بات الحصول على أسطوانة الأوكسجين بالجزائر، أمرا عسيرا للغاية، وسط تزايد عدد الإصابات بفيروس كورونا المستجد، و"ازدهار" التجارة الموازية في معدات التنفس الاصطناعي. وكشف تقرير لقناة الحرة أن "سماسرة الأزمات" فرضوا قواعدهم في ظل الأزمة الصحية الحالية، ما زاد من معاناة المصابين وعائلاتهم. وارتفع سعر بيع أسطوانات الأوكسجين بطريقة مطردة، حتى تعدى قدرة كثيرين، وهو ما أثار استياء جزائريين على مواقع التواصل الاجتماعي. وقال جزائريون تحدثوا لقناة "الحرة" إن المضاربين زادوا من حدة أزمة وباء فيروس كورونا، بينما انتقد أحدهم "عدم استشراف السلطات الصحية المحلية" وتحضير الإمكانيات لمواجهة الوضع الصحي الذي كان مرتقبا. في الجهة المقابلة، أرجع مختصون النقص في معدات المساعدة التنفسية للمرضى إلى "التهويل الذي صاحب الإعلان عن الإصابات الجديدة بفيروس كورونا"، ما أسفر عن تهافت غير مسبوق على تلك المعدات وأثر على وفرتها بالمستشفيات والأسواق. الخبير في علم الأوبئة، عبد الرزاق بوعمرة، قال في الصدد "إن هناك اعتقادا خاطئا بأن الأوكسجين هو الدواء بالنسبة للمصاب بكورونا بينما ليس الحال كذلك بالنسبة لجميع المرضى". ويقول المحلل السياسي الجزائري، أحمد خنيسة، لقناة "الحرة" إن هناك "غيابا وقصورا في الرؤية واستراتيجية مواجهة الوباء "ما أدى وفقه إلى دخول من وصفهم ب"الجشعين" والمضاربين إلى المشهد. السلطات الجزائرية، أكدت من جانبها أنها عملت منذ بداية الأزمة على تجهيز المستشفيات بالأجهزة اللازمة. وقال رئيس الحكومة الجزائرية، أيمن عبد الرحمن، إن الدولة استوردت أكثر من 15 ألف أسطوانة أوكسجين، منها ألف و50 وصلت إلى البلاد، وهناك دفعات أخرى ستصل بين 3 و5 أغسطس الجاري. وتجاوز معدل الإصابات اليومية بالجزائر 1500 حالة وفق مراسل قناة "الحرة"، بينما بلغ معدل الوفيات اليومية 30 وفاة. من جهتها، حثّت سلطة ضبط السمعي-البصري في الجزائر، وسائل الإعلام على "عدم التركيز المفرط على الأخبار السلبية" في تغطيتهم للأزمة الصحية. ودعت السلطة المسؤولين عن محطات التلفزة إلى "الاضطلاع بمسؤولياتهم الاجتماعية تجاه المشاهد وعدم التركيز المفرط على الأخبار السلبية والقصص الإخبارية المأسوية التي يتسبب فيها" وباء كوفيد-19. إلى ذلك، بدأ متطوّعون، بتوزيع بشكل مجاني، أسطوانات أوكسجين في البليدة، قرب العاصمة الجزائر، إحدى أكثر المناطق تضرراً، وفق ما أفاد صحافيون لوكالة "فرانس برس". وقررت شركة غاز خاصة تكريس جزء من مصنعها في البليدة لإنتاج قوارير الأكسجين الطبي وملئها. وتواجه الجزائر التي يبلغ عدد سكانها نحو 44 مليون نسمة، ارتفاعا حادا في حصيلة الإصابات اليومية. وتجاوزت الحصيلة الإجمالية للإصابات بالجزائر 171 ألفا فيما بلغ عدد الوفيات، أكثر من 4250 حالة.