دعت المديرة العامة لمنظمة الأممالمتحدة للتربية والعلوم والثقافة (يونيسكو) إيرينا بوكوفا حكومات العالم لاعتماد سبل تمويل وسياسات وأشكال جديدة لمحو الأمية أكثر ابتكارا وتستفيد كليا من التكنولوجيات الجديدة. وقالت بوكوفا، في رسالة وجهتها بمناسبة اليوم العالمي لمحو الأمية (8 شتنبر) الذي يحمل هذه السنة شعار "أشكال القرائية في القرن 21"، إن "محو الأمية أكثر بكثير من مجرد أولوية تعليمية. إنه استثمار في المستقبل بامتياز وأول مرحلة من مراحل اكتساب أشكال القرائية الجديدة في القرن 21. وإننا نصبو إلى تأسيس قرن يعرف فيه كل طفل القراءة ويستعمل هذه الميزة للارتقاء باستقلاليته". وأضافت "إن محو ا?مية حق ومحرك أساسي للتنمية البشرية يفتح أبواب ا?ستق?لية واكتساب المهارات والتعبير الكامل عن الثقافة والمشاركة الكاملة في الحياة الاجتماعية"، مشيرة إلى أن الجهود الدولية لمحو الأمية على مدى عقدين جعلت 84 في المئة من سكان العالم يعرفون القراءة والكتابة مقابل 76 في المئة سنة 1990. واعتبرت بوكوفا أن هذا الانخفاض "غير كاف" لأن ثمة أوجه تفاوت "خطيرة" لا تزال قائمة وراء الأرقام. وأوضحت في هذا الصدد أن النساء يشكلن ثلثي الكبار ا?ميين في العالم البالغ عددهم 774 مليون نسمة وتمثل الفتيات الغالبية العظمى من ا?طفال والمراهقين غير الملتحقين بالمدارس ويستبعد من ا?لتحاق بالمدارس 57 مليون طفل في سن التعليم ا?بتدائي و69 مليون في المستوى الثانوي. وأضافت أن أولئك الذين تسنت لهم فرصة ا?لتحاق بالمدرسة، لا يغادرونها دوما وهم يحسنون القراءة والكتابة، حتى في البلدان المتطورة اقتصاديا، معتبرة ذلك عائقا ? يستهان به أمام إنماء الفرد إنماء كام? وتنمية المجتمعات والتفاهم بين الشعوب. ومما يزيد هذا الوضع خطورة، حسب مديرة اليونيسكو، أن انتشار التكنولوجيات الجديدة ومجتمعات المعرفة الحديثة تجعل من إتقان الكتابة كفاءة ? غنى عنها، مبرزة أن "محو ا?مية هو أول شرط من شروط الحوار والتواصل وا?ندماج في المجتمعات الجديدة المترابطة فيما بينها". وأشارت بوكوفا إلى أن الشباب في حاجة إلى مهارات جديدة لدخول سوق العمل والنجاح فيه وإتقان عدة لغات وإدراك تنوع الثقافات وبناء الذات مدى الحياة، موضحة أن "محو ا?مية هو أيضا السبيل لاكتساب المعارف والمهارات الحياتية والدراية وآداب العيش معا التي ترسي أسس المواطنة الحديثة. وهو في وقتنا الحالي، أكثر من أي وقت مضى، حجر الأساس للسلام والتنمية في القرن ال 21".