أشاد رئيس البرلمان الإفريقي روجي نكودو دانغ، ب"الحضور الدبلوماسي" الذي يقوده صاحب الجلالة الملك محمد السادس بإفريقيا، مؤكدا أن هذه الدبلوماسية الملكية تحمل أملا للقارة. وقال دانغ، في حديث لوكالة المغرب العربي للأنباء- جوهانسبورغ، إن "المغرب التزم، بقيادة جلالة الملك، بحضور دبلوماسي في كل أنحاء القارة". ورحب، في هذا السياق، بالدعم الذي يقدمه جلالة الملك للشراكات الاقتصادية المبرمة بين المملكة وعدد من الدول الإفريقية، مضيفا أن هذه الشراكات تكتسي أهمية كبرى على اعتبار أنها تشمل قطاعات جد واعدة على مستوى النمو الاقتصادي وخلق مناصب الشغل. وأكد أن المغرب، يفرض نفسه اليوم، كأكبر منعش للتنمية الاقتصادية والاجتماعية والبشرية في إفريقيا الفرنكفونية وخارج القارة، مستشهدا بالإنجازات القارية التي حققها المغرب، على الخصوص، في قطاعات البنوك، والتأمين والنقل الجوي. وقال إن المغرب يبين الطريق الواجب اتباعه لتحقيق اندماج اقتصادي ناجح بالقارة، موضحا أن الاندماج الإفريقي يجب أن يبدأ عبر تقوية التعاون في قطاعات من قبيل النقل. وأبرز المسؤول الإفريقي، في هذا الإطار، أن الحضور المتزايد لشركة الخطوط الملكية المغربية في القارة يحظى بالإشادة لأنه يسهل حركة الأشخاص والسلع، مبرزا أن كل هذه المؤهلات التي يتوفر عليها المغرب تدخل في إطار اندماج القارة الإفريقية. وبخصوص عودة المغرب إلى الاتحاد الإفريقي، بشكل رسمي خلال القمة الإفريقية الأخيرة في يناير الماضي بأديس أبابا، أعرب رئيس البرلمان الإفريقي عن إعجابه بمبادرة المملكة الرامية إلى استعادة مقعدها داخل أسرتها المؤسسية الإفريقية. وقال دانغ إن "عودة المغرب إلى هذه المنظمة القارية، التي يعد مؤسسها، تشكل خطوة كبيرة نحو اندماج القارة الذي ندعو إليه". وأعرب المسؤول بالخصوص عن إعجابه بالخطاب الذي ألقاه صاحب الجلالة الملك محمد السادس أمام قمة أديس أبابا، بعد المصادقة على عودة المغرب. وقال إنه "كان خطابا موحدا، وذا حمولة قوية"، مبرزا أن جلالة الملك أكد في خطابه المؤسس أمام القادة الأفارقة أن المغرب عاد إلى كنف أسرته من أجل بناء القارة سويا، ولدعم جهودها التنموية. وأضاف دانغ أيضا أن "عودة المغرب تعطي إضافة للقارة بالنظر إلى الثقل الاقتصادي للمملكة وتأثيرها الدبلوماسي والسياسي في العالم"، مشيرا إلى أن غياب المغرب عن المؤسسات الإفريقية لم يعد له أي مبرر وتابع "اليوم، المغرب هنا، وإفريقيا أصبحت ممثلة بالكامل" وبخصوص انضمام المغرب المرتقب إلى البرلمان الإفريقي، أكد رئيس هذه المؤسسة أن الإجراءات جارية ليكون الانضمام رسميا، وأن الأمر مجرد مسألة وقت. وعبر، في هذا السياق، عن شكره للمغرب على قبوله إرسال وفد برلماني ليشارك كملاحظ بالدورة الرابعة للبرلماني الإفريقي، التي تنعقد حاليا بمقر المؤسسة بميدران (قرب جوهانسبورغ)، معتبرا أن "الأمر يتعلق بخطوة مشجعة، تعكس عزم المغرب على المساهمة في تطوير قارتنا". وأبرز "بالنسبة لي، كرئيس للبرلمان الإفريقي، فإن وضعية المغرب كملاحظ لا يجب أن تستمر طويلا، خاصة وأنه بات عضوا في الاتحاد الإفريقي". وتابع دانغ بالقول، إن المغرب، باعتباره قوة معتدلة، سيكون صوت الوحدة داخل المؤسسة التشريعية الإفريقية وبمجموع القارة، مبرزا أن مساهمة المملكة داخل البرلمان الإفريقي سيكون مرحبا بها، انطلاقا من المنجزات الكبرى التي حققتها في مجالات تعزيز الديمقراطية وترسيخ ثقافة حقوق الإنسان. وخلص المتحدث إلى أن "المغرب يقدم النموذج في المجال الديمقراطي وسيعطي دفعة قوية لجهود الاندماج بالقارة".