أفادت مصادر إعلامية، اليوم الإثنين، ان الأبحاث التي أجرتها مصالح الدرك الملكي بالجديدة حول ملابسات العثور على جثة طفل عمره 6 سنوات أسفرت، عن أن الجريمة ارتكبها أحد أقارب الضحية، البالغ من العمر 22 سنة، كما أزاحت الأبحاث الستار عن وضعية أطفال مهمشين، إذ أن الضحية كان يمتهن جمع بقايا الزجاج لبيعه. وأوضحت يومية "الصباح"، التي أوردت الخبر في عددها اليوم الاثنين، أن عناصر القيادة الجهوية للدرك وضعت يدها على الجاني، مساء يوم الجمعة، إثر أبحاث دقيقة مكنت من تحديد هوية الفاعل، الذي لم يكن سوى قريب الضحية وزميله في جمع النفايات.
وجاء إيقاف المتهم، تضيف ذات اليومية، بعد ثلاثة أيام من العثور على جثة الطفل محروقة ومدفونة في بناية مهجورة، تبعد عن دوار أولاد الشاوي بجماعة سيدي عابد بحوالي ثلاثة كيلومترات.
وتضيف ذات الجريدة، أن الضحية اختفى منذ الاثنين الماضي، قبل أن يتم العثور عليه الأربعاء الماضي، في البناية المهجورة التي كانت عبارة عن مطعم يطلق عليه "الباطروس" ليتم نقل الجثة إلى مصلحة الطب الشرعي، وتنطلق الإشاعات حول تعرض الطفل للاغتصاب قبل قتله.
وسارت الأبحاث بدقة وترو، تقول المصادر نفسها، سيما أن القاتل لم يترك دليلا بمسرح الجريمة يمكن أن يقود إليه، فجرى الاعتماد على الأدلة الجنائية المرصودة من قبل الشرطة العلمية والتقنية التابعة للدرك، بالاستعانة بالتحريات والأبحاث الميدانية لتجميع معطيات عن الطفل ومحيطه.
وتضيف اليومية، أن الأبحاث استغرقت ثلاثة أيام لتصل إلى المتهم الذي لم يكن إلا قريبا للضحية يرافقه لجمع نفايات الزجاج، إذ أثبتت التحقيقات أن الجاني والطفل اعتادا زيارة البناية المهجورة، التي يتخدها البعض مكانا لشرب الخمر، ويتركون القنينات الفارغة داخلها قبل بيعها لمقتني المتلاشيات الزجاجية.
وتوجه الطفل، يوم الاثنين الماضي، وحيدا إلى البناية لجمع القنينات الزجاجية، حيث عثر على 10 قنينات جعة مملوءة لم يستهلكها أصحابها، ليضعها في كيسه، وما هي إلا لحظات حتى ظهر زميله، ليطالبه باقتسام الغنيمة، وهو ما رفضه الطفل فاشتد العراك بينهما ليعتدي عليه الجاني ويسرق منه القنينات، فغضب الطفل، ولما ابتعد عنه رماه بحجر، فتوجه المتهم نحوه وهو ممسك بعظم كبير، وشرع يضربه به على مستوى الرأس وبمختلف أنحاء جسمه، حتى سقط أرضا مغمى عليه، وعندما ظن أنه فارق الحياة، حفر حفرة ورماه فيها قبل أن يجمع الحطب والأخشات ويضعها فوقه ليوقد النار وينصرف إلى حال سبيله.