ينتظر أن ينتظم المؤتمر الاستثنائي لنقابة الاتحاد العام للشغالين بالمغرب يوم التاسع من سبتمبر القادم . ومن المنتظر كذلك أن يلتئم المجلس الوطني لحزب الاستقلال يوم الثاني والعشرين من ذات الشهر .. فماذا سيحدث ؟ صرح حميد شباط أكثر من مرة بأنه لن يترشح للكتابة العامة لنقابة ( ا.ع.ش.م ) خاصة وأن المؤتمر استثنائي. أي ينعقد قبل وقته، وقال شباط بأن الطريق سيصبح معبدا له للأمانة العامة لحزب الاستقلال بعد أن يصبح بلا مسئولية داخل نقابة الحزب ولقد تعود حميد أن يقرر قرارا، ثم يعلنه للملأ.. ثم يتراجع عنه في آخر لحظة، ثم أنه يكذب الكذبة فيشيعها بين الناس حتى يصدقوها ثم يصدق هو الكذبة التي أطلقها بين الناس ثم يتراجع عن الكذبة بكذبة أخرى.
وهذا أحد السيناريوهات المحتملة خلال مؤتمر النقابة، إذ يمكن لحميد شباط أن يجند أتباعه الذين لا علاقة لهم بحزب الاستقلال، فيتظاهرون في الساحات العمومية ليطالبوا زعيمهم بالعدول عن قراره مثلما حصل في الانتخابات الماضية حيث أدلى بتصريحات للصحف قال فيها أنه لن يترشح لهذه الانتخابات. .. وفجأة تظاهر المئات في شوارع فاس مطالبين حميد شباط بالعدول عن قراره. والذين تظاهروا في ساحات فاس وشوارعها إنما يمثلون قطيعا من البشر لا تربطهم أية علاقة بحزب الاستقلال. وقليل ممن شاركوا وينتمون للحزب إنما يمثلون أصحاب المنافع والمصالح الشخصية مع هذا الرجل البراغماتي الذي يقول شيئا ويفعل نقيضه.
هذا القطيع البشري هو الذي حمل شباط على الأكتاف خلال مؤتمر الحزب الأخير.
السيناريو الثاني هو أن ينتصر ذكاء الفاسيين ومسانديهم فينقلبون على شباط خلال مؤتمر النقابة، ومن ثم يمهدون لإزاحته من الحزب خلال انتظام دورة المجلس الوطني التي ستقرر في زعامة حزب الاستقلال المقبلة.
مطامح ومطامع شباط لن تنتهي حتى إذا صار أمينا عاما لأكبر وأقدم حزب في المغرب. وهذا لن يحصل البتة لأنه من المستحيلات.
السيناريو الثالث هو أن يحتفظ شباط بزعامة النقابة، تمهيدا للانفصال التام عن الحزب، لكن هذا السيناريو ترتبط شروطه بما سيحصل داخل مؤتمر النقابة يوم التاسع من شتنبر القادم.
لكن في جميع الحالات فإن الاستقلاليين يمرون بامتحان عسير، ولذلك فهم أمام أمرين: إما أن يحافظوا على حزب الاستقلال كحزب، له وزنه في الساحة الوطنية بالرغم من اختلافنا الشديد مع إيديولوجيته، أو يسلموا مفاتيح الحزب لقطيع من الغوغاء، تمهيدا لكي يصبح الحزب العتيد في خبر كان.
بعد هذه الاحتمالات التي أملتها ظروف المؤتمرين القادمين نعود إلى سيرة حميد شباط إلى زمن لم يكن يحلم فيه أن يصبح عمدة لعاصمة المغاربة العلمية والروحية .. وبقية القصة مع الجبيليين.