تعيش مدينة مراكش خلال الأيام الأخيرة وضعية وبائية وصفتها مصادر صحية ب"المقلقة"، دفعت وزير الصحة خالد آيت الطالب الحلول بالمدينة الحمراء أمس الجمعة وتدارس الوضع مع والي الجهة، وذلك وسط تكتم شديد من طرف مصالح وزارة الصحة. وتشير المعطيات التي جمعتها جريدة "العمق"، إلى ظهور بؤر وبائية في مؤسسات صحية راح ضحيتها عاملون بهذه المؤسسات، إضافة إلى امتلاء الطاقة الاستيعابية لمستشفى ابن الزهر المعروف باسم المامونية، وذلك بعد إعادة تخصيصه كليا لكوفيد19، فيما توشك الطاقة الاستيعابية للمركز الاستشفائي الجامعي من الامتلاء من جديد. هذا، تم اكتشاف خلال الساعات الأخيرة بؤرة وبائية في المركز الصحي الموقف المخصص لتلقيح المواطنين ضد الفيروس، وقررت السلطات الوصية إغلاق المركز بعد إصابة مجموعة من العاملين فيه بفيروس "كورونا". إلى ذلك، سبق لجريدة "العمق" أن كشفت في خبر حصري اكتشاف بؤرة وبائية داخل المركز الاستشفائي الجامعي محمد السادس بمراكش، بعد تسجيل مجموعة من الإصابات في صفوف أساتذة أطباء وأطباء مقيمين وممرضين، مما أدى إلى اشتغال إحدى المصالح بأقل من نصف طاقمها. وأكدت مصادر متطابقة أن الاجتماع الذي عقده الوزير مع مسؤولين في السلطة الولائية ومصالح وزارة الصحة، خلص إلى إقامة مستشفى ميداني في مراكش، وذلك على بعد أشهر قليلة من تفكيك المستشفى الميداني الذي أقيم السنة الماضية داخل مستشفى ابن طفيل بعد تدهور الحالة الوبائية بالمدينة الحمراء. وفي السياق ذاته، أخرجت التطورات الوبائية مؤخرا أطر مستشفى ابن زهر بمراكش من صمتها، لتدق ناقوس الخطر وتحذير إدارة المستشفى من وقوع "فضيحة مماثلة لما وقع السنة الماضية"، ودعتها إلى اتخاذ الإجراءات اللازمة قبل فوات الأوان. وأفاد مصدر موثوق من داخل مستشفى ابن زهر المعروف محليا باسم المامونية، لجريدة "العمق" أن جميع الأسرة التي كانت مخصصة لمرضى كوفيد19 امتلأت عن آخرها، وتم تخصيص مصلحة أخرى من أجل استقبال مرضى كوفيد. وفي هذا الصدد، أوردت مراسلة المكتب المحلي للجامعة الوطنية للصحة المنضوية تحت لواء الإتحاد المغربي للشغل بمستشفى إبن زهر ، توصلت جريدة "العمق بنسخة منها، أن الأخير "يتابع بقلق بالغ تواتر الأحداث بمؤسستنا و تصاعد حدة الضغط عليها من خلال تزايد مرضى كوفيد-19 الوافدين للاستشفاء". وأبرز أن عدد المرضى المتوافدين على المستشفى "أصبح يشكل عبئا إضافيا على الأطر الصحية، التي ما فتئت تقدم التضحيات تلو التضحيات في مواجهة الجائحة في ظل النقص الحاد في صفوفها، و القصور الملحوظ في حمايتها و عدم توفير عدد من الأدوية الحيوية و المعدات الإستعجالية مما يُعرض الأطر الصحية و المرضى – على حد سواء – للخطر"، على حد تعبير المراسلة. ودعا المكتب المحلي للجامعة الوطنية للصحة إدارة مستشفى ابن زهر إلى التعجيل باتخاذ الإجراءات اللازمة وتصحيح الوضع "لكي لا يتكرر يتكرّر ما وقع السنة الفارطة" ومن أجل "الحفاظ على سلامة العاملات والعاملين والمرضى". وكانت مدينة مراكش صيف السنة الماضية قد عاشت أسابيع سوداء بسبب ارتفاع حالات الإصابة بفيروس "كورونا" المستجد، وكان مستشفى ابن زهر النقطة السوداء في المنظومة الصحية بالمدينة الحمراء، حيث تناقل يومها مواطنون صورا لمرضى يفترشون الأرض في مرآب المستشفى وآخرين داخل القاعات، وقاعات تضم الرجال والنساء بشكل مختلط ومكتظ. وأطلق نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي يومها حملة بعنوان "مراكش تختنق"، مما أسفر عن عقد مجموعة من الاجتماعات بمقر ولاية الجهة من أجل إنقاذ الوضع، واضطر وزير الصحة خالد آيت الطالب بناء على تعليمات عليا من الحلول بمدينة مراكش، وهي الزيارة التي حملت مجموعة من الانتقادات بسبب ما أسفرته يومها من "إجراءات ترقيعية" لم تعالج أصل المشكل. الزيارة التي وصفت مصالح وزارة الصحة يومها ب"المفاجئة" بالرغم من تداولها بين رواد مواقع التواصل الاجتماعي بساعات قبل وصول الوزير للمدينة الحمراء، لم تتمخض عنها أي قرارات تخص علاج "الاختلالات" التي سبق أن تم فضحها من طرف الفاعلين المحليين، والتي كانت جريدة "العمق" سباقة إلى إثارتها. ولم يسفر اجتماع عقده الوزير مع مدير المستشفى الجامعي محمد السادس بمراكش والمديرة الجهوية للصحة عن أي قرارات تخص تنزيل التدابير الاحترازية بالمؤسسات الصحية بالمدينة الحمراء، ومازال رواد المستشفيات إلى يلجونها إلى حدود اليوم وبعد أكثر من سنة، دون أن تعريضهم لقياس درجة الحرارة، كما لم يتم إعادة توزيع الكراسي في قاعات الانتظار لاحترام شرط التباعد، كما ما تزال المستشفيات غير مزودة بالمعقمات المخصصة للزائرين والمرضى، ولا تتوفر المراحيض العامة على وسائل النظافة.