أكدت المديرة العامة لمنظمة الأممالمتحدة للتربية والعلوم والثقافة (اليونيسكو) إيرينا بوكوفا أن محو الأمية يعتبر شرطا مسبقا للسلام لأنه ينطوي على منافع وفوائد عدة تتخلل وتتداخل في المجالات الانسانية والثقافية والاجتماعية والسياسية والاقتصادية. وشددت بوكوفا، في رسالة بمناسبة اليوم العالمي لمحو الامية (8 شتنبر)، على ضرورة إدراج القراءة وأنشطة محو الأمية في عمليات بناء السلام من أجل غرس بذور السلام وتعزيز الحوار والمصالحة وتزويد الشباب والكبار بالمهارات اللازمة للحصول على عمل يليق بهم. وأشارت إلى أن اليوم العالمي لمحو الامية يركز هذه السنة تركيزا خاصا على العلاقة الأساسية بين محو الامية والسلام، مضيفة أن الجهل بالقراءة، في مجتمعات اليوم التي تحركها وتحذوها المعرفة، بات مرادفا أكثر من أي وقت مضى للاستبعاد والتهميش. ووفق أحدث البيانات (2009) ، تقول السيدة بوكوفا، يفتقر 793 مليون من الراشدين للمهارات الاساسية للقراءة وأغلبهم من الفتيات والنساء كما أن هناك 67 مليون طفل في سن التعليم الابتدائي غير ملتحقين بالمدارس الابتدائية و72 مليون مراهق في سن المرحلة الدنيا من التعليم الثانوي فاتهم حقهم في التعليم وباتوا معرضين للالتحاق بقوافل الاميين. واستطردت أن هذا الوضع، الذي وصفته بغير المقبول، يكبح الجهود للحد من الفقر والنهوض بالتنمية البشرية وهو أيضا انتهاك لحقوق الانسان والحريات الاساسية وتهديد للسلام والامن. وأكدت أن القراءة عامل محفز ومسرع للتنمية وقوة من أجل السلام لانها تمكن الافراد وتزودهم بالمهارات وتزرع الثقة في نفوسهم، وهي أيضا شرط لابد منه لمشاركة الأفراد بشكل فعال في العملية الديموقراطية وحصولهم على موقع لهم داخل منظمات المجتمع. وتعزز برامج القراءة أيضا، حسب السيدة بوكوفا، التفاهم المشترك عن طريق تمكين الناس من تشاطر الافكار والتعبير عن هويتهم الثقافية وتنوعها والحفاظ على تطويرها. وحثت في الختام الحكومات والمنظمات الدولية والمجتمع المدني والقطاع الخاص على جعل محو الامية سياسة ذات أولوية حتى يتسنى لكل فرد أن ينمي قدراته ويشارك مشاركة فعالة في مجتمعات تنعم بالاستدامة والعدل والسلام.