لأول مرة منذ انطلاقها في سنة 2005، تقرر وزارة الدفاع الأمريكية الاعتماد على مدربين غير أمريكيين لتأطير تدريبات "فلينتلوك" العسكرية المتعلقة بمجال مكافحة الإرهاب والتعاون الإقليمي العسكري بين الجنود الأفارقة، بإشراف "أفريكوم" القيادة العسكرية الأميركية في إفريقيا، وذلك بالاعتماد على القوات المسلحة الملكية المغربية. وبحسب القيادة العسكرية الأميركية في إفريقيا، فإن التدريبات التي شاركت فيها القوات المسلحة الملكية المغربية، إلى جانب قوات من 10 دول من منطقة شمال وغرب إفريقيا، تتعلق بعمليات إنقاذ وإسعاف المصابين داخل ميادين القتال، بالإضافة إلى مهارات استخدام الأسلحة والمشاركة في الاشتباكات القتالية القريبة، والتي جرت محاكاتها في موريتانيا وبمحطة خارجية في السنغال. وفرض المغرب نفسه إقليميا كحليف موثوق للولايات المتحدةالأمريكية، التي أنهت معه مؤخرا مناورات عسكرية ناجحة على مختلف الأسلحة خاصة سلاح الجو، كما أن القوات المسلحة الملكية أصبحت رقما صعبا في المعادلة الإقليمية والإفريقية، وبذلك جاء هذا الاختيار نظرا للمهنية العالية والتدريب الجيد الذي يتمتع به الجيش المغربي. جدير بالذكر، أن مشاركة المغرب في تأطير تدريبات "فلينتلوك" العسكرية المتعلقة بمجال مكافحة الإرهاب والتعاون الإقليمي العسكري بين الجنود الأفارقة، يأتي كذلك بالتزامن مع استعداده بجانب الولاياتالمتحدةالأمريكية لتنظيم مناورات الأسد الإفريقي الأضخم من نوعها بالقارة السمراء، والتي سيكون ميدانها الصحراء المغربية، لأول مرة بعد الاعتراف الأمريكي بمغربية الصحراء، حيث اختارت القيادة العسكرية الأمريكية ونظيرتها المغربية مدينتي طانطان والداخلة إلى جانب منطقة المحبس المحاذية للحدود الجزائرية والقريبة من مخيمات جبهة "البوليساريو" الانفصالية.