حضور مكثف عرفه الحفل الذي أقامه جلالة الملك محمد السادس على شرف القادة الأفارقة ووفودها المشاركين في القمة الإفريقية الثامنة والعشرين بأديس أبابا. تلبية الدعوة والحضور لها فاق الأربعين رئيسا وممثلا، وأبدى قادة ورؤساء الدول الإفريقية، رغبة أكيدة في عودة المغرب إلى الاتحاد الإفريقي، ورحبوا به مشيدين بالجهود التي يبذلها المغرب من أجل التعاون مع كل الدول الإفريقية في سبيل النهوض بأوضاعها وتنميتها، بناء على قاعدة الربح المشترك. المعطيات الواردة من أديس أبابا، كشفت أن خصوم المغرب أصيبوا بدوخة، بعد الدعوة التي وجهها جلالة الملك لضيوفه الأفارقة، ونشطت آلة العرقلة التشويش والتعطيل، واتضح في النهاية أن ديلاميني زوما والجزائر، لم تحرج أو تمنع المدعوين من الحضور، وبقي عدد قليل لا زال يدور في فلك أطروحتهم التي عمرت طويلا، فيما كانت وفود أخرى تعاني من حرج خبث الخصوم. وحين كانت وفود الدول الإفريقية تتقاطر على الفندق الذي احتضن حفل العشاء، عاد خصوم المغرب لإحصاء خسائرهم، وسط استياء إفريقي من حجم الغل والعداء الذي لا زالت تمارسه الجزائر وحلفها الصغير. وذكرت وسائل إعلام أنه طرأ تغيير في آخر لحظة على برنامج القمة، حين تقرر مناقشة عودة المغرب تحت رئاسة الرئيس الجديد للقمة ممثلا في كوناكري ألفا كوندي، رئيس غينيا، بعد أن كان مبرمجا مناقشته في الصباح، أي قبل أن تقوم ديلاميني زوما بتسليم الرئاسة لكوندي. وقاد جلالة الملك محمد السادس، منذ وصوله إلى أديس أبابا، معركة دبلوماسية ضارية مع اللوبي المسيطر على مفوضية الاتحاد، حيث عقد سلسلة لقاءات مع عدد من القادة الأفارقة، وأجرى مباحثات على انفراد مع رؤساء غينيا ورواندا والكونغو. وبدا واضحا توجه الغالبية العظمى من الدول الإفريقية نحو الترحيب بعودة المغرب من دون شروط، وهي إشارة لرفض التسييس التي تحاول كل من الجزائر وجنوب إفريقيا فرضه، وستكون الرئاسة الجديدة للاتحاد عنصر ترجيح لفائدة المغرب في معركته. وأشار متابعون للقمة، إلى أن الثقل الذي نزل به جلالة الملك شخصيا في هذه القمة، قطع الطريق على العديد من السيناريوهات التي كانت تطبخ لعرقلة طويلة لعودة المغرب، وممارسة ابتزاز سياسي عبر خرق مواثيق المنظمة الجديدة، بعد أن تم خرق قوانين الهيأة القديمة خلال سنة 1984، بقبول عضوية البوليساريو. وبفضل مجهود ملكي رفيع المستوى، أيدت أغلبية ساحقة من الدول الإفريقية عودة المغرب إلى الاتحاد الإفريقي، خلال الدورة الثامنة والعشرين للمنظمة الإفريقية المنعقدة بأديس أبابا. وهكذا فقد صوتت أغلبية دول القارة السمراء (39 دولة) لفائدة عودة المملكة لأسرتها المؤسساتية، كما عبرت 42 دولة عن دعمها القوي لعودة المغرب المظفرة إلى الاتحاد الإفريقي.