أكد البروفيسور في جامعة غاستون بيرجر بسان لوي ومدير "معهد تمبكتو-المركز الإفريقي لدراسات السلم"، باكاري سامبي، أن أمير المؤمنين صاحب الجلالة الملك محمد السادس ما فتئ يبذل جهودا جبارة لإشاعة الإسلام المعتدل عبر العالم. وقال باكاري سامبي في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء على هامش لقاء مناقشة نظم حول موضوع "الديانات: السلام والعنف" إن "صاحب الجلالة الملك محمد السادس ما فتئ يبذل جهودا جبارة لإشاعة الجوانب الإيجابية للإسلام المعتدل، ولاسيما من خلال مبادرة المملكة لتكوين الأئمة في إفريقيا كلها بل وحتى في أوروبا."
ويهدف هذا اللقاء، الذي أطره محمد شريف فرجاني، أستاذ العلوم السياسية والدراسات الإسلامية بجامعة (لوميير لييون 2) إلى دراسة مسألة العلاقة بين مختلف الديانات فضلا عن العلاقة بين السلام والعنف.
وقال سامبي إن العالم الإسلامي يحتاج اليوم إلى قيادة نيرة تبرز الجوانب الإيجابية والسلمية للدين الإسلامي.
وحسب سامبي، فإن النداء الذي أطلقه جلالة الملك في مختلف خطاباته حول إسلام السلام ودعوة جلالته لتعبئة الديانات حول قيم التسامح والتعايش "يتعين أخذهما على نحو فعلي".
وأضاف أنه يتعين على الأمة كلها أن تستوعب وتتملك فحوى هذه الخطابات الملكية من أجل الإنسانية ومن أجل مزيد من السلام والأمن في كل أنحاء العالم.
وبخصوص التهديد الإرهابي في منطقة الساحل والصحراء، أشار سامبي، وهو أيضا منسق المرصد حول التطرفات والنزاعات الدينية في إفريقيا، إلى أنه بسبب انفتاح الحدود على بعضها وتعدد جنسيات الفاعلين، لا يمكن لأي بلد تقييم التهديد الإرهابي انطلاقا من المعايير الداخلية فقط، بل يتعين عليه أخذ محيطه الجيو-سياسي بعين الاعتبار.
وفي هذا الإطار، أوضح أن اعتداءات واغادوغو، الذي نفذت بداية العام الجاري، أشرت لنهاية الاستثناءات في غرب إفريقيا، محذرا من أن "التسلل عبر الحدود المالية على سبيل المثال، لا يشكل مشكلة بالنسبة لمالي وحدها، بل يمثل أيضا خطرا على مجموع البلدان المجاورة".
ومن جانبه، اعتبر فراجي أن كل الديانات، أيا كانت المبادئ المؤسسة لها، لم تسلم من اللجوء إلى العنف باسمها، مشيرا إلى أن هذا ينبع أحيانا من استخدام الرموز الدينية لأسباب سياسية واقتصادية أو غيرها.
وحسب فراجي فإن وصم الإسلام بالعنف يشكل استثناء بين الديانات التوحيدية، مشيرا إلى أن إرساء مبادئ الديمقراطية داخل أي مجتمع يشكل رهان تحقيق السلام والأمن على الرغم من التوترات التي يمكن أن تحدث بين السياسي والديني.
وعقد هذا اللقاء بدكار بتعاون مع "بيت الصحافة" ومعهد تومبوكتو- المركز الافريقي لدراسات السلام".