يقدم المختص في العلوم السياسية والباحث السينغالي، باكاري سامبي، الثلاثاء المقبل بدكار، إصداره تحت عنوان " الإسلام والديبلوماسية: السياسة الإفريقية للمغرب"، والذي سيتم عرضه بمكتبات دكار خلال شهر غشت المقبل. وسيقدم السيد سامبي، خلال لقاء منظم بتعاون مع "النادي السينغالي- المغربي للصداقة والأخوة"، إصداره الجديد الذي سيشكل مناسبة للتحاور مع الحضور حول الروابط العريقة القائمة بين المغرب والسينغال، على الخصوص، وببلدان غرب إفريقيا بصفة عامة. وتعد هذه الروابط العريقة التي يكتسي فيها البعد الديني أهمية خاصة، اعتبارا للإشعاع الروحي للمملكة على مستوى القارة الإفريقية، والذي تجسده الطريقة التيجانية التي تضم ملايين المريدين بمختلف بلدان غرب إفريقيا. وأوضح مؤلف الكتاب في هذا الصدد، أن المقاربة المؤسساتية للعلاقات الدولية تتجاهل مكانة الفرد والمجموعات الدينية، وكذا النجاعة السياسية للرموز مما يؤدي الى إحداث شبكات ذات طابع غير رسمي، في الوقت الذي شكلت فيه الطرق الصوفية دوما فاعلا محوريا في التعاون بين المغرب ودول إفريقيا جنوب الصحراء. وأشار إلى أن هذه العملية التفاعلية، التي تتأرجح بين التوظيف السياسي للرموز الدينية والنقاش الدائم حول المفاهيم، مسلطة الضوء على فاعلين ذوي اهتمامات متقاطعة أو متكاملة، توجد في صلب هذا الإصدار الذي يروم تحليل هذا المعطى من خلال الارتكاز على النموذج المغربي. وأكد المختص السينغالي في العلوم السياسية، أن المؤلف يحاول تحليل العوامل التي تضمن للمغرب "المنهل الروحي بالنسبة لملايين الأفارقة، من عهد المرابطين إلى عهد السعديين والمرينيين، ومن الطرق الصحراوية إلى الشبكات التيجانية"، "تأثيره الديبلوماسي في إفريقيا"، القائم على التاريخ والمخيال، وخصوصا على وضعه ك` "نموذج ديني". وينطلق الكاتب من هذا التاريخ العريق ليتناول الاستراتيجيات الإفريقية للمغرب المعاصر، والذي ارتكز دوما على إرث ينهل بشكل كبير من المرجعيات الدينية والروحية. والسيد باكاري سامبي، حائز على دكتوراه في العلوم السياسية المختصة في العلاقات الدولية، وعلى شهادة ماستر في اللغات والحضارات الأجنبية، كما أنه يعمل كباحث ضمن مجموعة من الباحثين حول منطقتي البحر الأبيض المتوسط والشرق الأوسط، المعروفة بدراساتها حول العلاقات العربية- الإفريقية.