تم مساء أمس في أبيدجان عرض الفيلم الوثائقي "البوليساريو، هوية جبهة" الذي يسلط الضوء على واقع النزاع المصطنع حول الصحراء المغربية، وحول معاناة المغاربة أبناء الصحراء المحتجزين في مخيمات تندوف بالجنوب الجزائري. وتم عرض الفيلم الذي يستعرض أهم مراحل هذا النزاع المفتعل من قبل خصوم الوحدة الترابية للمملكة، بحضور سفير المغرب بكوت ديفوار مصطفى الجباري، وفاعلين جمعويين مغاربة مقيمين بهذا البلد الإفريقي، ورجال فكر وإعلام إيفواريين، وحشد كبير من المهتمين.
وخلال جلسة النقاش التي تلت عرض الفيلم، شدد الحضور على التوضيحات التي قدمها الفيلم حول هذا النزاع الذي طال أمده، وعلى مستواه الفني الرفيع، مبرزين أن هذا العمل كشف عن حقيقة ما يسمى ب(البوليساريو) كحركة انفصالية وككيان وهمي، كما استعرض تاريخ النزاع منذ بداياته وأساسه وخلفيته الإيديولوجية، ومصادر تمويل وممارسات (البوليساريو) غير المشروعة، وعدم توفره على أي شرعية لتمثيل اي سكان أو الدفاع عن أي قضية كيف ما كانت.
وتم التركيز على انعدام أية مصداقية وأية شرعية لمرتزقة (البوليساريو)، من خلال شهادات موثقة وصادقة، وكذا من خلال وقائع ثابتة تظهر بوضوح تورط الانفصاليين في أعمال تهريب السلاح والمخدرات، والاتجار بالبشر، وأيضا في مجال الإرهاب من خلال علاقات مؤكدة مع تنظيم (القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي) .
ويستعرض الفيلم أيضا الأعمال والتجاوزات التي يرتكبها (البوليساريو) في تندوف ومناطق أخرى، مركزا على المسؤولية الثابتة للسلطات الجزائرية على الخصوص في هذا النزاع المصطنع.
ويكتسي الفيلم بعدا إنسانيا من حيث كونه ينبه الرأي العام الوطني والدولي للخروقات الفاضحة لحقوق الإنسان المرتكبة من طرف مرتزقة (البوليساريو) ضد الصحراويين المغاربة المحتزين بالقوة في مخيمات تندوف.
ومنح الفيلم ،من جهة أخرى، الفرصة للصحراويين المغاربة الذين عادوا للوطن الأم لفضح أكاذيب المرتزقة الانفصاليين، وكذا الممارسات التي يلجأ لها أعداء الوحدة الترابية للمغرب، من قبيل ترحيل أطفال إلى أمريكا اللاتينية، وتشتيت شمل عائلات، واحتجاز آخرين في سجون الذل في محاولة لإجهاض تطلعاتهم في العودة للمغرب لكي يمارسوا حرياتهم وحقوقهم وينعموا بحياة مستقرة وكريمة.