أثار اهتمام شبكة قنوات «فرانس24» الفرنسية بالاستعداد لإطلاق قناة «الميادين»، التجربة الإعلامية اللبنانية الجديدة عبر بثها الاثنين الماضي لتقرير إخباري حول القناة انجزه مراسل «فرانس24» بالعاصمة اللبنانية بيروت، سليم مدبب بعضا من الامتعاض من قبل متتبعين للشأن الإعلامي والسياسي بمنطقة الشرق الأوسط. وفي هذا الصدد انتقد أسعد أبو خليل أستاذ العلوم السياسية في جامعة ولاية كاليفورنيا على مدونته، في مقال بالإنجليزية إلى قيام صحفية في قناة «فرانس 24» بإزالة إسمها عن تقرير حول قناة الميادين بعد التشكيك في مصداقية الخبر في التقرير المذكور. وذكر أسعد أبو خليل أستاذ العلوم السياسية في جامعة ولاية كاليفورنيا أن تقرير «فرانس24» كان متحيزا ذلك انه تم تناول مسألة تمويلها قبل أن تبدأ قناة «الميادين» الجديدة بالبث وذلك باتهامها بأنها ممولة من قبل إيران ورامي مخلوف المقرب من الرئيس السوري حافظ الأسد. وأشار أسعد أبو خليل إلى تساؤل الصحفية لوسي، مراسلة قناة «فرانس24» في نسختها الانجليزية ببيروت عن مصداقية قناة «الميادين» دون مشاهدة أي من برامجها، بل استنادا إلى مصادر التمويل المزعومة التي ذكرها منتج لبناني عمر إبحايس. ومن جانبها نفت ناهدة نكد مدير التحرير في مجموع قنوات «فرانس 24» في رد عن سؤال ل«فنون واعلام» حول مدى صدقية ما جاء في مدونة أسعد أبو خليل أن تكون القناة الفرنسية الناطقة بالانجليزية قد شككت في مصداقية قناة «الميادين»، التي يرأس رئيس مجلس إدارتها الصحفي غسان بن جدو. وأشارت نكد إلى أن الروبورتاج حول قناة «الميادين» انجزه مراسل القناة في العاصمة اللبنانية سليم مدبب، مؤكدة أن الصحفية التي اشار إليها المدون لم تشارك في إعداد الروبرتاج بل قامت بترجكنه ومكنته من صوتها فقط، غير أن أسعد أبو خليل أشار إلى «الصحفية لوسي» في بيروت، التي علقت في «برنامج فوكيس» على «موضوعية قناة«الميادين وتمويلها». وأكدت نكد، أنه ليست قناة «فرانس 24» من تحدث عن تمويل القناة الجديدة «الميادين»، بل متحدث شارك في الروبورتاج وصفه مراسلنا بأنه موثوق، وشددت نكد على ان المنتج اللبناني عمر ابحايس يتحمل كامل مسؤوليته في بخصوص تصريحاته. وكان ابحايس شكك في رد عن سؤال «فنون وإعلام» على الفيسبوك، بالموازاة في ما قاله اسعد ابوخليل وأكد ان انه «يكذب» مشير ا إلى أنه يكتب بجريدة موالية لحزب الله وأكد في السياق ذاته ما قاله الروبورتاج. وشددت نكد، أن كل ما المعطيات التي تضمنها الروبورتاج بما في ذلك تعليقات المراسل سليم مدبب «صحيحة»، وان الكلمة اعطيت لمسيري القناة ومديريها الذين بسطوا وجهة نظرهم. وللإشارة فقد انطلقت محطة «الميادين» الفضائية الاخبارية الاثنين الماضي، بحسب ما اعلن الصحافي غسان بن جدو رئيس مجلس ادارة هذه المحطة العربية الجمعة في مؤتمر صحافي، الذي لم يجب بعد عن سؤال وجهه ملحق «إعلام وفنون» حول مصدر تمويل القناة.. وتنتمي القناة الاخبارية «الميادين» التي تحظى برعاية حزب الله اللبناني، إلى اتحاد وسائل الإعلام الإسلامية الذي يتبع إيران ويضم 30 قناة فضائية، من بينها «الأقصى» التابعة لحركة حماس الفلسطينية و«بريس تي في» و«العالم» الإيرانيتين. ومنذ اللحظة الأولى لانطلاقها أثارت القناة العديد من الجدل كونها كغيرها من القنوات التابعة لحزب الله تدعم الثورة البحرينية وترفض الثورة السورية. واوضح بن جدو، المدير السابق لمكتب قناة الجزيرة في بيروت، أن «البوصلة لعمل القناة ستكون القدس»، في اشارة الى القضية الفلسطينية، و«سنعتمد توقيت القدس الشريف» في الاعلان عن مواعيد البرامج. وعن الخط السياسي، قال بن جدو الذي استقال قبل اكثر من سنة من قناة الجزيرة احتجاجا على «التغطية غير المتوازنة» للقناة القطرية للثورات العربية، «نحن قناة مستقلة، لكن في الوقت نفسه نحن ابناء هذه البيئة التي تتحرك من اجل الثورة والحرية على الانظمة الشمولية والديكتاتورية». وشدد على أن التغطية ستشمل كل الثورات من دون تمييز، مضيفا «نحن ضد التدخل الخارجي والاستعمار»، ومعتبرا أن «الترويج للفتنة المذهبية هو خدمة لاسرائيل». وقال بن جدو «سندير قناة اخبارية بكل وضوح ومهنية ولن نكون ابدا شركاء في سفك الدماء. سنرفع لواء الاصلاح والتسامح ضد التطرف... وسنكون بيئة لكل الآراء». وردا على سؤال عن تمويل المحطة، التي مقرها في منطقة بئر حسن عند المدخل الجنوبي لبيروت، وستبث على مدى الساعات ال24 في اليوم، قال بن جدو أن مصدر التمويل «مجموعة من رجال الاعمال من لبنان وخارجه»، رافضا الخوض في جنسيات هؤلاء. واضاف ان هناك «فترة امان مالي بين ثلاث الى خمس سنوات تسمح لنا بان ننطلق ونستمر»، متابعا «مرحب بكل من يريد ان يدعمنا ويتبرع من دون شروط». وكشف ان النائب البريطاني جورج غالاوي المعروف بمناصرته للقضية الفلسطينية سيقدم الحلقة الاولى من برنامج «كلمة حرة» الذي يبث مرة او مرتين في الشهر. واوضح بن جدو لفرانس برس ان الميادين ستتميز لان «الجمهور العربي بحاجة الى اعلام اكثر هدوءا واكثر استقرارا واكثر دقة واكثر توازنا». وتملك المحطة رخصة بريطانية وستبث من ثلاث محطات تقنية في كل من القاهرةوبيروت وتونس. ويبلغ عدد العاملين فيها مع المراسلين 320 شخصا معظمهم من اللبنانيين.