أكد رئيس معهد العالم العربي، جاك لانغ، أن المغرب يعد نموذجا للتسامح والانفتاح وتمازج الثقافات والتقاليد، وذلك على هامش تدشين صاحبة السمو الملكي الأميرة للا مريم والرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند، امس الثلاثاء بمقر المعهد في باريس، لمعرض "المغرب المعاصر". وأعرب لانغ، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، عن سعادته باستقبال صاحبة السمو الملكي الأميرة للا مريم والرئيس فرانسوا هولاند في افتتاح هذه التظاهرة الاستثنائية التي تحتفي بالمغرب، معربا عن ارتياحه للتعاون بين معهد العالم العربي ومتحف اللوفر من أجل أن يخرجا إلى حيز الوجود حدثا ضخما حول المملكة "مغرب الجذور في اللوفر، ومغرب الورود المعاصرة في معهد العالم العربي".
وقال لانغ "إن المغرب يشكل استثناء من خلال دستوره أولا، حيث تسجل هذه الوثيقة وبقوة تعددية موروثه، سواء أكان عربيا إسلاميا، أو أمازيغيا، أو صحراويا حسانيا، ولكن كذلك إفريقيا وأندلسيا وعبريا ومتوسطيا"، مسجلا أنه لا يوجد دستور في العالم ينص على تنوع موروث بلد ما.
وأضاف رئيس معهد العالم العربي أن هذا التنوع سيعبر عن مختلف تجلياته خلال معرض "المغرب المعاصر"، المنظم من 15 أكتوبر الجاري إلى 25 يناير 2015 من طرف معهد العالم العربي بشراكة مع المؤسسة الوطنية للمتاحف، وذلك من خلال إبداعات فنانين تشكيليين وسينمائيين وموسيقيين ،وكذلك عبر ندوات متعددة تتيح لمختلف المفكرين تبادل الآراء والأفكار حول الأوجه المتنوعة للفن والثقافة المغربية.
وأشار إلى أن المغرب يعتبر في الوقت الراهن البلد الأكثر إبداعا من الناحية الفنية على صعيد عموم العالم العربي، معتبرا أن ذلك " ليس محض صدفة، وإنما ثمرة لهذا التاريخ وهذا التسامح المتبادل". كما لاحظ أنه في الوقت الذي تزايد فيه التعصب، فإن المملكة توجه "خطابا كونيا" لباقي البلدان.
وأبرز رئيس معهد العالم العربي أنه "من أجل التصدي للعنف والحروب والمواجهات، فإن المغرب يجسد نموذجا مثاليا في الاحترام والحوار والثراء عبر تنوع الثقافات"، مسجلا أنه إذا كان المغرب في الوقت الراهن بلدا ينبض بالحيوية، فلأنه كان على دراية بكيفية تشجيع هذا التنوع في التأثير.
وأشاد لانغ بهذه المناسبة بالفنان التشكيلي الراحل فريد بلكاهية الذي كان من المقرر أن يشارك في هذا الحدث، مسجلا أن هذا الفنان سيظل" شامخا" بفضل عطائه الفني الكبير.