رغم التطمينات من احتواء الوضع الوبائي ، الا ان المؤشرات القادمة من مراكش تشير الى صيف ساخن قد تعيشه الاطر الصحية بعاصمة النخيل وذلك مع بروز معالم سيناريو عيد الأضحى الماضي عندما اكتظت مواقع التواصل الاجتماعي والمنابر الإعلامية بصور ومشاهد مأساوية لمراكشيين على أبواب مستشفيات المدينة والتي عجزت على استقبال جميع مرضى كوفيد . أبرز المؤشرات التي تدل على وضع وبائي حرج تعيشه المدينة الحمراء الاجتماع الذي عرفه مقر ولاية مراكش الأسبوع الماضي والذي جمع وزير الصحة بجميع المتدخلين المحليين في عملية مكافحة كوفيد ، لكن رغم حالة التكتم حول الاجتماع إلا أنها تدل عن تفاقم حالات الاصابة وتأثر الكادر الصحي خصوصا مع اغلاق مجموعة من مراكز التلقيح المتأثرة بإصابة العاملين بها . مسؤولة بالمديرية الجهوية للصحة ، تحفظت عن ذكر اسمها ، أوضحت لموقع القناة الثانية إلى أن الارتفاع في عدد الإصابات التي تعرفها المدينة يأتي بالموازاة مع ارتفاع المنحى الوطني للإصابة بالفيروس ، وعزت ذلك إلى عدم احترام المواطنين للتدابير الموصى بها خصوصا مع فترة العطلة وعيد الأضحى. وبحسب المصدر الصحي ، تسجل أقسام الإنعاش ارتفاعا في عدد مرضى كوفيد ، بحيث لا يزال 107 مرضى في غرفالانعاش بمستشفيات الجهة، فيما رفضت المسؤولة الصحية تقديم رقم مضبوط لعدد الأطر الصحية المصابة بالفيروس ، حيث تعاني مراكش من تفاقم إصابات العاملين في المجال الصحي . لكن المسؤولة، عزت الاصابات التي يعرفها مجموعة من العاملين في مستشفيات مراكش ، الى كون هذه الاخيرة اكثر عرضة مواجهة للكوفيد ، و على اعتبار ان الاطار الصحية لم تتوقف على تقديم جهودها في مكافحة الوباء. ولمعرفة ما تقاسيه الاطر الصحية المراكشية ، تواصلت 2M.ma مع نائب الكاتب الوطني للنقابة المستقلة للممرضين، اسامة قرباش ، والذي أوضح بدوره في تصريحه إلى أن مراكش تعيش على صفيح ساخن قبل فترة العيد ، مؤكدا على أن الحالات المؤكدة في تزايد شديد، و المرضى في العناية المركزة في تزايد أيضا، مما جعل ممرضي مصالح الإنعاش و المستعجلات يعانون الأمرين. ونبه الإطار الصحي والنقابي، إلى أن الأرضية الصحية بمراكش تعاني من نقص حاد في الموارد البشرية و خصوصا التمريضية منها، مشيرا إلى أن مستشفى الرازي نموذجا سجل السنة الماضية إصابة 25 في المئة من أطره بكوفيد ويعاني اليوم ضغطا كبيرا على مستوى مستعجلاته جراء تقاطر المئات من المرضى يوميا، و وسط استمرار إغلاق مستعجلات مستشفى ابن طفيل. من جانب آخر ، ومع التقارير الإعلامية التي تفيد بإغلاق المراكز الصحية المكلفة بالتلقيح، لفت قرباش إلى أن الأطر التمريضية المسؤولة عن التلقيح وصلت إلى حد الاحتراق الوظيفي و الوزارة تدعوها للعمل لغاية الساعة الثامنة ليلا و السبت و الأحد بشكل غير قانوني و غير مفهوم و غير منظم . وطرق المسؤول التمريضي ناقوس الخطر ، موضحا الى ان العديد من الأطر التمريضية تعاني أمراض نفسية كبيرة وسط الضغوطات التي وضعتها وزارة الصحة على كاهلها في غياب كامل لأية تعويضات أو تحفيزات أو مقاربة تشاركية مع الفرقاء الاجتماعيين من طرف الوزارة الوصية ، مشيرا الى ان بعض الأطر التمريضية لم تستفد من عطلتها السنوية لسنة 2019 ليومنا هذا. أما بارقة الأمل المراكشية ، فقد كشفت عنها المصدر المسؤول بالمديرية الجهوية للصحة ، والذي أوضح لموقع القناة الثانية إلى أنه رغم الوضع الوبائي الغير مطمئن ، الا ان المندوبية تسجيل توافد عدد كبير من ساكنة المدينة الى مراكز التلقيح وهو ما يوضح الى وعي المواطنين بأهمية التلقيح في الحد من الإصابات وخطورتها. ولفت المصدر إلى أهمية احترام التوجيهات الموصى بها، مشددا على أن المناعة لا يمكن ان تتحقق الا بعد خمسة عشر يوما من الجرعة الثانية . وتحاول السلطات بمعية المجتمع المدني منذ ايام تكثيف جهود التحسيس والدعوة إلى المشاركة في عملية التمنيع الجماعي، حيث تعرف مجموعة من الأحياء المراكشية جولات ميدانية لهذا الغرض، كما وقع مجموعة من الفاعلين المدنيين بالمدينة نداء بهدف تجديد العزم بين المواطنين للخروج من هذا النفق الوبائي .