تتجه ازمة النفط العالمية نحو مزيد من الاستفحال بعد قرار الكونغرس الأمريكي رفع الحظر على صادرات النفط من الولاياتالمتحدة، وهو ما سيؤدي إلى انخفاض اكثر في اسعار المحروقات في السوق الدولية بعد فشل منظمة "اوبك" في حمل اعضائها على تخفيض سقف منتوجاتهم من الذهب الاسود.. وأفادت وكالة "بلومبرغ" أن قادة الكونغرس الأمريكي وافقوا على رفع حظر مفروض منذ عام 1975 على صادرات النفط من الولاياتالمتحدة، وهو ما يعد تحولا غير مسبوق في استراتيجية الطاقة الأمريكية.
ونقلت وكالة "بلومبرغ" الأمريكية عن عضو الكونغرس الجمهوري من ولاية تكساس جو بارتون قوله الأربعاء 16 ديسمبر إن "مثل هذه الخطوة ستجعل الولاياتالمتحدة تقود سياسة الطاقة في العالم".
وما يزال هذا الاتفاق بحاجة إلى المصادقة عليه من قبل مجلس الشيوخ والنواب، والرئيس الأمريكي باراك أوباما.
وعلى مدى الشهرين الماضيين صوت مجلس النواب الأمريكي مرتين حول مشروع القانون الذي قدمه الجمهوريون لرفع الحظر المفروض على تصدير النفط الأمريكي، ولكن في كلتا الحالتين لم يحظ مشروع القانون هذا بتأييد من قبل مجلس الشيوخ. كما أن إدارة الرئيس الأمريكي أوباما تعارض أيضا رفع الحظر المفروض.
وتزايدت الضغوطات على الحكومة الأمريكية في الآونة الأخيرة لرفع حظر التصدير هذا، وذلك بعد زيادة الإنتاج النفطي في الولاياتالمتحدة بفضل تكنولوجيا جديدة في الحفر والتي سمحت بالتنقيب في التربة الصخرية، وهو ما دفع الإنتاج والمخزون الأمريكي إلى مستويات قياسية.
وفي رد فعل على هذا القرار، أكد عبد الله البدري الأمين العام لمنظمة الدول المصدرة للنفط "أوبك" أن أسعار النفط لن تتأثر في حال رفع التصدير عن الخام الأمريكي.
وأوضح البدري، في محاولة للتقليل من هول القرار الامريكي، أن تأثير صادرات الخام الأمريكي على سوق النفط يساوي "صفرا" ، منوها أن ذلك يعود إلى أن الولاياتالمتحدة لا تزال دولة مستوردة، وقال إن الولاياتالمتحدة "قد تصدر الخام الخفيف المستخرج من التربة الصخرية، ولكنها ستظل تستورد الخام الثقيل".