واهم وأحمق و"مجنون كمان" من يظن أن تطبيعا حقيقيا بين النظام الجزئري والمغرب قد يرى النور في الأمد المنظور على الأقل. مناسبة هذا الحديث، أن الإعلام الجزائري العسكري أصر مرة أخرى على حشر أنفه الذي لا يشم غير رائحة البترودولار "مدرحة" بالحقد على الجار المغربي الذي بدل المال والنفس لدعم الأشقاء ايام المقاومة المسلحة ضد الغزاة الفرنسيين.نعم حشرت "الخبر غير اليقين" أنفها عميقا في الشأن المغربي بمناسبة حدث وطني هو عيد العرش وما يرافقه من طقوس موروثة. فبعد أن أسقط في أيدي القوم ويئسوا تماما من إثارة النعرات بعد "ضربة المعلم" التي قام بها الملك محمد السادس لطي صفحة العفو عن السفاح "دانييل"، وجد الإعلام العسكري الجزائري ضالته المتوهمة في احتفالات عيد العرش، ليصفي حسابات كانوا فيها دوما خاسرين.
وقبل التأمل، لا بل قل الموت ضحكا من هذا الإفك القادم من الشرق، أريد بصدق أن أعبر عن صدمتي كصحافي من هذا المستوى المهني الذي يجعل الصحيفة الأولى توزيعا بالجزائر تعتمد في أخبارها على "الفيسبوك".وهو مستوى لا أرضاه ولم اره حتى في عشرات المحررين الذين دربتهم.
أما الإفك الذي لا يقل عن الذي قبله فداحة فيكمن في كون "الأشقاء" (من الشقيقة طبعا) غيورين على كرامة المغاربة من طقوس آلمت "الأشقاء"حتى أصيبوا بالاكتئاب الحاد.ومن يسمع أو يقرأ مقال "الخبر" مترجما إلى الكورية أو الصينية أو السريلانكية سيظن أن الشعب الجزائري أصيب بتخمة الكرامة الإنسانية ويريد تصدريها في اتجاه الغرب.نعرف تماما مقدار ما يساويه الفرد عندكم، فهو للأسف ومن القلب نقولها لا يساوي شيئا ابدا، والدليل أن الإرهاب العسكري قتل نصف مليون جزائري ودفنهم دون ان يصلى عليهم، وجلس فوق العظام، مثل بطل مسلسل الكواسر، ينشد السماء.
وبأسلوب مفضوح ربط المحرر بين قضية مغتصب الأطفال وحفل الولاء بشكل متكلف ينم عن رغبة مرضية دفينة تجاه المغرب وملوكه وأرضه وتاريخه.إنهم، ايها السادة، يريدون لنا أن نكون مواطنين لا رعايا، ويفهمون بالضبط فيم يفكر ملكنا وما يشغل محيطه، لا بل اكثر من هذا يستطيعون استيهاما معرفة درجة اهتزاز أركان القصر الملكي. ولكي نزيدكم من هذه القصيدة التكسبية بيتا، فإن العسكر الجزائري أصبح ديموقراطيا جدا بحيث أصيب بالغيرة علينا من نظامنا الذي يكرس الطبقية وفقا ل"المواقع المستقلة" وطبقا ل"المراقبينن": نعم هي مواقع مستقلة عن اي حس وطني وعن أي هم لكي يبقى هذا الصرح المسمى مغربا شامخا متميزا يصلح ما فسد منه ويواصل الطريق.أما المراقبون فما اكثر من يوظف هذه العبارة الاستهلاكية فقط لكي يغطي على "اللامصادر واللامراقبون"، سوى ما تمليه النفس الأمارة بالسوء.
أما ثالثة الأتافي فهي حزن "الخبر" على العفو عن تجار مخدرات كما زعمت، والله إنها لوقاحة لم ار لها نظيرا، ألستم أنتم من تشحنون تجاه بلادنا أطنان القرقوبي بالليل والنهار؟ بغية تدمير أهم طاقة يتوفر عليها اي شعب ألا وهي أبناؤه، مستقبله. وبهذا تغيرون على كرامتنا المفترى عنها، وفي الوقت نفسه لا ترون اي ذنب في قتل أبنائنا. على من تلعبون كذبة أنتم أول من يعرف أنها فرية عظمى.
الجزائريون يحبون دوما الرجوع إلى التاريخ، وعي هواية تكاد تكون رياضة وطنية في بلاد الرائع "ماجر" والموطن الأصلي للجميل "زيزو"، يرجعون للتاريخ للحديث عن ثورة المليون شهيد،لكن ما رأيكم لو عدنا معا لوثيقة تاريخية أيضا بالصوت والصورة تؤرخ للمرحوم فرحات عباس الذي زار المغرب على رأس وفد للحكومة المؤقتة حيث انحنى بتسعين درجة أمام المرحوم محمدا الخامس، إجلالا وحبا فيه.ما رأيكم في هذا التصرف من رجل كبير؟ أليس يشبه تحية المغاربة لمحمد السادس اليوم؟ لكن شتان بين سليل المقاومة الحقيقية وسليلي "الفرانسيس" من الطغمة العسكرية الظالمة.
يؤلمني حقا ما سارت إليه الأمور لدى الأشقاء بالجزائر، ما أصبح عليه الإنسان في بلاد النفط من قهر ومسخ وأنسحاق يدمي القلوب.إنهم يستكثرون علينا أن يكون لنا ملك نبايعه وتتوحد حوله البلاد، وإن أختلفنا معه نقولها فيستجيب، أو نظلم أنفسنا أو غيرنا فنسجن لكنه يعفو،نعارض الملكية فيكون الخصام فيمر الوقت ويأتي الصلح والصفح والنقد الذاتي من الطرفين ويصبح المحكوم عليهم بالإعدام رؤساء لحكومات مثل عبد الرحمان اليوسفي، بينما يعود رموز الحركة الوطنية عندكم مثل الراحل بوضياف فيقتلون أمام الكاميرات.ماذا سنقارن بالله عليكم؟
إن عقدة النظام الجزائري تجاهنا تنحصر اساسا في ركائز الوحدة والتعدد الثقافي المنصهر في بوثقة "تمغربيت"، لدينا تراث موسيقى لمجموعة ناس الغيوان مثلا يرقص عليه الصحراوي والجبلي والأمازيغي وسكان الغرب والشرق.إنها وحدة الذوق و الحال، وكذلك قرر المغاربة ألا بديل عن الملكية، من أجل الحاضر والمآل.لقد صارت الملكية تتطور في عهد محمد السادس بشكل عجزت كثير من التنظيمات السياسية عن مسايرته، ولعل هذا بالذات ما يزيد من حنق الجار الشرقي. وهم يعرفون أكثر من غيرهم أن امتداد الملكية بالمغرب زمنيا أقدم من تاريخ وجود كيان اسمه الجزائر. لقد مكث العثمانيون عندكم دهرا ثم أتى الإفرنجة واستعمروكم قرنا و "زمارة" ثم استعمركم العساكر أحفاد الفرنسيين ممن شربوا حليب ثدي "ماما فرنسا" وهكذا والشكوى لله بقيتم من استعمار إلى استحمار فاستحمار واستبغال ثم ركوب واستحكام في الرقاب. أقولها وقلبي يدمي على مآل من كان ينبغي أن يكونوا لما السند والجار الطيب.
لقد نزعت هويتكم انتزاعا، وليث المقام كان يسمح بمزيد من التفصيل هنا، فلا أنتم فرنسيون ولا امازيغ ولا أنتم عرب أصلاء، هذا كله بفعل نظامكم الذي تأخر الربيع الماحق ليكنسه من على وجه شمال أفريقيا..تأخر أكثر من اللزوم.
أية لعبة خاسرة تريد "الخبر غير اليقين" أن تلعبها تجاه المغرب؟ لكن "الحدبة في ظهر الجمل ولهاته تلهيه" ماذا لو اهتم محررو هذه الجريدة بتحقيقات حول الوضعية الداخلية لكان أفيد لها ولقرائها، وهاكم بعض الاقتراحات لاجتماع التحرير ليوم غد او بعده:
المقترح الأول: فنادق خمس نجوم الدوش فيها بالتوقيت، ما السبب؟ مقارنة ضرورية مع فنادق نجمة واحدة بالمغرب
المقترح الثاني: الماء يقطع عن الاحياء والناس تموت عطشا، اين الحكومة؟
المقترح الثالث: لماذا صار الجزائريون يعتبرون الدلاح اشاعة، والموز كذبة،والإجاص فتنة، وعصير لافوكا مؤامرة، وأكل اللحم خروجا عن الدين؟
المقترح الرابع: تحقيق ميداني من مدينتي الداخلة والعيون يقارن بين مستوى معيشة السكان بهما وبين أهالي بشار وتلمسان.
المقترح الخامس: ما حكم الشرع الديني والديموقراطي في نازلة بلاد مات فيها الرئيس سريريا، والقوم ولا كأن شيئا حصل؟
من سيقرأ هذا المقال من محرري "الخبر" سيعرفون أن كاتب هذا المقال الرد محترف كتابة سقطت كثير من اسنانه فيها ومن أجلها،باسم هذا الإحساس المهني المفترض أقول لكم عار هذه الحرب التي تلوثون بها اقلامكم نيابة عن عسكر مجرم دموي.
في النهاية يسعدني أن أوجه رسالة مفتوحة للصحافي الذي كتب تلك المقالة كي يزورني بالمغرب، ومرحبا به ضيفا يقيم ما شاء من الزمن وكل مصاريف إقامته على حسابي، واؤكد لك أن لا أمن ولا مخابرات ستعترضك في المطار ولا مضايقات ستفسد عليك سفرك ولا اي شيء مما يتعرض إليه الصحافيون الذين يحلون عليكم ضيوفا.
فقط أريد أن أراهنك على أمر:ستغير رأيك في مغرب تكتب عنه من بعيد.تعال وعش وانظر وعاشر المغاربة، تجول وسافر وقارن، ثم اكتب بعدها من محبرة الضمير بلا رقابة ذاتية أو ما ون ل كشاكل.ساعتها يكل مقام مقال.