ما بزال المغرب تاريخا وجغرافية وثقافة يأخذ بشغاف المثقفين والرحالة الغربيين، وكذلك السياسيين والفنانين والسينمائيين، لما يحتضنه من إمكانيات طبيعية وثقافية واقتصادية، وقابلية كل ذلك للتوظيف السليم. وفي هذا الصدد احتضنت سفارة المغرب بباريس لقاء لتقديم وتوقيع المؤلف الاخير للكاتب الفرنسي هينري بونيي الذي يحمل عنوان "شغف مغربي"، ويسلط من خلاله الضوء على جوانب مختلفة من تاريخ المغرب، فضلا عن مسلسل التنمية الجاري تحت قيادة صاحب الجلالة الملك محمد السادس.
ويبرز هينري بونيي عبر هذا المؤلف الصادر عن دار النشر (روشي) ، والذي قدم في اطار المواعيد الثقافية التي دأبت سفارة المغرب بباريس على تنظيمها كل اربعاء، الروابط بين تاريخ المغرب وحاضره، كما يعرب من خلاله عن اعجابه بهذه الامة التي ظلت موحدة عبر العصور حول مجموعة من المرتكزات التي يعكسها الشعار الوطني (الله، الوطن، الملك).
وأشاد بونيي في تدخل له بالمناسبة بمسلسل التنمية والاصلاحات الذي تشهده المملكة تحت قيادة صاحب الجلالة الملك محمد السادس.
وأبرز المؤلف تفرد المغرب وشعبه المتشبث بالتقاليد كما بالحداثة مشيرا الى أن كتابه يطمح الى تقديم نظرة تتجاوز الواقع لتكون في مستوى تاريخ المغرب.
ويتطرق المؤلف في الجزء الاول من كتابه تحت عنوان "المغرب المرئي" الى عهد صاحب الجلالة الملك محمد السادس منذ اعتلاء جلالته العرش سنة 1999 ، مبرزا التقدم المحقق خلال هذه السنوات الحاسمة من أجل بناء المغرب الحديث، وخاصة في مجال اصلاح مدونة الاسرة، وحقوق الانسان، وتكريس القيم المرتبطة بالهوية المغربية في الدستور الجديد.
ويستكشف في جزء آخر بعنوان ( المغرب غير المرئي) تاريخ المغرب من خلال البحث عن الاحداث والشخصيات الاساسية التي ساهمت في تشكيل الروح والهوية المغربية، المرتكزة على مجموعة من القيم التي ظلت حية الى يومنا الحاضر.
وفي الجزء الاخير الذي يحمل عنوان (سر المغرب) يبوح المؤلف بكل ما يجمعه بالمغرب الذي يعتبره وطنه الثاني، ويكن له شغفا كبيرا.
ويعتبر بونيي صحافيا وناقدا ادبيا، كما عمل لحساب مجموعات كبرى، ومنها مكتبة هاشيت وفلاماريون، والبان ميشيل، ودار النشر روشي، ويعد ايضا مؤسسا لدار النشر الكتبية.
وينضاف هذا العمل الجريء والمليء بالمعلومات والوثائق إلى العديد من المؤلفات التي صدرت بخصوص المغرب، والتي يعتبر أصحابها من الكتاب ذوو المصداقية.