أكد الأكاديمي الأرجنتيني، أدالبرتو كارلوس أغوزينو، أن صاحب الجلالة الملك محمد السادس أبان عن موقف "حازم" بتوجيه تنبيه "واضح" إلى الأممالمتحدة وإبلاغها رفضه لأي تغيير لإطار وآليات انخراطها في ملف الصحراء. وقال الباحث الأرجنتيني، في مقال حول آخر تطورات قضية الصحراء، بثته وكالة الأنباء الأرجنتينية المستقلة، "طوطال نيوز"، أمس الأحد، أنه من خلال الاتصال الهاتفي الذي أجراه مع الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، في 12 أبريل الجاري، "وجه العاهل المغربي الملك محمد السادس رسائل واضحة تؤكد أنه لن يقبل أي تغيير لإطار وآليات انخراط الأممالمتحدة في هذا الموضوع ".
وأوضح الأكاديمي الأرجنتيني أن جلالة الملك حذر، خلال هذا الاتصال، الذي جرى غداة تقديم بان كي مون لتقريره حول هذه القضية، من "أن أي ابتعاد عن هذا النهج سيكون بمثابة إجهاز على المسلسل الجاري ويتضمن مخاطر بالنسبة لمجمل انخراط الأممالمتحدة في هذا الملف"، مضيفا أن جلالته أكد في الوقت ذاته على ضرورة "تجنب المقاربات المنحازة والخيارات المحفوفة بالمخاطر".
وبعد أن ذكر بالزيارة التي قام بها جلالة الملك إلى مدينة الداخلة حيث خصص لجلالته استقبال حار من طرف سكان المنطقة، أكد الأكاديمي الأرجنتيني أنه يتعين على الأممالمتحدة، في وقت لا زال فيه جمر "الربيع العربي" لم يخمد بعد في عدد من بلدان المنطقة، وتحولت فيه منطقة الساحل إلى "فضاء كبير لغياب القانون" يسود فيه الإرهاب والجريمة المنظمة وتهريب المخدرات والانفصاليون الطوارق، أن تدرك بأنه "من الملح التركيز على إيجاد حل نهائي لنزاع الصحراء من أجل تفادي تفاقم التوتر في منطقة شمال إفريقيا".
وأكد الأستاذ أغوزينو، الذي صدر له سنة 2013 مؤلف بالاسبانية تحت عنوان "جيوبوليتيكا ديل ساهرا ساهل"(جيوسياسة منطقة الصحراء والساحل)، أن قبول الأممالمتحدة الإشراف على حقوق الإنسان في الصحراء يعد انحيازا ل"استراتيجية الانفصال التي يتبناها أولئك الذين لا يريدون إيجاد حل لهذا النزاع نظرا لاستفادتهم من بقاء الوضع على ما هو عليه".
وأضاف أن "البوليساريو" يستغل ورقة حقوق الإنسان في الأقاليم الجنوبية من المملكة ك"وسيلة للدعاية" لأطروحاته الانفصالية، موضحا أن محاولات "البوليساريو" وبعض المنظمات الأوروبية غير الحكومية، المعروفة بانحيازها لأطروحات الانفصال، تعديل مهمة المينورسو لتشمل الإشراف على حقوق الإنسان في الأقاليم الجنوبية من المملكة تروم استغلال حقوق الإنسان لأغراض سياسية من أجل التدخل في الشؤون الداخلية للمملكة.
وأبرز أن المغرب أعرب دوما عن استعداده لفتح مفاوضات مع الأطراف الأخرى من أجل إيجاد حل سياسي لقضية الصحراء على أساس مخطط الحكم الذاتي الذي اقترحه سنة 2007، مذكرا بالدور الذي لعبته الجزائر في تأسيس "البوليساريو" خدمة لمصالحها الجيو استراتيجية في المنطقة وخاصة من أجل الحصول على منفذ على المحيط الأطلسي بالنسبة لصادراتها من المواد الطاقية.