعالٍ.
يبدأ التدريب مع الكلب منذ الصغر، وحسب مروضي المركز الوطني لترويض كلاب الشرطة، فإن تدريب الكلب عند البلوغ، أي بعد حوالي 16 شهرا تقريبا، هو أمر بالغ الصعوبة، فشخصية الكلب تتكون منذ ولادته حتى بلوغه سنة من العمر، يستطيع المروّض خلالها تعويدَه على ما يريده وإكسابه الصفات والسلوكات اللازمة، مع عدم تجاهل الصفات الوراثية في سلالته، لأن الكلب الذي سيؤدي مهمة خارجية لا بد أن يتمتع بصحة جيدة وشراسة طبيعية وجلد أكثر خشونة من غيره، كما يُشترَط فيه أن يكون من أوفى أنواع الكلاب المتوفرة.
صناعة الكلاب «البوليسية»
يضم المركز الوطني لترويض كلاب الشرطة، الذي يعتبر مؤسسة وطنية لتكوين وترويض كلاب الشرطة وإعداد وتدريب المروضين، في هيكلته التنظيمية ومرافقه، مصلحة إدارية ومصلحة بيطرية لتقديم الإسعافات الأولية لكلاب الشرطة، إضافة إلى إقامة داخلية تؤوي المروضين أثناء فترة التدريب، الذي تدوم مدة 6 أشهر، وكذا 80 مسكنا مخصصة للكلاب، تتوفر فيها جميع الظروف الملائمة لرعايتها والسهر على راحتها. كما يضمّ المركز ساحات يتم فيها إخضاع الكلاب للتداريب الميدانية اليومية، ومكانا خاصا لتلقين الدروس النظرية للمروضين. وإضافة إلى المركز الوطني لترويض كلاب الشرطة في الرباط، تنتشر وحدات جهوية تابعة له في عدد من المدن الكبرى.
ينتقي المركز الوطني لترويض كلاب الشرطة متدربين برتبة حراس أمن أتمّوا فترة التدريب الأساسي في المعهد الملكي للشرطة في القنيطرة لمدة 6 اشهر، ليصبحوا مروضي الكلاب البوليسية بشكل اختياريّ. وهناك شروط يجب توفرها في هؤلاء، حيث يجب أن تكون لديهم الإرادة والحب في الانضمام إلى المركز، ويتلخص الشرط الثاني في توفرهم على لياقة بدنية لا بأس بها. وبعد انتهاء التدريب، يلتحق مروض المستقبل بالمركز ليمضيَّ مدة تدريبه، التي تدوم 6 أشهر.. وتنقسم هذه المدة، بدورها، إلى قسمين: تدريب أساسيّ وتدريب تخصّصي.
يستغرق التدريب الأساسي 3 أشهر، يستفيد فيه المروض من معلومات عامة عن الكلب وأساليب التعامل معه وطريقة استحمامه.. وبعدها، تأتي مرحلة التدريب التخصصي، حيث يصبح المروض مختصا في مجال من المجالات، ويمكن تحديد هذه الأخيرة في المجالات الهجومية في الشارع العام، أو في المظاهرات أو في الملاعب الكبرى، والتخصص الثاني في مجال الكشف عن المخدرات، والمجال الثالث في الكشف عن المتفجرات. وهناك تخصص في الكشف عن آثار الدم والكشف عن الجثث أو الأشلاء في مسارح الجريمة أو في حالة الكوارث.
ويعتمد تدريب الكلب على حاسة الشم، لتجده دائما يبحث عن الرائحة التي يوجهه مروضه للكشف عنها، من خلال منحه، مثلا، قطعة قماش من مسرح الجريمة، ولا يمكن للكلب البوليسي أن يجمع بين أكثر من تخصص، وينطبق الامر نفسه على المروضين.
وقال حارس أمن ل»المساء» إنه استفاد من دورة تكوينية خاصة لتدريب الكلاب في ألمانيا: «على المروض أن يعرف كيف يكون مدربا مُلمّا بمراحل التدريب، وكيف يكون حازما، جادا ومسيطرا، دون تشنّج أو انفعال، لأنه من المهم جدا أن يختار المُروّض كلمات التدريب بعناية وحرص، باستعمال لغة مميزة لا ينساها الكلب، حيث لا ينبغي للمدرب أن يُغيّرها من حين إلى آخر أو يكون مترددا في استخدامها. ويفضل أن تكون كل كلمة أمر تصدر من المدرب مصحوبة بإشارة يد أو جسم يألفها الكلب، وسيلاحظ أن الكلب سيعرف الإشارة وإنْ لم ينطق بالكلمة.. ويجب أن تكون كلمة الامر بنبرة واحدة وبهدوء دون عصبية ونرفزة كي لا يربط الكلب عصبيته بالتدريب.
ويُفضَّل أن يكون التدريب على هيئة حصص يومية متقطعه (مرة أو مرتين بمدة 5 إلى15 دقيقة كل مرة يوميا). كما يجب أن يكون الترويض على هيئة المكافأة والحرمان، فإنْ عمل جيدا يكافَأ بطعام خفيف وبالمسح عليه بكلمة التشجيع، وإنْ أخطا وعصى فعقابه الحرمان من المكافأة..
تقنيات لتدريب الكلاب «البوليسية»
يظن كثير من الناس أن الكلاب تشتمّ المخدرات المخبأة لأنها ترغب في تناولها أو لأنها مدمنة عليها.. والواقع أنه ليس للكلاب أي اهتمام بالمخدرات، فما تبحث عنه في الواقع هو «لعبتها» المفضلة، فقد جرى تدريبها لتربط تلك «اللعبة» برائحة المخدرات، وغالبا ما تُستخدم منشفة بيضاء كلعبة، فالكلاب البوليسية تحب اللعب بخشونة مع منشفتها المفضلة، وللبدء في التدريب يقوم المدرب بملاعبة الكلب بالمنشفة، التي تغسَل بطريقة خاصة، حيث تخلو من أي رائحة، ثم يلفّ كيس يحتوي على نوع معيَّن من المخدرات داخل المنشفة، وبعد اللعب بها لفترة بسيطة يشرع الكلب في تمييز رائحة الحشيش، مثلا، على أنها رائحة لعبته المفضلة، ثم يخبّئ المدرب المنشفة مع المخدرات في أماكنَ مختلفة، وكلما شمّ الكلب رائحة المخدرات يبدأ في الحفر والنبش، محاولا الوصول إلى لعبته، وسرعان ما يتعلم أنه إذا شمّ رائحة مخدرات ووجدها فسيكافَأ ب»لعبته» المفضلة.. وعندما تتقدم مرحلة التدريب توضع أنواع عديدة من المخدرات في المنشفة حتى يصبح في إمكان الكلب تمييز رائحة مجموعة كبيرة من المواد غير القانونية. وتُستخدَم الطريقة نفسها مع الكلاب المتخصصة في اكتشاف المتفجرات، وتوضع في المنشفة مواد كيميائية متنوعة تستخدَم في تصنيع المواد المتفجرة بدلا من المخدرات.
حسب خبراء تدريب الكلاب في المركز الوطني تمارة، فإن العمل التطبيقيَّ في مجالي المخدرات والمتفجرات، التي ربما تكون بكمية قليلة، لا تجعل الكلب يتعرف عليها بسهولة، لكنه في المقابل يصدر حركة تعبيرية يفهمها مروضه. وبالتالي يتولد لديهما تقارب، لكنّ هذه العملية لا تنجح دائما.
عندما يجد الكلب البوليسي ما يبحث عنه فإنه يتصرف بطريقة تنبّه مدربه إلى وجود ما يبحث عنه، وتقوم كلاب المخدرات عادة بحفر ونبش الموقع الذي تشمّ فيه رائحة المخدرات، محاولة الوصول إلى اللعبة التي تظن أنها موجودة هناك. من ناحية ثانية هناك حالات يكون فيها هذا التصرف مؤذيا، فإذا قام الكلب الذي يبحث عن قنبلة، مثلا، بالحفر والنبش في الموقع الذي وجدها فيه فقد تكون النتائج كارثية، وفي هذه الحالات يدرّب الكلب على التنبيه السلبي (أي وجود مواد محظورة) حيث تدرَّب الكلاب التي تستخدَم في قسم الجمارك والمطارات والمعابر الحدودية على إعطاء إشارات سلبية إذا اكتشفت رائحة إحدى الممنوعات من المنتجات الزراعية الممنوعة أو غيرها داخل أمتعة المسافرين، فلا أحد يرغب في رؤية كلب ينبش في أمتعته.. وتدرب الكلاب على مجرد الجلوس عندما تشمّ رائحة الفواكه أو الخضر. إضافة إلى ذلك تُدرَّب بعض الكلاب على شمّ رائحة المواد المسببة للحرائق المُفتعَلة، وتستطيع هذه الكلاب إيجاد طريقها عبر بقايا ومخلفات الحريق وتمييز رائحة بضعة قطرات من البنزين أو أي مادة كيميائية أخرى تساعد على الاشتعال، رغم الروائح القوية المنبعثة من مخلفات الحريق..
«ينبغي أن تكون جميع الكلاب البوليسية مدربة بالدرجة الأولى على الأمور الأساسية، وأولها الطاعة المطلقة، فعليها إطاعة أوامر مدربها دون تردد، وهذا ما يجعل العدائية، المتأصلة في الكلب البوليسيّ، تحت السيطرة، ما يسمح للمدرب بالتحكم في مدى القوة التي يستخدمها الكلب ضد المشتبَه فيه. وينبغي أن يشعر الكلب بالارتياح في الأماكن العامة وأن يكون معتادا على العوامل التي تشتّت التركيز، مثل حركة المرور. ويعطي الكلب الأوامر باللغة التي تدرب عليها وإذا تم استيراده، فمن الأسهل على مدربه الجديد تعلم تلك الأوامر باللغة التي تدرب عليها الكلب بدلا من تدريبه على الأوامر بلغة جديدة..
كما يجري تدريب الكلب على قوة التحمل وسرعة المبادرة، فينبغي تعليمه كيفية القفز فوق الجدران وصعود السلالم وعلى التأقلم مع حياة المدن، لأن الكلب الذي يشعر بالعصبية وهو محاط بالغرباء لا يصلح لأنْ يكون كلبا بوليسيا جيدا.. ويتلقى كل كلب تدريبا خاصا مختلفا، حسب «التخصص» الذي سيُخص به، ف»كثير من الكلاب تدرَّب للبحث عن مخدرات، في حين تدرب كلاب أخرى للبحث عن قنابل أو أسلحة. كما تستطيع الكلاب البوليسية البحث عن أشخاص مفقودين أو مشتبه فيهم»، وفق وضح مروّض كلاب بوليسية ل»المساء».
كم تكلف الكلاب البوليسية الدولة؟..
سؤال لا يمكن الإجابة عنه مباشرة لأنّ التكلفة المادية السنوية التي تُخصّص لشراء الكلاب البوليسية لا تكون ثابتة. وتتراوح أثمنة أغلب الكلاب الموجودة في المركز الوطني لترويض كلاب الشرطة بين 5000 درهم و20 ألف درهم، حسب الفصيلة والنباهة، و»الفصيلة ليست مهمة بالنسبة إلى المسؤولين الأمنيين في المركز بقدْر ما تهمّ درجة نباهة الكلاب»، يؤكد أحد مسؤولي المركز. ويقدّر ثمن الكلب يناء على مدى جرأته وطاعته في أداء المهام المنوطة إليه، و»الكلب ذو النباهة العالية لا يُقدَّر بثمن، لأن المهة التي سيؤدّيها «غالية» جدا وليس لها ثمن»، يضيف المسؤول نفسه، ثم يستدرك: «يمكن أن يصل ثمن كلب واحد جاهز لأداء المهامّ «البوليسية» إلى 90 ألف درهم»..
تأكل الكلاب يوميا وجباتها في شكل رقائق (كروكيت) يأخذ منها كل كلب حصته حسب الوزن والقامة، بمعدل 500 غرام في اليوم، ويقدَّر ثمن الكيلوغرام الواحد في هذا النوع من الأكل ب13 درهم، أي ما يعادل 6 دراهم في اليوم الواحد. ويبقى البحث عن الكلاب الجيدة التي تتوفر على الشروط المطلوبة مكلِّفاً، إذ تلزم مصاريف للتنقل من مكان إلى آخر، حيث قد يُعاين الخبراء ما يناهز 50 كلبا، لكنهم لا يقتنون أيّ واحد، وقد يُعاينون أعدادا هائلة ليقتنوا منها كلبا واحدا فقط، ولدى المركز أحسن فرقة كلاب على الصعيد الوطني، والتي لا تستخدَم إلا في الحالات الخاصة، كالكوارث أو الانفجارات، كتلك التي حدثت في الدار البيضاء في 2003 مثلا. تُدرَّب الكلاب لمدة ستة أشهر حتّى تصبح قادرة على التدخل المضبوط ، إذ لا يمكن إطلاق كلب مباشرة على مجرم مسلح، حتى لا يتعرض الأخير للأذى. لكنْ يمكن مباغتة الشخص المسلح لشلّ حركته، وهنا يظهر دور المروض، حيث يتدخل الكلب إما من الجانب الأيسر أو الأيمن، حتى يمسك بالمجرم ويشُلّ حركته.
كلاب مدللة
النظام الغذائي الذي تتبعه الكلاب البوليسية ، يكون في الغالب مرة واحدة كل 24 ساعة، بالنسبة للكلب الذي يبلغ من العمر 18 شهرا، ويجب تغذية الكلاب تغذية كاملة في فترة التناسل، ويتم خفض كمية الأكل في فترات المرض، حسب مشورة الطبيب البيطري. كما يجب الإقلال من التغذية في الحالات المرضية الشديدة أو العصبية، كما أنه في حال القيء المستمر يراعَى الإقلال من تقديم الغذاء حتى لا تزداد الحالة سوءا. ويراعى ذلك، أيضا، في حالة العمل الكثير والسفر الطويل .
ويعتمد المروّضون في المركز على العظام ويعتبرونها من المواد المهمّة جدا، ورغم أنها لا تحتوي على مواد غذائية فهي تساعد على إفراز العصارة المَعِدية اللازمة لعملية الهضم، خصوصا إذا أعطيّت قبل الأكل بمدة، وهذا يساعد على طرد الغازات الموجودة ويسهّل عملية هضم الغذاء، لذلك يُستحسن إعطاؤها في حالات النزلة المَعِدية المصحوبة بالقيء لتساعد على فتح الشهية. «كما يُستحسن إعطاء الكلب عظمة من النوع الطويل القوي، العصي على الكسر، حتى لا تتفتت إلى أجزاء صغيرة قد تؤذيه، إلى درجة التسبب في نفوقه، كما يحدث مرارا»، حسب بيطري متخصص في تربية الكلاب في المركز.
يحتاج الكلب البوليسي، دائما، إلى طعام متوازن عالي القيمة الغذائية، حيث «يجب أن يحب الكلب طعامه ويقبل عليه بشهية واضحة»، يقول أحد المروضين، ويضيف: «عموما، يجب أن يحتوى غذاء الكلب على 50 في المائة من البروتين و30 في المائة من الخضر، كما يجب أن يُقدَّم الغذاء مسلوقا في الماء، بشرط أن يضاف إليه ملح الطعام وليمون وبصل بنسب معقولة يقبلها الحيوان»..
التغذية فى غاية الأهمية، خصوصا عند الجراء النامية، التي لم يتجاوز عمرها أسبوعين، حيث إن أي خلل فى عملية التغذية يؤدى إلى نمو غير طبيعىّ للجرو الصغير ويفقد وزنه وطوله، وبالتالي يكسبه مناعته ضعيفة. كما يستلزم، في هذه الفترة، طهو غذاء الكلب بشكل جيّد وتقديمه له في نفس درجة حرارة الغرفة التي تأويه»..
كلاب لا تعرف النفاق..
انتبهت عصابات تهريب المخدرات إلى ذكاء الكلاب «البوليسية» ما جعلها تتفنن في طرق وأساليب إخفاء المخدرات بعيدا عن أعين رجال الأمن، أثناء عملية تهريبها، إذ غالبا ما تعمد إلى تمويه حاسة شمّ الكلاب «البوليسية» بلفّ المخدرات وسط أعشاب تفوح منها روائح أخرى لا ينتبه إليها الكلب البوليسي.. «غير أن رجال البوليس المغربي يعتمدون فصيلة كلاب خاصة لا تعرف أنوفها الرياء أو النفاق، وتفوق قدرتها على الشم وتمييز الروائح مثيلتها لدى الإنسان آلاف المرات» يقول أحد المسؤولين بالمركز.
وتعتمد عناصر الأمن عددا من الطرق لإعداد الكلب وتهيئته للاستعانة به في البحث عن المواد المخدرة، وتتوقف كفاءة الكلب في هذا المجال على مدى كفاءة المدرب، وفي كل الأحوال يجب أن تمر عملية إعداد الكلاب بثلاث مراحل، حسب خبراء المركز الوطني، منها اختيارا لكلاب، التي تبدي استعدادا طوعيا للعمل في هذا المجال، من خلال ملاحظتها أثناء فترة التدريب الأساسي، والتي تتمثل في تدريبات الطاعة والاسترجاع، والتي تتم خلال الثلاثة شهور الأولى، ثم تدريب الكلاب التي تم اختيارها على عمليات البحث، بالتدريب على اقتفاء أثر المخدرات. وخلال ذلك يتم إخفاء المخدر المستخدَم بالنسبة إلى الكلاب التي ستتخصص في البحث عن المواد المخدرة في أشياء مختلفة وفي محيطات متباينة. وتستهدف هذه المرحلة إكساب الكلب خاصية الاعتياد على رائحة المخدر.
بعد ذلك، تأتي مرحلة تدريب الكلب في مواقع العمل الحقيقية، كالسفن والسيارات والمخازن والجبال والأراضي الزراعية والمباني، بهدف جعل الكلب يعتاد على الضجيج والروائح غير المعروفة. وتعدّ هذه المرحلة أهمّ مراحل التدريب، فإذا اجتازها الكلب بنجاح أصبح مؤهلاً للعمل بكفاءة..
يتوقف مدى كفاءة الكلب، عند استخدامه في الواقع العمليّ، على مدى كفاءة مدربه ومراعاته القواعد الأساسية في عملية البحث، لأن الكلب لا يعمل من تلقاء نفسه وإنما بناء على الأوامر والتوجيهات الصادرة إليه من مدربه، ومن ثم يجب أن يكون المدرب قادرا على فهم كيفية استخدام الكلب، وأيضا، واعيا بالوسائل الفنية للتفتيش.
وتستخدم الكلاب في تفتيش الأمتعة الواردة أو الصادرة في المطارات والمواني، قبل وصولها إلى المراكب، أو وضعها على متن الطائرة أو السفن. ويقتصر دور الكلاب، في هذه العملية، على التعرض لهذه الأمتعة وتحديد ما قد يكون محتويا منها على مواد مخدرة. وبإشارة كافية من الكلب يفهم المدرب وجود المخدر في المتاع الذي حدّده الكلب.. وينتهي دور الحيوان عند هذا الحد، لتبدأ السلطات المختصة في اتخاذ إجراءات التفتيش والضبط، بالطرق القانونية. ويراعى، في هذه الحالة أن تتم عملية التفتيش بالسرعة المطلوبة، والتي تمكّن من حصول الراكب على متاعه دون أن يشعر بالتأخير.
كلاب لمكافحة الإرهاب

كان للكلاب البوليسية دور كبير في كشف ألغاز خلية أمغالا في يناير من السنة الماضية وهي الخلية الإرهابية المكونة من 27 عنصرا، والتي استغلت ثلاثة مواقع لتخبئة الأسلحة والذخائر والمتفجرات.
تلقت الكلاب «البوليسية» التي توجهت إلى»خندق الزريبة»، وهو المكان الذي عثر فيه على الأسلحة التابعة لخلية أمغالا، تدريبات في ألمانيا على كشف الأسلحة، بمختلف أنواعها.
وقد قادت عملية التمشيط الواسعة باستعمال آليات التنقيب والكلاب المدربة إلى ضبط 33 بندقية كلاشينكوف وبندقيتين اثنتين مضادتين للدبابات، ومدفع «هاون»، و1998 رصاصة من عيار 7.62 ميلمترات.
وكشفت الكلاب البوليسية داخل مخابئ في موقع «خندق الزريبة»، على 8 قاذفات «هاون» و6 قاذفات مضادات للدبابات، وعلى أحزمة وحاملة للخراطيش. وقد جاءت هذه العملية بتعليمات مباشرة من الجنرال عبد العزيز بناني، المفتش العام للقوات المسلحة الملكية وقائد المنطقة الجنوبية، عقب تلقي معلومات حول الخلية، وخرجت لعملية التفتيش كلاب بوليسية تابعة لكل من الدرك الملكي والقوات المسلحة الملكية.

الراعي الألماني

الراعى الالمانى (Le berger allemand) هو سلالة من الكلاب موجودة بكثرة في مركز ترويض الكلاب البوليسية في تمارة، وقد استُمدّ اٍسم الفصيلة من بلدها الأصلي، ألمانيا، حيث اكتشف في نهاية القرن التاسع عشر الميلادي ويعَدّ أفضلَ كلاب العالم في التعلق بالإنسان وإخلاصه له، ولذا فهو من أكثر الكلاب انتشارا.. يستخدم «الراعي الألماني» ككلب شرطة، كما يستعمل في الحروب في جميع أنحاء العالم، بسبب قوته وذكائه وسهولة تدريبه على طاعة الإنسان..
«الراعي الألماني» كلب رياضيّ جدا، وله جسد متناسق وأنيق في الوقت نفسه، وهو من سلالات الكلاب الكبيرة ويتراوح طولها ما بين 55 و65 سنتيمترا، كما يتراوح وزنها ما بين 22 و40 كيلوغراما. يتميز الراعي الألماني بتوفره على فم طويل شبه مستطيل الشكل، وأنف مدبب أسود اللون وأذنين متوسطتي الحجم، مستقيمتان ومتوازيتان ومتصلبتان في وقوفهما ومفتوحتان نحو الأمام، ولكنْ غالبا ما تميلان إلى الخلف عند الحركة. كما يتوفر «البيرْجي» الألماني على فك قويّ وعينين مستديرتين متوستطي الحجم.

لابرادور

لابرادور: هناك نوعان من كلب لابرادور في المركز الوطني لترويض الكلاب في تمارة: نوع أمريكي وآخر إنجليزي، والفرق بينهما في شكل الجسم والرأس، ويعتبر اللبرادور الفضيّ أغلى الكلاب وأندرها. يتراوح طول ذكر اللبرادور ما بين 65 و61 سنتمترا، أما الأنثى فيتراوح طولها ما بين 53 و58 سنتمترا. أما وزن كلب اللبرادور الذكر فيتراوح ما بين 27 و34 كيلوغراما، فيما يتراوح وزن أنثاه ما بين 25 و32 كيلوغراما، وفي حالات معينة ينمو الذكر ليصل وزنه 50 كيلوغرام. أما المعدل العمري لهذا النوع من الكلاب فيتراوح ما بين 10 سنوات و12 سنة.

الروت وايلر
الروت: ويستمد اسمه من مدينة روتوايل، جنوب ألمانيا. تعتمد عناصر الأمن في المركز الوطني لترويض الكلاب في تمارة على كلب «الرّوت» لبنيته العضلية القوية، لأنه يصلح للحراسة ويمكن السيطرة عليه منذ الصغر، لأنه حادّ الطباع، ومن الممكن أن تصبح فصيلته عدوانية إنْ أثاره أحد أو ضايقه. ويتراوح طول كلب «الرّوت» ما بين 58 و69 سنتمترا، أما وزنه فما بين 41 و50 كيلوغراما.


جلال رفيق


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.