تعيش مدينة شفشاون هذه الأيام على إيقاع فضيحة مالية بوكالة بريد المغرب، بطلها مدير الوكالة الذي تم اعتقاله من طرف عناصر الضابطة القضائية بعد أن أمر وكيل الملك بتطوان بإحضاره إلى المحكمة للتحقيق معه، وذلك على اثر اختلاسه لحوالي 153 مليون سنتيم.
وتعود تفاصيل الحادث، حسب يومية "الأحداث المغربية" التي أوردت الخبر، إلى يوم السبت الماضي 4 غشت الجاري، حيث كلف المدير احد معاونيه لينوب عنه، وطالبه بإخراج الأموال من الصندوق صبيحة اليوم المذكور ليشتغل المرفق بشكل عادي، الشيء الذي رفضه الموظف والشكوك تؤرق كيانه، ومع إصرار رئيسه المباشر بالقيام بفتح المؤسسة صبيحة السبت، وسحب الأموال من الخزانة الحديدية، مهددا إياه بالعقوبة في حال عدم قيامه، وجد المستخدم نفسه في ورطة بين مطرقة رئيسه المباشر وسندان ما قد يورط نفسه فيه، فاضطر إلى الاتصال بإدارته المركزية وطلب منها أن ترسل إليه من يشهد على الأموال المحسوبة والمعادة يوم السبت الذي سيقوم خلاله بالنيابة عن مديره.
ارتابت الإدارة المركزية من طلب مساعد المدير، فأرسلت على التو ثلاثة مفتشين تابعين لها للتحقيق في الموضوع ومعرفة ما يحدث، ففتح الصندوق بمعية المسؤولين القادمين من الإدارة المركزية، وتسلم مساعد المدير مبالغ مالية في حدود ما قد يحتاجه يوم السبت ذاك، فيما انكب المفتشون الثلاث على جرد الخزينة ومراجعة الحسابات والوثائق الموجودة هناك، لتكتشف عمليه التحقيق والمراقبة عملية اختلاس كبيرة بطلها مدير المركز البريدي حيث وجد اختفاء مبلغ 153 مليون من صندوق المؤسسة.
وبعد إخبار الإدارة المركزية بالحادث، تم استدعاء المتهم يوم الأحد 5 غشت، على عجل من طرف المفتشين، الذين سألوه عن بعض الأمور الخاصة باختفاء المبالغ المالية، وعدم وجود وثائق الحسابات والموازنة اليومية للمداخيل والمصاريف، حيث لم يجتهد المدير المعني كثيرا في البحث عن ردود وسرعان ما اعترف بكل شيء.