"الخيانة" هي الكلمة الوحيدة التي تجوز في حق علي أنوزلا، المتابع بعشرات الشيكات بدون رصيد التي يتهرب اليوم من دفعها، بعد اللقاء الإذاعي الذي أجراه أول أمس الثلاثاء في لقاء مع إذاعة افتراضية تطلق على نفسها شبكة ميزرات الإعلامية الإلكترونية، التي تدعي أنها تبث برامجها من مدينة العيون حاضرة الصحراء المغربية، وهي محطة إذاعية وهمية لا ينصت إليها سوى قادة البوليساريو وتمولها المخابرات الجزائرية من عائدات الغاز. وخلال هذا اللقاء الإعلامي الافتراضي، أطلق أنوزلا العنان لهرطقاته التي لا تؤثر حتى في الأصم والأبكم فأحرى في الرجل العاقل، حيث ادعى أن المغرب بلد ليس ديمقراطيا، وأن مشكل الصحراء المغربية يتطلب حلا ديمقراطيا سريعا يحفظ ماء الوجه للطرفيين، ويعني بهما المغرب وجبهة البوليساريو، وهو الأمر الذي يتجاوب مع تطلعات أسياده وأولياء نعمته الجزائريين الذين ينفون عن أنفسهم علاقتهم بالنزاع، مع أن كل المعطيات والتقارير الدولية تؤكد أن الانفصاليين ليسوا سوى حطب النار التي أشعلتها الجزائر في المنطقة، وحولتها إلى برميل بارود قابل للانفجار. وزاد أنوزلا في مغالطاته وأكاذيبه التي تتناغم مع توجهات أولياء نعمته، حين أكد أن إطالة أمد النزاع في الصحراء المغربية لم يستفد منه سوى النظام المغربي الذي يغطي به مشاكله الداخلية، وقيادة جبهة البوليساريو التي يبقى قرارها في يد غيرها ، لكن أنوزلا الذي تحول بقدرة قادر إلى خبير في الشؤون الصحراوية، وأداة طيعة في يد العسكر الجزائري يحركه كما شاء، لم يقل لنا كيف وصل إلى هذه القناعة العجيبة، كما لم يتحدث عن التطور الكبير الذي عرفته المدن الجنوبية خاصة العيون، مقارنة بالوضع الحيواني الذي يعيشه المحتجون في المخيمات. وحتى يكون منطقيا مع توجهات الجهات التي يعمل لديها عميلا بمقابل، قال أنوزلا إن محاكمة معتقلي أكديم ايزيك لم تكن عادلة متحديا تقارير المنظمات الدولية المختصة آخرها تقرير فرنسي فند كل أطروحات النظام الجزائري المخابراتي وإعلامه المسخر، وتمنى أنوزلا أن تعاد محاكمة المجرمين الذين قتلوا بدم بارد 11 شابا ونكلوا بجثثهم في مشهد مقزز أثار العالم أجمع. وطالب أنوزلا وكأنه يعبر عن نوايا أعداء الوحدة الترابية بتمتيع المعتقلين بمحاكمة عادلة هذه المرة، كما تحدث أنوزلا عن زيارة مفترضة لثلاثة وزراء في الحكومة المغربية إلى باب المحكمة العسكرية في الرباط للإعراب عن تضامنهم مع أسر ضحايا أحداث مخيم "إكديم إزيك"، مع أن لا أحد عاين هذه الزيارة إلا أنوزلا والانفصاليون الذين قال أنوزلا باسمهم، إن الوزراء الذين لم يسمهم أنوزلا كان عليهم مواساة الانفصاليين ودعمهم نفسيا بشكل يدعو فعلا إلى الاستغراب. وخلال هذا الحوار الفريد والغريب علق أنوزلا على زيارته لمخيم اللاجئين الصحراويين أثناء تغطيته لما يسمى مؤتمر بوليساريو، في التراب الجزائري على الحدود مع المغرب، حيث قال أنوزلا إنه لم يعاين شعبا محتجزا وإنما كان شعبا صابرا وصامدا ومتحديا رغم الظروف، لكن أنوزلا الذي ذهب هناك للسياحة على حساب المخابرات الجزائرية وهو ما لم يذكره في حواره، لم يقل لنا ماذا فعل هناك بالضبط، ومن جالس، وما هي الحالة التي وجد عليها المحتجزين الصحراويين الذين وصفهم أنوزلا بالشعب. ومن خلال هذا اللقاء الافتراضي نجح أنوزلا في امتحان الكفاءة الاستخباراتية الذي وضعه فيه الحكام الجزائريون وحقق طفرة نوعية في عدائه لكل ما هو مغربي، مع أنه سيعود من حيث ذهب محملا بما ترغبه نفسه لصرفه في حانات الرباط ومقاهيها وهو يفاخر بخيانته لوطنه.