لأول مرة منذ انطلاق تدريبات "فلينتلوك" العسكرية الخاصة ب"مكافحة الإرهاب والتعاون الإقليمي العسكري بين الجنود الأفارقة" والتي تشرف عليها القيادة العسكرية الأميركية في إفريقيا "أفريكوم" منذ 2005، جرى الاعتماد على مدربين غير أمريكيين من أجل تأطير هذه التدريبات التي جرت مؤخرا بموريتانيا، وذلك بعد اعتماد وزارة الدفاع الأمريكية على القوات المسلحة الملكية المغربية إلى جانب الجيش السنغالي. وشاركت في هذه التدريبات قوات من 10 دول من منطقة شمال وغرب إفريقيا، وفق ما أوردته "أفريكوم"، وتمحورت تمارين هذه السنة حول عمليات إنقاذ وإسعاف المصابين داخل ميادين القتال والتي جرت محاكاتها في موريتانيا إلى جانب محطة خارجية واحدة في السنغال، وأُطرت هذه العمليات بواسطة عسكريين مغاربة وسنغاليين سبق لهم أن شاركوا في تدريبات "فلينتلوك" خلال السنوات الماضية. ووفق "أفريكوم" فإن التدريبات ركزت على مهارات إنقاذ الحياة في سيناريوهات مشابهة للواقع من أجل جعل عناصر القوات الإفريقية مستعدة لتقديم الرعاية للمصابين في المواقف الحقيقية، بما في ذلك السيطرة على النزيف لدى الجنود المصابين خلال الهجمات أو العمليات القتالية والتضميد الميداني للجروح الخطيرة الذي يساهم في تقليص الخسائر البشرية، إلى جانب تدريبات أخرى تتعلق بمهارات استخدام الأسلحة والمشاركة في الاشتباكات القتالية القريبة. ويأتي ذلك في غمرة استعداد المغرب والولايات المتحدةالأمريكية لتنظيم مناورات الأسد الإفريقي الأضخم من نوعها بالقارة السمراء، والتي سيكون ميدانها الصحراء المغربية لأول مرة عقب الاعتراف الأمريكي بالسيادة المغربية على المنطقة، حيث اختارت القيادة العسكرية الأمريكية ونظيرتها المغربية مدينتي طانطان والداخلة إلى جانب منطقة المحبس المحاذية للحدود الجزائرية والقريبة من مخيمات قيادة جبهة "البوليساريو" الانفصالية. وفي نهاية الأسبوع المنصرم حل وفد من القوات الأمريكية بمدينة أكادير لوضع آخر الترتيبات على مناورات "الأسد الإفريقي"، وذلك بعد الإعلان عن رفع أعداد الجنود المشاركين فيها من 5000 إلى 8000 آلاف، حيث ينتظر أن تشارك في التمارين التي ستنظم خلال الفترة ما بين 7 و18 يونيو المقبل، قوات من تونسوالسنغال أيضا، علما أن هذه المناورات تأتي بعد 3 أشهر من مناورات أخرى ضخمة بحرية وجوية بين المغرب والولايات المتحدة جرت بالسواحل الجنوبية للمملكة وحملت اسم "مصافحة البرق".