لم يترك قزم الصحافة الإلكترونية علي أنوزلا الفرصة تمر دون أن يمد أصبعه في عين عبد الإلاه بنكيران، وبانت نبرة عنصرية في كثير من الأسطر التي خطها العميل القادم لتوه من مخيمات العار، بعدما شارك بحماس في مؤتمر البوليساريو الذي فرض مرة أخرى عبد العزيز رئيسا مدى الحياة، وهو يتحدث عن حدث تعيين حكومة بنكيران من قبل الملك، خصوصا حين تحدث عن غياب المرأة، وتهميش الصحراء وكأن القزم أصبح ناطقا باسم الصحراويين ومدافعا عن حقوقهم، وحتى وهو يتحدث عن غياب المرأة بدا واضحا أنه لا يهتم سوى بكجمولة بنت أبي التي لم يتم اختيارها في حكومة بنكيران. ولأن للقزم نوايا خفية، فإنه قدم معطيات مغلوطة حين تحدث عن ثلاث نساء وزيرات في حكومة عباس الفاسي وهن نزهة الصقلي التي كانت تشغل حقيبة وزير الأسرة والتضامن وهي الحقيبة التي آلت إلى بسيمة الحقاوي، وياسمينة بادو التي شغلت منصب وزيرة الصحة وأمينة بنخضرا التي كانت تتولى وزارة الطاقة والمعادن والماء والبيئة، ونسي القزم المهووس بريشه ذكر لطيفة العابدة وزيرة التعليم ولطيفة أخرباش الوزيرة المنتدبة في الخارجية، وقبلهن جميعا نوال المتوكل في الشباب والرياضة وثريا جبران في الثقافة، قبل أن تخرجا معا في التعديل الحكومي لسنة 2009، وكان لابد أن نذكر القزم الذي يسعى إلى الحصول على وظيفة ناطق رسمي باسم المرتزقة، لعل الذكرى تنفع العملاء.
القزم وهو يتحدث عن غياب تمثيلية الصحراء، نسي أن الأمر يتعلق بمغرب واحد وحكومة سياسية، وأن الوزير لا يمثل مسقط رأسه، بل هو وزير سياسي ينفد برنامجا حكوميا لا علاقة له بالمنطقة التي يمثلها، لكن الواضح أن القزم أنوزلا كانت له نوايا عنصرية، وحتى وهو يتحدث عن الوزيرين الصحراويين اللذين كانا مقترحين وهما حمدي ولد الرشيد، أحد أبناء أسرة آل الرشيد في الصحراء، الذي برر أنوزلا القزم إقصائه بنقص الكفاءة، وكجمولة بنت أبي، التي وصفها القزم بالقيادية السابقة في جبهة البوليساريو والمرأة العصامية التي كونت نفسها بنفسها.
والواضح أن ثقافة القزم أنوزلا المتواضعة صورت له أن إقصاء كجمولة كانت خسارة للمغرب وكل ما فعله أنه ربط إقصائها بتصريحاتها التي أدلت بها بعد أحداث "إكديم إزيك"، وحملت فيها السلطات جزء من مسؤولية ما جرى،و وضعتها في مربع المغضوب عليهم من قبل هذه السلطات، مع أن الواقع أكبر من ذلك بكثر خصوصا أن مسألة الإستوزار تدخل فيها كثير من الإعتبارات أهمها معيار الكفاءة، لكن القزم أنوزلا المبهور بما عاشه في قصر الرابوني الذي لا شبه بينه وبين القصر إلا في الإسم عاد من هناك وهو عاقد العزم على تنصيب نفسه ممثلا للبوليساريو في المغرب وناطقا باسمه، على الأقل ليرد قليلا من الجميل للمخابرات الجزائرية التي مكنته ذات زمن من مصدر عيش رغيد لدى العقيد معمر القذافي الذي خلف وراءه كثيرا من اليتامى بينهم القزم أنوزلا.
القضية وما فيها أن أنوزلا يخدم أجندة خارجية لجهات لا تريد أن ينعم المغرب بالإستقرار، وكانت ترغب في تصدير الحرب الأهلية التي عاشت ويلاتها طيلة عشرين سنة إلى المغرب وحين فشلت في مسعاها وظفت من تعتبرهم خدامها الأوفياةء لإثارة مواضيع تنم عن جهل مطبق بخصوصيات الدولة المغربية، التي لا تهتم بالإنتماء الضيق، ولكن بمعيار الكفاءة، إضافة إلى أن الحكومة شأن سياسي يهم التحالف الحكومي الذي يشارك فيه حزب التقدم والاشتراكية الذي تنتمي إليه كجمولة وعضو فريقه النيابي.