بغض النظر عن شكل الحكومة وطبيعتها والموقف منها فهي تبقى حكومة سياسية مع وجود وزراء تقنوقراط لفائدة التجربة الحكومية، وهي حكومة أحزاب التحالف الحكومي، ولم تحتكم آلية تشكيل الحكومة للاعتبارات الجهوية والفئوية، إلا أن بعض المتخوضين في الماء العكر يريدون أن يجعلوا من الحبة قبة ومن غياب شخص من الأشخاص عن الحكومة إقصاء لجميع بني جلدته أو قبيلته، وهذا خلط غريب لأن العديد من المرشحين للاستوزار لم يحققوا أمانيهم فهل يعتبر إقصاؤهم إقصاء لمن يمثلون؟ فزعيم الاتحاد العام للشغالين بالمغرب حميد شباط، كان يقترح وزيرين في حكومة بنكيران لم يفلح واحد منهما فهل يعتبر ذلك إقصاء للمركزية النقابية التي تمثل آلاف العمال والموظفين والشأن نفسه يقال بالنسبة لمحمد يتيم، الكاتب العام للاتحاد الوطني للشغل، هل يعتبر عدم استوزاره إقصاء لمركزية نقابية من المركزيات ذات التمثيلية؟ فعلي أنوزلا، مدير موقع لكم، وبعد أن عاد من مخيمات تندوف مبتهجا ومارس الدعاية غير المجانية لجبهة البوليساريو يطرح اليوم عدم استوزار كجمولة بنت بي، القيادية السابقة في الجبهة والعائدة عن قناعة للمغرب والقيادية الحالية في التقدم والاشتراكية، على أنه إقصاء للصحراء، وهذا كذب وبهتان لأن ميلاد الحكومة يخضع لآليات تفاوض حزبية ثم بين رئيس الحكومة والقصر، وتحكمت اعتبارات كثيرة في استوزار العديد من الأشخاص. وبرر أنوزلا غياب كجمولة عن الحكومة، بأنه نتيجة تصريحاتها حول مخيم كديم إزيك ناسيا أن تشكيل الحكومة لا تتحكم فيه تصريحات في لحظة من اللحظات، وإلا لكان مصطفى الرميد خارج الوزارة حاليا فهو قد قال مواقف أكثر من مواقف كجمولة بخصوص الموضوع نفسه بالإضافة إلى تصريحاته النارية حول ملفات السلفية الجهادية، فالقضية سياسية ولا علاقة لها بالجهوية ولا بتصريحات فلان أو علان. ونسي أنوزلا أن الحكومة هي تمثيلية سياسية، وحتى بمنطق القبيلة فكل القبائل الصحراوية ممثلة في البرلمان وممثلة أساسا في أحزاب التحالف الحكومي.