مرة قال أنس الحلوي، نائب المنسق الوطني للجنة المشتركة للدفاع عن المعتقلين الإسلاميين، إن اعتقال عناصر الخلايا الإرهابية، التي تضم بعض المسؤولين في اللجنة المذكورة، قضية مفبركة قصد ضرب الجهود التي يبذلها من أجل إطلاق سراح معتقلي "السلفية الجهادية". لكن تبين أن هذا الكلام كان المراد منه خلط الأوراق. لقد تبين أن عناصر "السلفية الجهادية" ليسوا مجرد دعاة وأصحاب رأي ولكنهم تربوا على القتل. فالرجل الثاني في اللجنة المذكورة دخل سوريا منذ 16 من دجنبر الجاري للانضمام إلى صفوف الجماعات المقاتلة.
وسبق لأنس الحلوي ان نشر على صفحته يوم الأول من الشهر الجاري شريط فيديو تحت عنوان "النصيرية تاريخ يقطر دما وخيانة"، والنصيرية هي الطائفة التي ينتمي إليها بشار الأسد، والشريط كله تحريض ضد من يسميهم الروافض والنصيرية ويدعو إلى الجهاد في سوريا، مما يبين أن الرجل كان يعد العدة للالتحاق ب"شام الإسلام" وهو تنظيم إرهابي أسسه إبراهيم بنشقرون ، أحد معتقلي سجن "غوانتامو" ومعتقل سابق في المغرب وخرج من السجن بالعفو وضمانة من مصطفى الرميد.
والتحاق أنس الحلوي بسوريا للقتال هناك يخفي عناوين كبرى، لا يمكن بأي حال من الأحوال سترها، فأول العناوين هو أن هؤلاء هم النموذج الذين قال عنهم بنكيران ذات يوم ينبغي إطلاق سراح هؤلاء الإخوة ليعلمونا الدين والعقيدة، أما العنوان الثاني فهو أن المراجعات والتوبة ما هي إلا أساطير وخرافات تخفي خلفها الرغبة في العودة للعنف متى سنحت الفرصة، أما العنوان الثالث فهو موقف أولئك الذين يطالبون بحل ملف "السلفية الجهادية" وإطلاق سراح ما تبقى منهم في السجون، والعنوان الرابع هو ما موقف العدالة والتنمية وخصوصا عبد العالي حامي الدين ممن سيعودون بعد نهاية الحرب في سوريا؟.
يوجد من بين المغاربة الذين ذهبوا للقتال في سوريا على الأقل مائة واحد ممن خرجوا من السجون بما يعني أن الذين خرجوا لم يتوبوا ولم يقوموا بالمراجعات، بل إن مؤسس "شام الإسلام" كان من نشطاء "اللجنة المشتركة للدفاع عن المعتقلين الإسلاميين" وكان في حوار دائم مع مصطفى الرميد، وزير العدل والحريات، والعديد ممن هم اليوم يحملون السلاح كانوا من نشطاء هذه اللجنة.
بعد انتهاء الحرب في سوريا وهي منتهية لا محالة وهناك مؤشرات على انتهاء الحرب وبعدها من تبقى أو من نجا من السحق سيعودون إلى بلدانهم ومن بينها المغرب، وهناك العشرات من عناصر "السلفية الجهادية" اليوم يقاتلون في سوريا، ومنهم أمراء ولن يقبلوا أثناء عودتهم بالوضع الطبيعي ولن يندمجوا في المجتمع، وبالتالي فإن عودة هؤلاء المقاتلين إلى المغرب سيشكل خطورة على المجتمع ويبقى معرفة موقع عبد العالي حامي الدين، الذي يخوض معركة إطلاق سراحهم، مهما جدا.
فهل حامي الدين لا يعرف مثل هذه المعلومات؟ أم أن الحزب منخرط بقوة في تلك الحرب دون أن يعرف أبعادها الخطيرة خصوصا مع انتهائها؟