حظيت عودة المغرب إلى الاتحاد الإفريقي، خلال القمة ال 28 لرؤساء الدول والحكومات للدول الأعضاء في هذه المنظمة القارية، باهتمام واسع من قبل وسائل الاعلام الدولية. وهكذا كتبت وكالة (فرانس بريس) أن المغرب عاد إلى مؤسسات الاتحاد الإفريقي على الرغم من "المقاومة الشديدة التي قادها الوفد الجزائري". ونقلت الوكالة عن الرئيس الجديد للاتحاد الإفريقي رئيس غينيا، ألفا كوندي، قوله إن "مبدأ الأغلبية انتصر أخيرا" وتم قبول عودة المغرب دون قيد أو شرط، مسجلة أن جلالة الملك محمد السادس، خاطب نظراءه الأفارقة للتعبير عن سعادته بعودة بلاده للاتحاد "من أوسع أبوابه". من جانبها، أكدت وكالة الانباء (رويترز) أن الاتحاد الإفريقي أعاد المغرب رسميا لعضويته بعد أكثر من ثلاثة عقود من انسحابه من المنظمة الإفريقية. وأوضحت الوكالة أن المغرب "توج" للتو سنوات من الجهود التي بذلتها المملكة، التي انتهجت تحت قيادة جلالة الملك محمد السادس سياسة انفتاح اقتصادي وسياسي ودبلوماسي تجاه الدول الإفريقية". من جهتها، أكدت صحيفة (وال ستريت جورنال) الأمريكية، أن عودة المغرب إلى الاتحاد الإفريقي، أسرته المؤسساتية، تمثل عودة "اقتصاد قوي" لهذا التجمع الإقليمي. وأبرزت صحيفة (لوموند أفريك)، من جهتها تحت عنوان "انتصار للمملكة"، أنه تم اتخاذ القرار بالإجماع أخيرا، وبدون تصويت. و"كانت إرادة ألفا كوندي، رئيس غينيا الذي انتخب مؤخرا على رأس الاتحاد الإفريقي، حقيقية في التوصل إلى اتفاق". وأوردت الصحيفة، نقلا عن موظف بمفوضية الاتحاد الإفريقي، أن رئيس غينيا وضع كلا من جنوب إفريقيا والجزائر "أمام الأمر الواقع" عندما طالبهما ب "اتخاذ موقف رسمي بالإيجاب أو الرفض بشأن العضوية". وذكرت الصحيفة أن هذه العودة تعد انتصارا للمغرب وتاتي بعد أزيد من عشر سنوات من العمل الدبلوماسي المتوجه الى القارة الإفريقية والذي اتسم بإنجاز استثمارات هامة وتوقيع اتفاقيات تعاون خلال الزيارات العديدة التي قام بها جلالة الملك محمد السادس إلى بلدان القارة. وأوردت صحيفة (لوفيغارو) الفرنسية أن ملك المغرب محمد السادس حضر، الثلاثاء، مراسم اختتام قمة الاتحاد الافريقي في أديس أبابا، غداة موافقة المنظمة على إعادة عضوية المملكة بعد 33 عاما من الغياب. مذكرة بأن 39 دولة من أصل 54 أيدت، الاثنين، عودة المغرب إلى الاتحاد الإفريقي، الذي غادره في سنة 1984. وأكدت إذاعة فرنسا الدولية (إر إف إي) أن عودة المغرب للبيت الإفريقي الكبير، المدعومة من الأغلبية الساحقة للدول الأعضاء في الاتحاد الإفريقي، خلال القمة ال 28 بأديس أبابا، تعد "حدثا تاريخيا"، مسجلة أن المداولات المغلقة بين رؤساء الدول الإفريقية سرعان ماصبت في مصلحة المملكة. وأبرزت الإذاعة الفرنسية أن الامر يتعلق ب "انتصار شخصي للملك محمد السادس، الذي عبأ كل أصدقاء المغرب لصالح عودة بلاده للمنظمة الإفريقية"، مضيفة أن العديد من رؤساء الدول عبروا عن مواقف داعمة لعودة المملكة للاتحاد. وقالت صحيفة (إل باييس) الإسبانية، من جانبها، إن عودة المغرب إلى الاتحاد الإفريقي تعد "انتصارا جليا" للرباط، مسلطة الضوء على العلاقات الاقتصادية والدبلوماسية، إلى جانب الروابط الدينية والروحية التي تجمع المملكة بباقي بلدان القارة الإفريقية. وسلطت الصحيفة الإسبانية، في هذا الصدد، الضوء على الأهمية التي يوليها المغرب لتعزيز علاقاته مع البلدان الإفريقية في كافة المجالات، لا سيما في عهد جلالة الملك محمد السادس، مبرزة أن المملكة "أصبحت المستثمر الأول في دول غرب إفريقيا والثاني على مستوى القارة بعد جنوب إفريقيا". وعلقت وسائل الإعلام الجنوب إفريقية، من جانبها، على عودة المغرب للاتحاد الإفريقي، مبينة أن القمة ال 28 للاتحاد الإفريقي كانت "نجاحا صريحا" للمغرب. وأشارت صحيفة (نيوز 24) الإلكترونية، التي تعتبر أهم موقع إخباري بجنوب إفريقيا، إلى أن المملكة استعادت عضوية الاتحاد الإفريقي بعد غياب دام ل 33 سنة. وأشادت قناة (سي إن بي سي) الإخبارية، التي تبث بشكل متواصل انطلاقا من جوهانسبورغ، بعودة المغرب، مبرزة أن هذه العودة "جاءت في الوقت المناسب" لإفريقيا التي هي بحاجة إلى أعضاء من عيار المغرب لرفع التحديات التي تواجهها.