افادت وكالة فرانس بريس، اليوم الثلاثاء، ان القضاء الجزائري اصدر حكمه بالسجن ستة اشهر بينها ثلاثة مع النفاذ في حق الداعية السلفي عبد الفتاح زراوي حمداش، الذي طالب باعدام الصحافي والكاتب كامل داود بتهمة "الكفر"، في قرار قضائي غير مسبوق. ووصف اقارب لداود الذي لم يشأ التصريح، ردا على سؤال لذات الوكالة، حكم المحكمة بال "قرار الشجاع". كما حكمت محكمة الجنح في وهران على زواوي بدفع غرامة قدرها 50 الف دينار (450 يورو).
وتقدم داود بشكوى "تهديد بالقتل" ضد زراوي الذي يقود حركة "الصحوة الحرة الإسلامية السلفية" غير المعترف بها رسميا، والذي دعا على صفحته بموقع فيسبوك، السلطات الجزائرية الى الحكم بالاعدام على داود وتنفيذ الحكم فيه علنا.
وجاءت دعوة زراوي هذه بعدما انتقد داود في برنامج تلفزيوني فرنسي علاقة المسلمين بديانتهم. ورأى زراوي الذي يطالب بمنع المشروبات الكحولية ولباس البحر، ان داود يشن "حربا فاجرة ضد الله والرسول ومقدسات المسلمين وأبنائهم وبلادهم"، متهما إياه بالكفر.
واصر الداعية امام محكمة وهران، حيث مثل وحده في الاول من مارس، على اقواله.
ونقل اقارب داود عنه قوله ان قرار المحكمة "يجب ان يرضي جميع المدافعين عن حرية التعبير"، لانه يحدد ما هو مسموح به وما هو ممنوع في النقاش الايديولوجي.
ويرى داود، بحسب اقاربه، ان العقوبة التي فرضت على الداعية السلفي "لا يمكن فرضها في بلدان اسلامية اخرى مثل اليمن او مصر".
وقال المحامي خالد بورايو، الذي دافع عن عدد كبير من الصحافيين منذ 20 عاما، إن الحكم في حق الداعية السلفي "غير مسبوق".
ورحبت النقابة الوطنية للصحافيين بالحكم ورأت فيه "قرارا ممتازا"، على الرغم من انها كانت ترغب بان يكون "اكثر قسوة".
وقال الامين العام للنقابة كامل عمارني، في تصريح للوكالة الفرنسية، ان هذا الحكم ستكون له "قيمة"، اذ انه "سيضع حدا لافلات الدعاة، الذين يحضون على القتل، من العقاب".
واضاف عمارني،"خلال عرض الوقائع، طالبنا بعقوبة مثالية لهذا الارهابي الذي لا يمكن ان نصفه بغير ذلك".
واعتبر بورايو ان "هذه العقوبة تحمي حق التعبير والتفكير، خصوصا ان الكاتب في هذه الحالة هو صحافي ايضا"، مضيفا ان "ما يثير الدهشة هو ان السلطات العامة لم تقم باي رد فعل خلال عرض الوقائع"، عندما "كانت حياة داود في خطر".
وكان فريق الدفاع عن داود طالب باصدار حكم رمزي هو عبارة عن غرامة قدرها دينار جزائري واحد.
ومنح كامل داود في 2015 جائزة غونكور عن اول رواية كتبها "ميرسو، تحقيق مضاد". وقد جذبته الافكار الاسلامية في مرحلة من حياته قبل ان يتخلى عنها. كان يعمل في صحيفة "لوكوتيديان دوران" في وهران، المدينة الكبيرة في غرب الجزائر حيث يقيم.
وفي فبراير، اعلن وقف عمله في الصحافة والتفرغ للكتابة بعدما اتهمته مجموعة من الجامعيين "بتغذية افكار تعزز الخوف من الاسلام".