تنطلق اليوم أشغال الدورة ال28 للاتحاد الإفريقي التي تحتضنها العاصمة الإثيوبية أديس أبابا. القمة التي تقام تحت شعار» 2017 سنة تسخير العائد الديمغرافي من خلال الاستثمار في الشباب» والتي ستستمر إلى غاية يوم غد الثلاثاء بحضور العديد من زعماء القارة بالإضافة إلى ممثلين عن منظمات دولية والأمين العام الأممي أنطونيو غوتريس. وكان جلالة الملك، وفي إطار المساعي التي يبذلها من أجل عودة المغرب إلى الاتحاد الإفريقي، قد توجه يوم الجمعة الماضية إلى إثيوبيا، وهي مبادرة تاريخية تتوج الجهود التي قام بها جلالته لعودة بلادنا إلى الإطار المؤسساتي الإفريقي بعد غياب دام زهاء 33 سنة. وهكذا تتميز أشغال هذه الدورة بالطلب المغربي والذي يحظى إلى حد الآن، حسب مصادر مطلعة، بتأييد الغالبية العظمى من الدول الأعضاء. وفي هذا الإطار، كتبت صحيفة (لوفيغارو) الفرنسية السبت أن عودة المغرب إلى الاتحاد الإفريقي، ليست سوى مسألة شكلية،ذلك أن المملكة سبق أن حصلت على دعم نهائي مكتوب من قبل أربعين دولة، عضو في المنظمة الإفريقية. وأضافت الصحيفة تحت عنوان «العودة الكبيرة للمغرب إلى الاتحاد الإفريقي» أن هذه العودة تأتي بعد 33 سنة من الانسحاب الطوعي للمملكة من هذه الهيئة الدولية، مذكرة بأن المغفور له الملك الحسن الثاني احتج بذلك على قبول الجمهورية الوهمية داخل هذه المؤسسة. وقالت الصحيفة إنه بعد 33 سنة على مغادرته المنظمة الإفريقية، من المقرر أن يلتحق المغرب بهذه المؤسسة اليوم الاثنين عقب تصويت لقادة البلدان الافريقية بمناسبة القمة السنوية ال28 للاتحاد الإفريقي التي تعقد يومي 30 و31 يناير الجاري بأديس أبيبا. وأشارت الصحيفة إلى أنه خلال الاشهر الاخيرة قام جلالة الملك بجولة بشرق افريقيا، شملت على الخصوص رواندا وتنزانيا من أجل تعزيز الروابط السياسية مع هذا الجزء من القارة، فيما تقع منطقة تأثير المملكة بمنطقة الساحل وبإفريقيا الغربية، مبرزة أن المغرب بذل جهدا كبيرا من أجل الإقناع بتوجهه الإفريقي. من جهتها، قالت وكالة أنباء البحرين إن الاتحاد الإفريقي سيكون على موعد مع التاريخ بعودة المغرب الذي يضطلع بدور ريادي على صعيد القارة الإفريقية إلى حظيرة هذه المؤسسة الإفريقية التي تعد فضاءه الطبيعي. وأبرزت الوكالة في مقال نشرته السبت، بمناسبة الزيارة التي يقوم بها جلالة الملك إلى إثيوبيا في إطار المبادرات الملكية لعودة المغرب إلى الاتحاد الإفريقي، مكانة المغرب التاريخية والجغرافية على صعيد القارة الإفريقية، «وقدرة المملكة على إحداث الفارق في ظرفية تأخذ فيها التحديات في مجال الاستقرار في إفريقيا بعدا دوليا». واعتبرت أن عودة المغرب إلى حظيرة الاتحاد ستمكن هذه المؤسسة الإفريقية من استعادة ثقلها في المحافل الدولية، ولاسيما على مستوى الأممالمتحدة، من خلال دورها في تسوية النزاعات التي تشهدها أجزاء مختلفة من القارة الإفريقية. كما أبرزت الوكالة المكانة الاقتصادية للمملكة على صعيد القارة الإفريقية، ودورها في تعزيز التعاون جنوب - جنوب من خلال استثماراتها العديدة في بلدان القارة، والتي تشمل قطاعات متنوعة من قبيل الصيدلة والطيران والمالية والعقارات والتأمين والاتصالات وغيرها. كما أعرب رئيس البرلمان الافريقي روجر نكودو دانغ بأديس أبابا، عن دعمه لعودة المغرب الى الاتحاد الإفريقي، مؤكدا أن من شأن هذه العودة أن تقدم إضافة هامة لعمل هذه المنظمة القارية. وقال روجر نكودو دانغ في تصريح للصحافة إن «المغرب بلد افريقي. وعودته إلى حضن المنظمة التي أسسها ستحمل إضافة هامة تمكننا من أن نناقش سويا القضايا الإفريقية». وشدد رئيس البرلمان الافريقي على أن عودة المغرب ستمكن من تعزيز الجهود المبذولة على الصعيد القاري، في إطار المقاربة الجديدة التي تروم البحث عن حلول إفريقية لمشاكل القارة الإفريقية.