قال الجيوفزيائي التونسي والخبير الدولي في شؤون الطاقة عماد درويش، إن المملكة المغربية استثمرت في مجال الطاقة عن قناعة وبرؤية مستقبلية استشرافية. وأضاف الخبير التونسي خلال مؤتمر افتراضي نظمه المعهد الدولي للسلام للشرق الأوسط وشمال في إفريقيا الذي يتخذ من المنامة مقرا إقليميا له، أن " المغرب لم ينتظر ثروة من النفط والغاز هبة من السماء، بل استثمر باكرا في قطاع الطاقات المتجددة، عن قناعة وخصوصا من خلال رؤية استشرافية". وبفضل هذه الرؤية، يؤكد الخبير الدولي التونسي، يتصدر المغرب اليوم قائمة موسوعة غينيس لأكبر حقل شمسي للطاقة الشمسية المركزة في العالم. وأبرز أن الطاقة المتجددة تمثل اليوم 37 بالمائة من مزيج الكهرباء في المملكة الشريفية ، ليسير بذلك المغرب على خطى الدول الأوروبية الرائدة في مجال الطاقات المتجددة. وذكر السيد عماد درويش، بأنه إلى جانب الشمس ، استثمر المغرب أيضا في مجال الطاقة الريحية، وهو استثمار لم تتأخر ثماره أيضا من خلال إطلاق أول مشروع لإنتاج الهيدروجين الأخضر في إفريقيا توج بإبرام عقد مع شركات متعددة الجنسيات لتصدير الأمونيا الخضراء إلى أوروبا. من جانبه أشاد مدير المعهد الدولي للسلام للشرق الأوسط وشمال إفريقيا نجيب الفريجي، بالإنجازات المحرزة في المغرب على مختلف المستويات، الاقتصادية والاجتماعية والسياسية. وقال الفريجي، إن استراتيجية المغرب الاستباقية في مجال تنويع مصادر الطاقة البديلة، أكسبته مناعة من تبعات أزمة الطاقة التي يشهدها العالم بسبب الأزمة الروسية الاوكرانية. وأبرز من جهة أخرى أن المؤتمر ينعقد في سياق دولي يطبعه النزاع الروسي الأوكراني ، مع ما له من تبعات على منظومة الطاقة العالمية، مشيرا إلى ان الخبراء والمشاركين عكفوا على تقييم مدى قدرة بلدان الشرق الأوسط وشمال إفريقيا على مجابهة هذه التبعات وعلى رأسها ارتفاع أسعار الطاقة. ونظم المؤتمر تحت عنوان "الأمن في مجال الطاقة في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا"، وعرف مشاركة خبراء دوليين ومسؤولين حكوميين وسفراء وإعلاميين ونشطاء المجتمع المدني.