تعيش شبكة قنوات "فرنسا 24" التابعة للمجموعة الإعلامية France Médias Monde، أحد أسوأ الموجات الاحتجاجية الداخلية منذ نشأتها في 2006، حيث يخوض الصحافيون والموظفون في القنوات الأربع الناطقة بالفرنسية والإنجليزية والإسبانية والعربية، إضرابا عن العمل انطلق يوم الخميس، وذلك للمطالبة بإقالة مجموعة من المسؤولين الإداريين وإيقاف انتهاك حقوق العاملين. ونفذ العاملون بالقنوات الفرنسية الإضراب الذي لوحوا به يوم 12 نونبر الجاري، من أجل إتاحة فرصة للإدارة للاستجابة لمطالبهم، قبل أن يدخل حيز التنفيذ فعليا منذ يوم الخميس، ما أدى إلى توقف العديد من البرامج، حيث نشر حساب المحتجين على "تويتر" الذي يحمل اسم F24 Solidaires صورا لمكاتب التحرير فارغة من الصحافيين، فيما أكدت وكالة الأنباء الفرنسية AFP أن البرامج التي تبثها القناة الناطقة بالإنجليزية توقفت. ودخل صحافيون مغاربة عاملون بالشبكة في هذا الإضراب، الأمر الذي أكدته المذيعة المغربية دنيا نوار، والتي كتبت على حسابها في تويتر "قبل عشر سنوات بالتمام والكمال التحقت بفرانس 24، لتبدأ رحلة العطاء المتبادل في قناة أصبحت بيتا وأسرة قبل أن تكون مجرد مكان عمل، لكن مع مرور السنوات مع الأسف، تدهورت ظروف عملنا لأسباب عدة يصعب تلخيصها في تغريدة"، وأضافت أنها قررت الانضمام للإضراب الذي يخوضه زملاؤها "من أجل الحفاظ والذود عن ما حققناه من مكاسب ومكانة ومصداقية". ولا يبدو أن الأمور تسير نحو الانفراج داخل القناة، الأمر الذي يؤكده استمرار الإضراب، في الوقت الذي ترفض فيه الإدارة إخبار متابعيها بالسبب الحقيقي للارتباك الحاصل في البرمجة، وهذا التوتر تؤكده تغريدة أخرى للصحافية دنيا نوار التي كتبت "عجبا لزملاء باتوا يقدسون الوشاية والتملق بدل الدفاع عن المهنية وأصولها، الإضراب حق تكفله جميع الدساتير حتى في جمهوريات الموز، ونحن أولى باللجوء إليه كصحافيين عندما نريد الدفاع عن حقوق نعتبرها مقدسة". وحسب AFP فإن العاملين المضربين يدعون الإدارة لوضع خطة ل"تقليل الهشاشة" وإحداث تغييرات على مستوى المسؤولين والمدراء وإعادة تنظيم الشبكة بحسب المهارات المتوفرة لدى العاملين، علما أنهم كانوا قبل أسبوع قد صوتوا بحجب الثقة عن مجموعة من المسؤولين بسبب "التدهور الكبير في ظروف عملهم"، واعترفت مديرة القناة، فانيسا بورغراف، يوم الاثنين الماضي في تصريحات صحفية، بوجود جو من "عدم الارتياح" داخل الطاقم. والمثير في الأمر حاليا، هي الطريقة التي تتعامل بها الإدارة مع الإضراب، فالشبكة لا زالت ترفض الاستجابة لمطالب العاملين وفي الوقت نفسه تتعامل مع المشاهدين الذين يبلغ تعدادهم حول العالم 444 مليونا، بمنطق التجاهل إذ تأبى أن تقدم أي توضيحات بخصوص ما يجري، وهو أسلوب طالما كانت تنتقده بشدة في نشراتها الإخبارية، وخاصة عندما يحدث الإضراب أو الاحتجاج في إحدى المستعمرات الفرنسية السابقة، في حين لا تتعامل بالمعيار نفسه مع القضايا الفرنسية.