كانت أولى مفاجئات حكومة عبد الإله بنكيران، هي تراجع تمثيلية المرأة داخلها، حيث لم تتعدى تمثيلية المرأة سوى امرأة واحدة هي الوزيرة نسيمة الحقاوي، امرأة الحزب المحظوظة، التي ظلت دائما تترأس لوائحه الوطنية في الانتخابات التي عرفها المغرب منذ الاعتراف بحزبها، مما خولها ضمان مقعدها داخل البرلمان لمدة 14 سنة، حتى انتقالها يوم الثلاثاء 3 يناير بصفة رسمية إلى الحكومة مما سيسقط عنها عضوية مجلس البرلمان. وقد تولت نسيمة حقيبة وزارة التضامن والمرأة والأسرة والتنمية الاجتماعية. وفي الحكومة السابقة كانت توجد ثلاث نساء وزيرات هن نزهة الصقلي التي كانت تشغل نفس الحقيبة التي خلفتها فيها حقاوي، وياسمينة بادو التي شغلت منصب وزارة الصحة، و أمينة بنخضرا، التي كانت تتولى وزارة الطاقة والمعادن والماء والبيئة. ولا يحمل تراجع تمثيل المرأة في حكومة يرأسها الإسلاميون أي مؤشر سلبي عن موقف هؤلاء من المرأة، بدليل أن المرأة الوحيدة الممثلة داخل الحكومة تنتمي إلى الحزب الإسلامي الحاكم. وبالتالي فالعتب في تراجع تمثيل المرأة يعود للأحزاب الأخرى داخل التحالف الحكومي وإلى القصر الملكي الممثل داخل نفس الحكومة بخمس وزارات للسيادة. من جهة أخرى غاب أي تمثيل لوزراء من الصحراء في أول حكومة للإسلاميين في المغرب، وكانت وسائل إعلام مغربية قد تداولت في الفترة الأخيرة وجود مرشحين متحدرين من الصحراء لتولي حقائب وزارية. وأثير اسم حمدي ولد الرشيد، أحد أبناء أسرة آل الرشيد في الصحراء، ويبدو أن عامل نقص الكفاءة كان وراء إقصائه. كما طرح اسم كجمولة بنت أبي، القيادية السابقة في جبهة البوليساريو، والمرأة العصامية التي كونت نفسها بنفسها، لكن أنباء راجت قبل تنصيب الحكومة تحدثت عن وضع "فيتو" ضد توليها منصبا داخل الحكومة. ورغم أنه لاتعرف الجهة التي رفعت "فيتو كجمولة"، إلا أن تصريحاتها التي أدلت بها بعد أحداث "إكديم إزيك"، وحملت فيها السلطات جزء من مسؤولية ما جرى، وضعتها في مربع المغضوب عليهم من قبل هذه السلطات. وعلى أي، فليست هذه هي أول مرة يغيب فيها منحدرون من الصحراء من عضوية الحكومة، فآخر وزير من أصول صحراوية، هو احمد لخريف، الذي كان يتولى منصبا وزاريا ثانويا في وزارة الخارجية في حكومة عباس الفاسي، إلى أن تمت إقالته بصفة مهينة بعد سنة من شغله لمنصبه بدعوى أنه يحمل جنسية مزدوجة، هي الجنسية الاسبانية، فيما يوجد اليوم على رأس مجلس النواب المغربي شخص مزدوج الجنسية هو كريم غلاب، الذي يحمل الجنسيتين المغربية والإيطالية التي يشتركها مع زوجته. وخلال عهد الملك محمد السادس، لم يتولى أي شخص ينحدر من الصحراء منصب وزير باستثناء محمد الشيخ بيد الله، الذي تولى منصب وزارة الصحة في عهد حكومة إدريس جطو، لكن بيد الله كما صرح بذلك في جريدة "لومتان" الرسمية فهو يعتبر نفسه "متحلل من صحراويته". --- تعليق الصور: نسيمة حقاوي وكجمولة بنت أبي