تخلد منظمة الأممالمتحدة للتربية والعلوم والثقافة (اليونسكو) اليوم الأحد خامس أكتوبر، اليوم العالمي للمعلمين تحت شعار "الاستثمار في المستقبل، الاستثمار في المعلمين"، الذين يقع على عاتقهم ضمان تعليم جيد. وأضافت المنظمة، في وثيقة توجيهية نشرت بالمناسبة، أن المعلمين يشكلون استثمارا لمستقبل البلدان، ولا يمكن التنبؤ بما سيواجهه أطفال اليوم عندما يكبرون، ومن ثم فإن معلمي اليوم والغد يحتاجون إلى المهارات والمعارف والدعم مما يمكنهم من تلبية مختلف الاحتياجات التعليمية لكل فتاة وفتى.
ويؤدي النقص في أعداد المعلمين في بلدان عديدة، حسب المنظمة، الى الإخلال بجودة التعليم بصورة خطيرة، مضيفة أن 1،4 مليون معلم متغيب عن قاعات الدراسة، رغم الحاجة إلى تواجدهم من أجل تحقيق هدف تعميم التعليم الابتدائي بحلول عام 2015.
وبالإضافة إلى التحدي المتمثل في نقص أعداد المعلمين، ثمة تحد آخر يتعلق بالجودة، إذ يعمل المعلمون في كثير من الاحيان في غياب الموارد اللازمة أو التدريب المناسب، مما يؤدي الى تتفاقم حدة المخاطر "لأننا نواجه اليوم أزمة عالمية في مجال التعليم، إذ أن 250 مليون طفل محرومون من المهارات الأساسية المتعلقة بالقراءة والكتابة".
وبما أن البلدان تتقدم بوتيرة متسارعة صوب عام 2015، وأنه تجري صياغة خطة إنمائية جديدة، فمن المهم أن يظل المعلمون يحظون بالأولوية.
وقالت المنظمة أنه على الرغم من إحراز تقدم كبير في إعادة الأطفال إلى المدارس منذ عام 2000، فلا تزال هناك أزمة مستمرة في الوصول وفجوة كبيرة في نوعية التعليم، إذ لا يزال هناك 126 مليون طفل خارج المدرسة الابتدائية والإعدادية، ونحو 250 مليون طفل في سن المدرسة الابتدائية، نصفهم تقريبا في المدرسة،غير قادرين على القراءة أو الكتابة أو القيام بالعمليات الأساسية في مادة الرياضيات، و774 مليون شاب وبالغ غير قادرين على القراءة والكتابة.
وعلى الرغم من الالتزامات التي قطعت على مدى سنوات عديدة، فلا يزال واحد من كل أربعة شباب في البلدان النامية غير قادر على قراءة جملة واحدة. كما لا تزال الفئات الأكثر حرمانا والتي تعانى من أشد أنواع التمييز هي الأكثر عرضة للاستبعاد من التعليم.
وتقدر اليونسكو أنه في إفريقيا، على سبيل المثال، يفتقر نصف المعلمين للتدريب أو يكون تدريبهم محدودا للغاية، مضيفة أنه بدون العدد الكافي من المعلمين المدربين تدريبا جيدا، سيتعذر، كما هو الوضع في العديد من البلدان تحقيق حتى النتائج الأساسية كالقراءة والكتابة والحساب، ناهيك عن المهارات والقيم اللازمة لمستقبل عادل ومستدام.
ودعت المنظمة الحكومات والجهات المانحة الى اعطاء جودة التعليم الأولوية من خلال الاستثمار في المعلمين.
وخلصت الى القول إنه من الضروري أن يقف المجتمع الدولي والحكومات صفا واحدا لدعم المعلمين والتعليم الجيد في جميع أرجاء العالم، ولاسيما في البلدان التي تزداد فيها أعداد الأطفال غير الملتحقين بالمدارس.