يسعفنا التاريخ في معرفة الوطنيين من الانتهازيين، وليس العيب أن يكون المرء معارضا للنظام ولكن العيب أن يكون خائنا وانتهازيا، وفي تاريخنا المعاصر خرج عبد الرحيم بوعبيد من السجن ومن الإقامة الإجبارية في ميسور بعد أن عارض موقف الملك الراحل الحسن الثاني حول قبول الاستفتاء. خرج من السجن ليجوب العالم مدافعا عن الصحراء المغربية وعن وحدة التراب الوطني حتى وهو يختلف عن أسلوب تدبير الملف، والتقى كل الاشتراكيين في العالم، وكان أول بلد يزوره هو فرنسا حيث كان الاشتراكي فرنسوا متيران رئيسا للبلاد. مناسبة هذا الكلام هو الحركات المريبة التي يقوم بها حسين مجدوبي، مدير موقع لكم أو وكالة أنباء ثورة الكمون لمولاي هشام، فلو كان مجدوبي معارضا حقيقيا وليس انتهازيا لقام للرد على بعض وسائل الإعلام الأجنبية التي تسيء للمغرب.
لنفترض أن ما كتبته صحيحا، وهو ليس كذلك فهل هذا شغلها كما يقول المغاربة؟ فالقضية داخلية وهي تهم المغاربة، وهي صحف لا تستطيع معارضة استراتيجيات بلادها التي تدمر بلدان العالم العربي والإسلامي. لو كان مجدوبي معارضا حقيقيا لاحتفظ بوجهة نظره الخاصة وطرح أسلوبه في التغيير، لكن هو يبحث بالإبرة عن أي كلمة تنشر في الغرب حتى لو كانت مؤدى عنها بالواضح، ليعيد نشرها، كي يبعث رسالة إلى مشغله ليقول له انظر ماذا فعلت بهم. لم تفعل شيئا يا مجدوبي وإنما أنت تسيء لنفسك قبل وطنك، وتظهر عن سوئتك الانتهازية مستعدا لبيع كل شيء مقابل المال وليس شيئا آخر غيره. كتب مجدوبي منتشيا مقالا تحت عنوان "ارتفاع انتقاد المغرب في الصحافة الأنجلوسكسونية"، هذه الصحافة اعتمدت فقط على ما يكتبه مجدوبي وأقرانه، وبالتالي إعادة الحديث من جديد عن الموضوع، هو من باب بضاعتنا ردت إلينا. تم إن هناك العديد من وسائل الإعلام الأنجلوسكسونية وغيرها التي تشيد بالتطور الحقوقي للمغرب بل تعتبره نموذجا في المنطقة، خصوصا فيما يتعلق بالعدالة الانتقالية وبمحاربة التعذيب، وقد شهد بذلك شاهد من أهلها أي المقرر الأممي الخاص بالتعذيب والذي نفى أن يكون التعذيب سياسة ممنهجة. أما قضية الاحتجاجات اليومية فهي عنوان ديمقراطية المغرب الذي لا يمنع التظاهرات والمظاهرات والوقفات الاحتجاجية إذا لم تكن متجاوزة للقانون ولحقوق الغير.