أكد الكاتب والناقد الأدبي الفرنسي هنري بونيي، أن صاحب الجلالة الملك محمد السادس ملك عظيم، تجمع شخصيته بين الروحي والحداثي، معربا عن إعجابه وتأثره برؤية جلالته الثاقبة وعنايته بشعبه. وقال هنري بونيي مؤلف كتاب ( شغف مغربي)، في حديث لوكالة المغرب العربي للأنباء، " أكن كل الاحترام والإعجاب لصاحب الجلالة الملك محمد السادس الذي يقود مملكته كما يقود الأب أبناءه"، مبرزا بشكل خاص الدور الذي يضطلع به جلالته كأمير للمؤمنين.
وأكد ان المغرب أضحى، في عهد صاحب الجلالة الملك محمد السادس، بمثابة منارة بنجاحاته، مسجلا أنه يلاحظ في كل مرة يزور فيها المملكة، أن كل شيء يتغير بسرعة مذهلة، ووفقا لزخم مدهش.
ولدى تطرقه الى مؤلفه الاخير "شغف مغربي" قال هنري بونيي، انه اكتشف في المغرب،حضارة وشعبا عظيمي ، مضيفا انه اطلع على كثير من الجوانب بالمملكة سواء على المستوى الروحي أو الثقافي .
وتابع هنري بونيي" المغرب وطني الروحي، أعيش شغفا مغربيا"، مشيرا الى ان اللقاء مع هذا الشعب، وهذا البلد وهذه الملكية شكل بالنسبة لي إلهاما ثقافيا وروحيا.
وقال الكاتب الفرنسي ان الشعب المغربي، مثل الشعب الفرنسي، يتميز بالاستقامة والإخلاص والشجاعة، مضيفا ان الشعبين يجمع بينهما تآلف عميق.
وتابع "في المغرب، أشعر بأنني في بلدي قلبا وروحا"، مبرزا من ناحية أخرى ان الاسلام بالمغرب يتميز بطابع متفرد، ومعتبرا أنه " يختلف عن الاسلام بالبلدان المجاورة، وعلى الرغم من ان الامر يتعلق بدين واحد ، كل شعب يضفي عليه لمسته".
ويؤكد هنري بونيي في الجزء الاول من مؤلفه الذي عنونه ب"المغرب المرئي" انه أجرى تحليلا مجتمعيا لعهد صاحب الجلالة الملك محمد السادس، مشيرا في هذا الصدد الى ان جلالته يولي اهمية خاصة، لتطور المجتمع، وهو ما يفسر ،في نظره، الخصوصية المغربية.
وأضاف ان الشعب المغربي يتميز باحترام الآخر، وان المغاربة محظوظون لتوفرهم على حضارة.
ويتناول هنري بونيي في الجزء الاول من مؤلفه، مسار عهد صاحب الجلالة الملك محمد السادس، منذ توليه عرش المملكة في 1999، مسلطا الضوء على التقدم الكبير الذي تحقق طيلة هذه السنوات الحاسمة من أجل بناء مغرب حديث، خاصة في مجال إصلاح مدونة الاسرة،وحقوق الانسان، وتكريس القيم المرتبطة بالهوية المغربية في الدستور الجديد.
أما في ما يتعلق بالجزء الثاني من المؤلف "المغرب غير المرئي"، أكد الكاتب انه بمثابة "رواية مقدسة"، مشيرا الى انه ذهل إزاء تاريخ الأسرة العلوية سليلة الرسول (صلعم).
ويستكشف الكاتب في مؤلفه تاريخ المغرب بحثا عن أحداث وشخصيات أساسية ساهمت في تشكيل روح وهوية المغاربة، التي ترتكز على مجموعة من القيم التي ظلت حية الى يومنا هذا.
ولدى تطرقه الى الجزء الثالث من المؤلف "المغرب السري"، أكد الكاتب أنه تناول كل الجوانب التي تربطه بهذا البلد، ومنها ذكريات والديه، وخاصة علاقتهما بالماريشال ليوطي.
ويسلط الكاتب في هذا المؤلف الذي صدر في فبراير 2015 عن دار النشر "روشي" الضوء على الروابط بين تاريخ المغرب وحاضره، معربا عن إعجابه بهذه الامة التي ظلت موحدة عبر العصور، ملتفة حول مجموعة من الاسس التي يعكسها شعار "الله، الوطن، الملك".
يذكر أن هنري بونيي المزداد سنة 1932، حاصل على الجائزة الكبرى للنقد من الاكاديمية الفرنسية عن مجموع أعماله التي تضم ازيد من 25 عنوانا. وهو أيضا صحافي وناقد أدبي، وناشر، كما عمل لفائدة مجموعات كبرى مثل مكتبات (هاشيت) و( فلاماريون) و(ألبين ميشيل)، و(منشورات روشي)، كما يعتبر مؤسسا لدار النشر (الكتبية).
و كان هنري بونيي ايضا عضوا في المجلس الاداري لمؤسسة "روح فاس".