كشفت صحيفة "جيروزاليم بوست" الإسرائيلية، أن عددا من اليهود الذين تعود أصولهم إلى المغرب، قرروا العودة إلى بلادهم الأصلية، وبداية حياة جديدة، مشيرة إلى أن بعضهم عاد إلى المغرب هربا من الشرطة الإسرائيلية. وقالت اليومية الإسرائيلية، التي تصدر باللغة الإنجليزية، في مقال نشرته في طبعتها الإلكترونية نهار أمس الخميس، إن عدد معتنقي الديانة اليودية بالمغرب كان 250 ألف شخص قبل إعلان قيام إسرائيل سنة 1948، وأن عددهم أصبح اليوم لا يتعدى 3000 شخص وأغلبيتهم يقيمون في مدينة الدارالبيضاء.
وأضافت اليومية أن بعض اليهود قرروا العودة إلى بلدهم الأصلي المغرب، لاستثمار أموالهم فيه، وللعودة إلى أصولهم وتراثهم، فيما قرر البعض الآخر العودة إلى المغرب باعتباره بلدا يجنبهم متابعة السلطات الأمنية الإسرائيلية، على اعتبار أن المغرب لا يرتبط باتفاقية لتسليم المطلوبين للعدالة مع الدولة العبرية، وأوردت الجريدة حالة رجل الدين اليهودي "ايليزر بيرلاند"، الذي فر من اسرائيل إلى المغرب خوفا من مواجهة تهم اغتصاب اطفال حيث عاش بمدينة مراكش لمدة سبعة أشهر قبل أن يطرد منها.
ويتحدث بعض العائدين إلى المغرب بحسب ذات المصدر أن تكلفة المعيشة في المملكة منخفضة مقارنة بدول أخرى، وهو ما يوفر لهم الحياة في ترف نسبي.
ونقلت اليومية الإسرائيلية عن سام بن شتريت، رئيس الاتحاد العالمي لليهود المغاربة، قوله "إن اليهود يعتبرون أنه لا توجد عنصرية ضدهم في المغرب، وأن لهم علاقات جيدة مع المجتمع المغربي المسلم" مضيفا أن اليهود في المغرب "يتمتعون بضمانات من جلالة الملك محمد السادس".
وأضاف بن شتريت أن عودة اليهود من إسرائيل للاستقرار بالمغرب تبقى ضئيلة وأضاف أن "زيارة كثير من الاسرائيليين إلى المغرب غالبا تكون نتيجة الحنين إلى الماضي، أو الصداقات، أو لأن المغرب بلد مضياف".
ونقلت الصحيفة الإسرائيلية شهادة لشخص يدعى بنحاس سويسا، وهو يهودي من أصل مغربي يبلغ من العمر 60 عاما نشأ في الدولة العبرية، غير أنه فضل العودة للعيش في المغرب منذ سنة 2004.
وعند عودته إلى المغرب فضل سويسا الإقامة بالقرية التي غادرها وهو طفل في عمر السابعة إلى إسرائيل وهي قرية تدعى أغوين في جبال الأطلس، غير أنه أراد العيش بالقرب من كنيس يهودي وهو ما جعله ينتقل إلى مدينة مراكش، ليقيم بقرب كنيس الأزمة وسط المدينة الحمراء.
وقال سويسا لليومية لإسرائيلية "لقد ولدت في المغرب وسوف أموت في المغرب"، وأضاف "هنا أشعر حقا أني في المنزل".
وأضاف سويسا في شهادته أنه ظل يشعر دائما أنه مغربي، وقال عندما كنت أشتغل في الجيش الإسرائيلي "كنت أحمل دائما العلم المغربي حتى إن بعضهم اتهمني بالجنون".