قام رجال الدرك التابعين لسرية تنغير بإغلاق الفندق السياحي "قصر قيصر" بقلعة مگونة، وذلك تنفيذا لتعليمات الوكيل العام للملك لدى محكمة الاستئناف بورزازات. كما تم إلقاء القبض على ثلاثة أشخاص يعملون بهذا الفندق، ثبت تسترهم على المدعو "أ- ب"، المتهم الرئيسي في قتل الدركي أشرف مروان سنة 2009 بمدينة تنغير، والفار من العدالة لمدة تزيد عن أربع سنوات، والذي كان موضوع مذكرة بحث من طرف المصالح الأمنية.
وتشير المعلومات المتوفرة بخصوص هذه القضية إلى أن مدير الفندق المذكور، والذي كان يسهر ويشرف شخصيا على تنظيم ليال حمراء بهذا المرفق السياحي، تحضرها عشرات الباغيات، كان يحضر جلساتها إلى جانب المتهم الرئيسي الفار من العدالة "أ- ب "، الذي يتكفل بالإنفاق حيث تكلفه كل ليلة من هذه الليالي ما يزيد عن ( 10.000 درهم ) ، وهي مبالغ مالية مصدرها مبيعات كميات الفضة المسروقة من منجم إميضر بتنغير.
وقد استمر المتهم في نشاطه هذا رفقة مدير الفندق لمدة تزيد عن سنتين، وبالضبط منذ رحيل ومغادرة "أ - ب " لمدينة تنغير سنة 2011 .
كما عمد الهارب من العدالة إلى تطبيق حمية خاصة في التغذية ساهمت في إضعاف بنية جسمه، وأيضا حلق شعر رأسه وشاربه في محاولة لتغيير ملامحه المعلومة كلية بهدف التخفي و ضمان الأمن والأمان أثناء تواجده بقلعة مگونة، ولإبعاد أنظار الباحثين عنه وبخاصة من طرف رجال القوات العمومية الساعين إلى إلقاء القبض عليه إثر صدور مذكرة بحث وطنية في حقه بهذا الشأن .
كما عمل المتهم "أ- ب " على اقتناء منزل بموقع متميز بدوار أيت يحيا يوجد فوق جبل بقلعة مگونة، بحيث يطل على كل المنافذ المؤدية إلى هذا الدوار، وذلك تحسبا لأي طارئ قد يشكل خطرا على بقائه حرا طليقا.
ولعل هذا الوضع هو الذي طمأن مدير الفندق على التستر عليه وعدم إبلاغ الجهات المعنية بمكان تواجده ، إلا أن الاقدار الإلهية شاءت أن تفضح كل الحقائق، حيث تم اعتقال المدير أخيرا من طرف رجال الدرك الملكي وتقديمه للعدالة لكي تقول فيه كلمتها.
إلى ذلك اعتقلت مصالح الدرك أيضا الشخص المكلف بمهمة الاستقبال بنفس الفندق، لأنه لم يكن يدوّن اسم هذا الفار من العدالة بالسجل الخاص بالزبناء رواد الفندق، حيث تبيّن أن ذلك الأمر كان مقصودا وبغاية التستر عليه بتعليمات من مديره.
كما ان نفس المصير كان نصيب المشرف الرئيسي المكلف بحانة ( بار ) الفندق، الذي تستر بدوره عن هذا المتهم ولم يقم بالتبليغ عنه أثناء تردده على هذه الحانة لقضاء لياليه الماجنة حيث تم، بسبب ذلك، اعتقاله هو الآخر ليلة الجمعة 17 مايو 2013 ، أي نفس ليلة اعتقال "أحمد. ب" وثلاثة عناصر من العصابة الإجرامية التي يرأسها وبحوزتهم كمية 680 غرام من الفضة المسروقة وثلاث سيارات تستعملها العصابة في عمليات سرقة وتهريب فضة منجم إميضر.
كما شمل الاعتقال أيضا عشيقة رئيس هذه العصابة، التي تنحدر من مدينة خنيفرة، التي كانت تعيش بين أحضان إحدى أكبر عصابات تهريب مادة الفضة من إميضر، الذي يصنف من أكبر المناجم العشر في العالم التي تستخرج هذا المعدن النفيس .